الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كيف أثرت «حياة كريمة» فى الشخصية المصرية؟

لم تغفل الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، التى اختتمت أعمالها الأسبوع الماضى، أهمية المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» باعتبارها مشروع القرن؛ حيث عقدت ندوة بعنوان «بناء الشخصية المصرية فى حياة كريمة» بمشاركة الدكتور عمرو سليمان المدير التنفيذى والمشرف على مشروع «الشخصية المصرية»، الدكتور مصطفى زمزم رئيس مجلس أمناء مؤسّسة «صناع الخير» عضو التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وسفير المبادرة الرئاسية «حياة كريمة»، اللواء دكتور محمد الهمشرى أمين عام المؤسّسة العربية للإعلام والثقافة، ومروة حافظ رئيس مؤسّسة «أنا مصراوية»، وأدارتها الدكتورة يُسر فاروق فلوكس رئيس مجلس أمناء المؤسّسة العربية للإعلام والثقافة.



وخلال الندوة عرض فيلم توضيحى عن جهود المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى إثراء المشهد الثقافى وتحقيق العدالة الثقافية بين مختلف أطياف الشعب، مسلطًا الضوء على أبرز المبادرات القومية لدعم الفن والثقافة المصرية ودعم الشباب المبدعين فى شتى المجالات.

وقال الدكتور مصطفى زمزم: «بناء الإنسان هو أهم شىء فى الحياة، وأهم مبادرة فى بناء مصر الحديثة، هى «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى، وعندما نتحدث عن أُسَر كانت تُقتل داخل المناطق العشوائية؛ بسبب عدم وجود مسكن ملائم لهم، وعدم وجود أيضًا بيئة صحية يعيشون فيها، ولا وسائل للتعليم، وكل هذا نتج عنه هجرة البعض بشكل مستمر إلى عواصم المحافظات الكبرى، فأصبح هُناك كوارث تحدث فى هذه المناطق بشكل يومى كانتشار القيم غير الأخلاقية، وإذا ارجعنا لأصل الموضوع سنجد أننا لو استطعنا توفير خدمات كثيرة مفيدة للريف المصرى، ستتحسن الحالة الاجتماعية والحياة هُناك، وسنستطيع إخراج نماذج جيدة وعلماء من هذه البيئة، فطالما استطعنا توفير احتياجات المجتمع، فسنستطيع تطوير التعليم والبنية التحتية للحياة، وهذا ما تسعى إليه «حياة كريمة»، وبالفعل جرى الانتهاء من المرحلة الأولى بتطوير آلاف المناطق ونعمل الآن على بداية مرحلة أخرى جديدة».

وأضاف: «أصبح لدينا 12 جامعة رائدة فى أعمال الطاقة النووية وجامعات تكنولوچية عالمية، كما أن هناك مشاريع كثيرة تنفق عليها آلاف المليارات، وأصبح خريج هذه الجامعات مطلوبًا فى الخارج بشكل مدهش، وهنا نستطيع الاستفادة من أشياء كثيرة لجلب العُملة الصعبة، وفى هذا الإطار جرى إطلاق مبادرات كثيرة لدعم الشباب داخل هذه الجامعات وتدريبهم بشكل جيد لتناسب مهاراتهم مع سوق العمل، وهناك 8 جامعات أوروبية جرى الاتفاق معها على توظيف طُلاب الجامعات التكنولوچية، وبالتالى تغيرت نظرة المجتمع لخريج هذه الجامعات، فأصبح الطالب التقنى اليوم من أنجح الشباب».

أشار «زمزم» إلى أنه قبل «حياة كريمة» كنا قد وصلنا إلى مرحلة خطيرة لم يكن يوجد بها أى نوع من التخطيط، ولكن بعد تنفيذ «حياة كريمة» أصبح لدى قاطنى الريف المصرى عدالة اجتماعية وتمكين اقتصادى حقيقى، وقادة للرأى والفكر داخل هذه القرى لهم تأثير قوى ووجودهم نقلة كبيرة لبناء الشخصية المصرية، وقد بدأت العديد من الوزارات إطلاق ندوات وبرامج ثقافية واجتماعية ورياضية داخل هذه القرى على مدار السَّنَة.

وأكد ضرورة العمل على تمكين الأُسَر فى المشروعات الزراعية والبرامج التوعوية، فنحن نمتلك قدرات إذا استطعنا تشغيلها بشكل جيد، فستغير من سلوكياتنا لبناء قيم متحضرة، ورؤيتنا للشخصية المصرية ستختلف للغاية، ولن يتم كل ذلك إلا بتمكين اقتصادى قوى، ما سيساعد على بناء الشخصية المصرية.

