الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كلينتون وترامب فى وثائق «المليونير المنتحر»

بدأت قاضية فى نيويورك الكشف مؤخرًا عن أسماء أشخاص على صلة بقضية الملياردير جيفرى أبستاين الذى انتحر فى سجنه عام 2019 قبل محاكمته بجرائم جنسية، بينهم نساء يعتقد أنهن من ضحاياه، وآخرون يشتبه فى أنهم تواطئوا معه.



 

بين هؤلاء الأشخاص الذين يتراوح عددهم ما بين 150 - 180 وردت أسماؤهم على آلاف الصفحات من الوثائق القضائية نشرها القضاء الفيدرالى فى مانهاتن، هناك الرئيسان الأمريكيان السابقان الديمقراطى بيل كلينتون، والجمهورى دونالد ترمب، لكن من دون ذكر أى سلوك غير قانونى أو مسىء فى حقهما.

وكان الكشف عن هذه اللائحة منتظرًا منذ أن أمرت به القاضية فى المحكمة الفيدرالية فى مانهاتن لوريتا بريسكا ديسمبر الماضى، وهى اللائحة التى كان لها تداعيات رهيبة فى العاصمة المالية الأمريكية بعد أن نشرها القضاء فى ديسمبر.

 

 

 

ويأتى التحرك القضائى الجديد فى القضية فى إطار دعوى تشهير مرفوعة من الأمريكية فرجينيا جوفرى على أبستاين وعشيقته وشريكته السابقة جيلاين ماكسويل التى حكم عليها عام 2022 بالسجن 20 عامًا.

وأوردت القاضية فى الوثيقة حالات ما يقترب من 180 شخصًا بأسماء مستعارة، وأمرت بالكشف عن هوياتهم «الكاملة».

وقال موقع «ديلى نيوز» البريطانى الذى كشف عن اللائحة أن دعوى التشهير التى قدمتها فرجينيا جوفرى ماكسويل ترجع إلى عام 2016، لكن صحيفة «ميامى هيرالد» رفعت بعدها دعوى مدنية للاطلاع على الملف وإجراء تحقيق استقصائى عن أبستاين وحياته الشخصية.

وعلل القضاء هذا بأن من بينها شخصيات سبق لوسائل الإعلام الأمريكية أن تناولتها، وكشف القضاء الأسماء الحقيقية فى اللائحة، من السهل معرفة هوية بعض الأشخاص من خلال المقابلات التى نشرت فى الأعوام الأخيرة.

وفى حالة الرئيس السابق دونالد ترامب تم ذكر الملياردير النيويوركى فى الوثائق على أنه كان يعرف أبستاين، لكن لم يتم ذكر أى سلوك ضار أو إجرامى محتمل.

أما بيل كلينتون وهو كان أكثر قربًا من أبستاين، وكان يسافر معه فى سنوات الـ2000، فإن اسمه ورد عشرات المرات، لكن أيضًا من دون أية إشارة واضحة إلى وقائع غير قانونية.

وحسب التفاصيل، فإن أبستاين وماكسويل كانا مرتبطين عاطفيًا فى مطلع تسعينيات القرن الـ20 قبل أن ينشأ بينهما تعاون مهنى وتواطؤ فى جرائمهما الجنسية طوال نحو 30 عامًا.

أما جيلان ماكسويل التى تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأمريكية وتعد من الوجوه البارزة لمجتمع المشاهير فى أمريكا، فأدينت فى نيويورك ديسمبر 2021 بتهمة الاتجار الجنسى بقاصرات لحساب أبستاين، وحكم عليها بالسجن 20 عامًا.

 

 

 

أما أبستاين نفسه الذى كان رجل أعمال وصاحب نفوذ واسع تمتد شبكة علاقاته الاقتصادية والسياسية فى الولايات المتحدة وخارجها، فاتهم بالاعتداء جنسيًا على قاصرات واغتصابهن، قبل أن ينتحر فى سجنه فى نيويورك، مما أدى إلى سقوط الدعاوى ضده.

والنفوذ الواسع الذى كانت تحظى به شبكة علاقات أبستاين كان مصدر نظريات مؤامرة أشارت إلى تعرضه للقتل فى السجن تحت غطاء انتحار.

لكن الطبيبة الشرعية فى نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالى «أف بى آى» خلصا إلى أنه انتحر وأن وفاته «لم تكن ناجمة عن عمل إجرامى».

وفى يونيو الماضى أكدت وزارة العدل «نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالى فى شأن عدم وجود عناصر إجرامية فى قضية وفاة أبستاين».

 

 

 

وفى شق منفصل من هذا الملف ذى البعد العالمى تتهم الأمريكية فرجينيا جوفرى البالغة حاليًا 40 سنة، الأمير البريطانى أندرو بالاعتداء جنسيًا عليها ثلاث مرات عام 2001 حين كانت فى سن الـ17، فى لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية. وأكدت أنها التقته من طريق أبستاين.

 

 

 

غير أن الأمير البالغ 62 سنة، الذى ساءت سمعته فى الشارع البريطانى بعد هذه القضية، كثيرًا ما نفى الاتهامات الموجهة إليه، لكنه توصل إلى اتفاق بالتراضى مع جوفرى فى فبراير 2022 قضى بأن يدفع لها 13 مليون دولار بحسب صحيفة «ديلى تلجراف»، مما جنّبه محاكمة أمام القضاء المدنى فى نيويورك كانت لتشكل إحراجًا كبيرًا للعائلة الملكية البريطانية.