الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

{الكان» كابوس «البريميرليج»

كأس الأمم الإفريقية.. عُرس قارى يتأهب عشاق كرة القدم لمتابعته عن كثب، لكن فى الوقت نفسه يمثل كابوسًا لفرق الدورى الإنجليزى التى تضم بين صفوفها لاعبين جرى استدعاؤهم لتمثيل بلدانهم فى هذا الحدث الذى تستضيفه كوت ديفوار.



وأصبح كل فريق إنجليزى يفكر جيدًا قبل التعاقد مع لاعبين أفارقة خشية فقدانهم أثناء كأس الأمم الإفريقية أو حتى الآسيوية المقامة فى قطر التى تبدو أقل تأثيرًا بسبب قلة اللاعبين الذين يلعبون فى الدورى الإنجليزى.

 

 

 

ويملك الدورى الإنجليزى نظامًا خاصًا يلعب خلاله الكثير من المباريات أواخر شهرى ديسمبر  ويناير، ما يعنى حاجته إلى كل لاعب فى صفوفه، ولكن جاءت البطولات القارية لتضع الكثير من الضغط على فرق «البريميرليج».

 

 

 

خارطة التعاقدات

أصبح عدد كبير من فرق أوروبا لا تحبذ التعاقد مع أفارقة خاصة مع اقتراب كأس الأمم الإفريقية من الانطلاق، فابتعد ريال مدريد الإسبانى عن ضم ياسين بونو حارس مرمى منتخب المغرب بسبب استدعاء بلاده له، ولكن الهلال السعودى سارع فى ضمه من نادى إشبيلية الإسبانى، حيث  لن يتأثر بسبب توقف الدورى نتيجة انطلاق كأس الأمم الآسيوية فى نفس الموعد وخوض الأخضر المنافسات بقطر.

ورفض مانشستر سيتى التعاقد مع قلب الدفاع خاليدو كوليبالى من نابولى بسبب إمكانية فقدانه خلال منافسات كأس الأمم الإفريقية وعادة ما يملك السنغال فريقًا قويًا وبالتالى يذهب بعيدًا إلى الأدوار المتقدمة مما يزيد من مدة ابتعاد اللاعبين الدوليين عن أنديتهم.

ويعيش الإسبانى بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتى أيامًا سعيدة بسبب عدم اعتماده على أى لاعب إفريقى أو آسيوى فى حين يغيب عن ليفربول نجمه محمد صلاح الذى يمثل ثقلًا كبيرًا فى قائمة الريدز. وأصبح ليفربول أقل تأثرًا بمسابقتى كأسى أمم إفريقيا وآسيا حيث يفتقد نجمه المصرى صلاح فقط فى حين كان يعانى من غياب ثلاثة لاعبين فى وقت واحد النسخة الماضية فبجانب الفرعون كان يبتعد عن صفوفه أيضا السنغالى ساديو مانى والغينى نابى كيتا.

 

 

 

ولكن يبقى صلاح عنصرًا مهمًا فى صفوف ليفربول وتعويضه ليس بالأمر الهين خاصة أن مانشستر سيتى المنافس الرئيسى يضغط بقوة فى كل اتجاه هذا الموسم، لذا تبدو المنافسة صعبة.

واضطر الألمانى يورجن كلوب مدرب ليفربول للدفع بعناصر بديلة مثل الهولندى كودى جاكبو والكولومبى لويس دياز والإنجليزى هارفى إليوت ليعيد التوازن إلى خط الهجوم.

ولا يمثل غياب المصرى محمد الننى الكثير من التأثر لفريقه أرسنال حيث لا يشارك بقوة فى المباريات رغم أن اللاعب يتألق إذا ما حصل على عدد من الدقائق.

بينما يعانى توتنهام أزمة حقيقية خلال منافسات كأسى أمم إفريقيا وآسيا، فهو الأكثر تأثرًا بين فرق الدورى الإنجليزى على الإطلاق حيث يغيب عن صفوفه كل من باب سار «السنغال» ويفس بيسوما «مالي» بالإضافة إلى الكورى الجنوبى سون هيونج مين الذى يمثل بلاده فى كأس أمم آسيا.

 

 

 

وأمام غياب ثلاثة لاعبين عن توتنهام قام مدربه الأسترالى ذو الأصول اليونانية أنجى بوستيكوجلو باستخدام بعض العناصر البديلة لديه مثل رودريجو بيتانكور وبيير أميل هوبيرج وأوليفر سكيب.

ويأمل توتنهام عودة لاعبيه سريعًا وعدم استمرارهم مع بلادهم حتى يستفيد منهم لا سيما أن اللاعبين الذين سيخوضون مباريات كثيرة فى البطولة القارية سيضطرون للحصول على قسط من الراحة قبل دخول المنافسات الفعلية مع أنديتهم.