وذكر الدكتور عمرو سليمان أن مصر مرّت بنقطتين مهمتين على مدار تاريخها بداية من عصر محمد على الذى كان يرى أن التعليم نقطة مهمة وهنا بدأ صياغة الدولة المصرية الحديثة، والدليل هنا بناء الكثير من المدارس ثم حركة الترجمة ثم بدأ ذلك يصب على الإنتاج الثقافى المقدم، وبالتالى كانت مرحلة مهمة بدأت معها تشكيل هوية الدولة المصرية، ونحن الآن فى الفترة الثانية وهى فترة مشابهة لتلك الفترة بشكل كبير فى ظل التحديات والتغيرات ما زالت الدولة المصرية تشكل هويتها بشكل أفضل.

 

 

 

وأكد أن مشروع «حياة كريمة» وتطوير الريف المصرى يؤكد اهتمام الدولة المصرية بجودة الحياة وتصحيح الهوية البصرية الذى يعد أمرًا مُهمًا للغاية للمواطن المصرى، ذلك الأمر الذى يحدث لأول مرّة تاريخيًا أن يتم الاهتمام بهذا الشأن، مما يساهم فى تغيير الذوق العام والسلوك للمواطن نفسه بعد أن تم تطوير الريف المصرى. 

لافتًا إلى أن الهوية المصرية فُقدت بشكل عنيف مما أثر على الرؤية الإبداعية لقاطنى الريف ومع بداية مشروع «حياة كريمة» على سبيل المثال تبطين الترع وتطوير البنية التحتية وزيادة جودة المزروعات أثر ذلك إيجابيًا بشكل كبير فى استعادة هوية الريف المصرى البصرية.

وشدّد على أن مصر دولة تقوم بشكل يليق بها تاريخيًا وبمكانتها، و«حياة كريمة» تدعو إلى الفخر وإلى أن نتكاتف جميعًا وما تفعله الدولة المصرية سيُكتب فى التاريخ.

وأكمل: «واحد من أهم چينات المواطن المصرى الراسخة، هى قدرته على الإبداع والابتكار والحياة، والدليل على ذلك أن مصر كانت الناقل الرئيسى والأساسى لتطور واستمرارية جميع الحضارات، وأصبح الآن لدينا مبادرات إيجابية كثيرة كمَراكب النجاة التى تساعد الشباب وتحول نمط الهجرة من غير المشروعة إلى المشروعة لمساعدة وتطوير الحياة وتقديم الخدمات للمواطن فى الريف المصرى، كما أن رعاية المشاريع متناهية الصغر، سيساعد على نمو الوعى، بعدها سيقوم الريف المصرى بتصدير أشياء كثير غير محاصيل الزراعة». مؤكدًا أن «حياة كريمة» ليست مقتصرة على الريف المصرى فقط بل شاملة لكل المصريين على كل المستويات.

فيما اعتبر اللواء دكتور محمد الهمشرى، أن تطوير الريف المصرى من أهم الموضوعات فى حياتنا، والأمن الفردى للمواطن يصب بطريقة مباشرة للأمن القومى للبلد بشكل عام، كما أن المعايير التى تم استخدامها لتطوير الريف المصرى، اعتمدت على تغذية هرم الاحتياجات للمواطن المصرى، فنجد بناء المستشفيات الحديثة التى أُسّست بشكل جيد، وبها خدمات وتكنولوچيا كثيرة تتناسب وتتلاءم مع العصر، وهنا يشعر المواطن أن دولته تهتم به وتهتم لسماع مشاكله والعمل على حلها.

وأشار إلى أن استعادة النشاط الثقافى والاجتماعى فى القرى سيؤدى إلى استعادة الشخصية المصرية الأصيلة.

ولفت إلى أن الدولة قدمت الكثير من البرامج على المستوى الاقتصادى، كما يتم دعم المشروعات الصغيرة بشكل جيد للغاية، حتى يستفيد المواطن المصرى.

ومن جانبها قالت مروة حافظ: «كنت أذهب وأتحدث مع السيدات داخل منازلهن فى قرى الإسكندرية، وأستمع إلى مشاكلهن وأحرص على إيجاد حلول لها، كما أننا نسعى لمساعدتهن بشكل مستمر، وتدريبهن على تعليم أشياء بسيطة وسهلة تساعدهن على تحسين المعيشة كجزء من مشروعات الدولة المصرية فى «حياة كريمة».

واختتمت الدكتورة يُسر فاروق فلوكس الندوة قائلة: «الشخصية المصرية شخصية بنّاءة لا تهدم، ومصر ستظل تبنى والآخرون يحاولون تقليدها ولا يعرفون، وسنظل نعيش فى حياة كريمة فى وطن كريم تحت رعاية قيادة سياسية تهتم بالشخصية المصرية وبنائها».