الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حكايات من العلاج بالتمثيل.. والتعبير عن المشاعر بالصوت العالى

لو مضغوط.. «السايكو» هتظبطك!

أسئلة كثيرة حول العلاج النفسى بالسايكو دراما.. هل هو كلام علمى.. أم مجرد كلام على الماشى.. أو كلام نظرى.. وبعضه نصب أو أحيانًا هو نصب؟  



هل العلاج بالفن مُجدٍ؟ وفعال؟ وإيه الأمراض التى تنجح فى علاجها أساليب السايكودراما؟  

الشائع الآن تواجُد وِرَش فنية ومسرحية للعلاج بالسيكودراما، بواسطة بعض مخرجى المسرح، وبعضهم مدربو تنمية بشرية ومعالجون سلوكيون، لكن تدَخُّل البعض من المتطفلين ربما أفسد الفكرة لدى الكثيرين. 

فما حقيقة السايكودراما؟ وهل العلاج عن طريقها فعلاً فعّال؟ هل صحيح لو زادت الضغوط النفسية يمكن أن يكون السايكودراما علاجًا؟ 

ما هى الأمراض التى ينفع فيها العلاج بتلك الطريقة؟ وما هى مميزات تلك الطريقة، وما هى مراحلها؟ 

أسئلة كثيرة نحاول الإجابة عنها فى هذا التحقيق. 

هو ده 

قال الفنان شريف القزاز، مخرج مسرحى وفنان تشكيلى، واستشارى العلاج بالفن، إن العلاج بالسيكودراما هو أحد أنواع العلاج بالفن، ويتم العلاج من خلال المحاكاة التى تخص كل حالة، فى مسرحية درامية جماعية، تحاول إخراج الشخص من عزلته النفسية.

 

 

توقف أساسيات العلاج على دراسة تاريخ المريض من طفولته..  والعلاج بتلك الطريقة لا يقتصر على فئة عمرية محددة.. ويُظهر نتائج فعالة خاصة مع الأطفال وفى حالات الاكتئاب والرّهاب الاجتماعى والعِناد والانطواء. 

يقول: «كل من يعانى من مشاكل نفسية ينفع علاجه بالسايكودراما إضافة إلى الإدمان». ويضيف: «العلاج يكون فى مجموعات، ونبدأ أولا بملاحظة حالة المريض وتصرفاته، وردود أفعاله ونبدأ فى تقييم الحالة حتى نعرف من أين نبدأ؟».

يكمل: «ميزة العلاج بالفن هو عدم الحاجة لدواء.. لكن  إذا لزم الأمر؛ يتم التعاون مع طبيب.. والمشكلة التى تواجهنا هى أن محاولة بعض غير الدارسين لعلم النفس الدخول إلى المجال.. والترويج لأنفسهم على أنهم مُعالجون..  يؤدى لكوارث». 

من جانبه يقول الدكتور وليد هندى، استشارى الصحة النفسية: «إن العلاقة بين الفن والعلاج النفسى لها جذور تاريخية.. والعلاج بالسايكودراما ليس مُجرد كتابة سيناريوهات تُعَبر عن الحالة النفسية؛ لكن الأساس أن  المريض يُخرج  مشاعره السلبية على المسرح، سواء كان مؤديًا للدور أو يشاهده».  

وأضاف: إن تلك الطريقة من العلاج نمارسها نحن كأصحاء مع بعضنا.. أحيانًا دون أن نعرف للتنفيس النفسى والاجتماعى. 

عن جلسات السايكو دراما قال «هندى» إنها فى المتوسط لا تتعدى جلساتها نحو 30 جلسة.. بمعدل جلستين أو واحدة فى الأسبوع، والمُعالج هو المُخرج الدرامى ومُعد المسرح، ونجعل المريض يتجول على خشبة المسرح، ويتكلم، ويتخيل تخيُلاً حُرًا وطليقًا ليُخرج كل ما لديه من مشاكل.

واسترسل: كثيرًا ما نجعله يتبادل الأدوار حسب الإيذاء الذى تعرّض له من قبل، حتى الحلم ممكن يمثله؛ ليُعبِّر عن ما بداخله، فبالتالى نبدأ نفهم أداءه فى الحياة، وما يمكن أن يُصيبه. 

السايكودراما كما يقول «هندى».. فيها تنفيس عن التوتر، والقلق، فهى نوع من أنواع تطهير النفس من مشاعر الحزن واليأس والإحباط. 

 

 

عالم داخلى

الدكتور عماد يوسف، مُعالج نفسى بالسايكودراما قال: «ببساطة هو نوع من أنواع العلاج الجمعى، وتصلح لعلاج كثير من الأمراض والأعراض.. منها الصدمات النفسية والاضطرابات الشخصية، وكثيرًا ما تمكن المريض من إدارة الغضب؛ لأنها الطريق لعالم الإنسان الداخلى. 

ولأن المريض الذى يعالج بالسايكودراما يخرج أحاسيسه ومشاعره؛ فإن هذا ما يجعله متزنًا نفسيًا.. ويدفعه لأن يكون راضيًا عن نفسه.. ويعالج حالات التردد فى اتخاذ القرار..  ويخلق بيئة آمنة يتحدث البطل عن مشكلته لنساعده فى التعامل مع تلك المشاكل بطريقة صحية، لكن ما لا يصلح له العلاج بتلك الطريقة هى حالات الذُّهان وحالات الإدمان النشط». 

من جانبها قالت الدكتورة شيرين دحروج  إخصائى نفسى إكلينيكى بمستشفى العباسية للأمراض العقلية والنفسية: إن السايكودراما مرحلة من مراحل العلاج، ولا بُدّ قبل جلسة السايكودراما أن تكون الحالة مستقرة بالأدوية بعد جلسات  فردية لتمكين المريض من الوصول إلى حالة من التوافق والقدرة على التعايش. 

من المراحل المهمة فى السايكودراما هى مرحلة المرآة (كل شخص يواجه نفسه أمام المرآة ويتكلم بارتياح) وإدخال أشخاص معه فى الدراما نستطيع أن نعرف كيف يتعامل.. وكيف يجب أن يتعامل معه الآخرون. 

 

 

وتقول الدكتورة شيرين: «السايكودراما هتخليك تعيش فى المجتمع وتواجه ناس بتخاف منهم لأن أساس السايكودراما هو علاج الصراعات الداخلية للمريض بأنواع مختلفة.. خصوصًا المريض غير القادر على المواجهة.. لأن النوع ده من العلاج يجعل المريض يواجه من يخاف منهم فيهدّى القلق عنده». 

 أمّا بالسنبة للأمراض العقلية فتقول دحروج: «الدراما قائمة على التنفيس الانفعالى، أى تفريغ كل المشاعر التى بداخل المريض.. وهى أحوال ترهق.. لذلك لا تستغرق الجلسة الواحدة أكثر من ساعة إلا رُبعًا فقط؛ حيث يتم تفريغ مشاعر المريض  بالكامل». 

وتقول: «باختلاف السّن تختلف أشكال الجلسات، فالأطفال على سبيل المثال، يحبون الألعاب، ويحلمون بوظائفهم المستقبلية.. هنا بيتم خلق هذه البيئة لهم، ويعيشون هذه المرحلة وكأنها حقيقة». 

أغلب مشاكل الأطفال- كما تقول- «هو الاكتئاب».. أمّا أزمات البالغين.. فهى غالبًا مشاكل فى تحقيق الذات.