الأحد 5 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

كتاب جديد يثير عاصفة فى أمريكا

 أثار كتاب جديد صدر فى الولايات المتحدة أزمة جديدة فيما يتعلق بالسياسات الأمريكية فى المنطقة وحول العالم.



الكتاب عنوانه (أم أمريكية) لديان فولى، والدة صحفى أمريكى قتلته داعش، وكتب الكتاب وصاغه الكاتب الأيرلندى كولوم ماكان. 

وكان الكتاب قد صدر أولاً فى فرنسا، بداية يناير، قبل أن يصدر فى الولايات المتحدة الأسبوع الماضى.

والكتاب الذى يتنوع بين السيرة واليوميات وقصص التشويق، تروى من خلاله ديان، معاناتها وتجربتها النفسية والعاطفية وتتهم الرئيس الأمريكى السابق أوباما بالتسبب بسياساته فى قتل ابنها.

وكان داعش قد قتل الصحفى المستقل جيمس فولى فى مشاهد أولى عام 2014 كانت بمثابة دعاية للتنظيم الذى أعلن إقامة «خلافة إسلامية» من على حدود العراق وسوريا.

وخُطف فولى قبل 21 شهرًا مِن قتله، فى حين انتظرت عائلته، قرابة السنتين، عودته مطالبةً السلطات الأمريكية بالتحرّك، لكنّ جهودها باءت بالفشل.

وقد تمكنت دول أخرى آنذاك من إطلاق سراح رهائنها، على غرار فرنسا التى نجحت فى إطلاق سراح 4 صحفيين كان يحتجزهم التنظيم بدفع فدية بشكل سرّى، حسبما تؤكد ديان فولى فى كتابها، فيما نفت باريس ذلك، أما واشنطن، فرفضت بصورة تامة اللجوء إلى مثل هذا الحلّ.

وبعد 10 سنوات على مقتل جيمس، ترى والدته التى حضرت إلى باريس للترويج لكتابها، أنّ الإدارة الأمريكية فى عهد أوباما ارتكبت جريمة فى حق نجلها ساهمت فى تغيير السياسة الأمريكية المتعلقة بالرهائن، التى عجز أى أحد من عائلات الرهائن عن فهمها أو تحمّلها. وقالت إن الإدارة لم يقتصر أمرها على رفض دفع فدية، بل هددت السلطات بمحاكمة أى مواطن يسعى إلى جمع فدية.

وفى حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، تقول ديان وهى تتذكر أَسْر نجلها: «كنتُ غاضبة جدًا. كنت أعتقد أن الناس يحاولون مساعدتنا، لكن الحقيقة كانت أنّ أحدًا لم يعمل على إعادة جيمس إلى دياره».

وتضيف: «لم يحرزوا أى تقدّم فى الملف... كذبوا عليّ، وكانوا متعالين جدًا».

كان المبدأ السائد فى واشنطن، بحسب ما ورد فى كتاب «أمريكن ماذر»، هو استعادة الرهائن بالقوة العسكرية من خلال عمليات للقوات الخاصة، لكن عندما يكون من بين الرهائن جنسيات أخرى، يتعيّن انتظار حلفاء الولايات المتحدة حتى ينهوا مفاوضاتهم.

وجرت فى يوليو 2014 محاولة عسكرية أمريكية لاستعادة الرهائن المحتجَزين لدى التنظيم، لكنّها باءت بالفشل؛ ما دفع التنظيم إلى تبديل مكان احتجاز جيمس فولى والرهائن البريطانيين والأمريكيين الآخرين.

وفى اليوم الذى قدّم فيه أوباما تعازيه لعائلة فولي، كان يعتزم القيام بجلسة تصوير. وكتبت ديان فى كتابها: «كنتُ أفضِّل ألا يُعزّى بجيمس وهو موجود فى أحد نوادى الجولف، وألا يشارك فى جلسة تصوير بعد ذلك».