ويتصدر النجم المصرى محمد صلاح القيمة السوقية للاعبين الأفارقة المنتمين إلى الدورى الإنجليزى والذين وقع عليهم الاختيار للمشاركة فى كأس الأمم بقيمة 65 مليون يورو، يليه المهاجم الغانى محمد قدوس لاعب وست هام بقيمة 45 مليون يورو.

 

 

 

ويأتى بعد ذلك الكاميرونى أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد وسعره 40 مليون يورو، ثم يحل مواطنه بريان مبيومو جناح برينتفورد وقيمته 38 مليون يورو ويتساوى معه بنفس الرقم المغربى نايف أكرد لاعب وست هام.

وبسعر 35 مليون يورو جاء كل من ثنائى السنغال باب سار «توتنهام» ونيكولاس جاكسون «تشيلسى» ومعهما شيخ دوكورى لاعب منتخب مالى ونادى كريستال بالاس، ثم الإيفوارى إبراهيما سنجارى لاعب نوتنجهام فورست بقيمة 32 مليون يورو ويفيس بيسوما نجم وسط توتنهام بسعر 30 مليون يورو.

 

 

 

أزمات أوروبا

لم يكن الدورى الإنجليزى الضحية الوحيدة بغياب اللاعبين المؤثرين عنه، لكن هناك أندية تعانى كثيرًا جراء ذلك بداية من نابولى الإيطالى الذى سيفقد نجمه النيجيرى فيكتور أوسمين والذى تبلغ قيمته السوقية 110 ملايين يورو وهو أغلى لاعب فى القارة حاليًا من حيث القيمة السوقية.

ويعد الظهير الأيمن المغربى أشرف حكيمى نجم باريس سان جيرمان الفرنسى ثانى أغلى لاعب فى القارة السمراء بقيمة 65 مليون يورو حيث يتساوى مع محمد صلاح بنفس الرقم.

ومن أهم اللاعبين فى القارة السمراء الإيفوارى عثمان ديوماندى نجم سبورتنج لشبونة البرتغالى وتبلغ قيمته  التسويقية 40 مليون يورو، كما يمثل الغينى سيرهو جيراسى مهاجم شتوتجارت ضربة موجعة لناديه الألمانى وتبلغ قيمته أيضا 40 مليون يورو لا سيما أنه يحتل وصافة ترتيب الهدافين فى البوندزليجا ولديه 17 هدفًا خلف المتصدر هارى كين نجم بايرن ميونخ.

كما يعد ميلان الإيطالى من أكثر المتأثرين ببطولة الأمم الإفريقية حيث يغيب عنه الجزائرى إسماعيل بن ناصر (35 مليون يورو)، والنيجيرى صامويل تشيكويزى (23 مليون يورو)، فيما يغيب النيجيرى أديمولا لوكمان جناح أتالانتا عن فريقه بعد استدعائه لمنتخب النسور وقيمته (30 مليون يورو).

 

 

 

وأصبح باير ليفركوزن من بين الفرق الأكثر تأثرا فى ألمانيا فيغيب عنه قلب الدفاع البوريكينى إدموند تابوسبا (35 مليون يورو) والإيفوارى أوديلون كوسونو (35 مليون يورو) والمغربى أمين عدلى (23 مليون يورو) حيث سيحاول مدرب الفريق الإسبانى تشابى ألونسو البحث عن حلول خاصة أنه ينافس بقوة على صدارة ترتيب الدورى الألمانى أمام بايرن ميونخ، فى الوقت نفسه فإنه تأثر بغياب المهاجم النيجيرى المميز فيكتور بونيفاس ولولا الإصابة التى تعرض لها لكان أيضا ضمن المنضمين إلى قائمة المسافرين للمشاركة فى كأس الأمم.

وما يزيد من الضغوط على الأندية هو إمكانية إصابة لاعبيها فى كأس الأمم نتيجة اللعب الجاد والقوة البدنية التى يتميز بها أبناء القارة السمراء، ورغم أن الفيفا يمنح مبلغًا ماديًا على كل لاعب يصاب ويغيب أكثر من شهر، ولكن لا يمكنه تعويض الجانب الفنى الذى سيفتقده النادى بتلك الإصابة خاصة أن أسعار التعاقدات مع اللاعبين المميزين ارتفعت كثيرًا.

 

 

 

وخلال هذا الموسم تعرض الإسبانى جافى لاعب برشلونة لإصابة بقطع بالرباط الصليبى للركبة أثناء مشاركته مع منتخب بلاده فى إحدى المباريات الدولية فحصل ناديه على نحو خمسة ملايين يورو نظير غياب اللاعب حتى نهاية الموسم ولكن النادى الكتالونى عانى كثيرًا بسبب عدم وجود لاعبين بنفس جودته، وتكرر الأمر مع البرازيلى نيمار الذى أصيب أيضًا بنفس الإصابة وسيغيب عن الهلال السعودى حتى نهاية الموسم ولكن تعويض الفيفا لا يمكنه منح الاستفادة الفنية المفتقدة لناديه.

لماذا فى الشتاء؟

عادة ما تكون منافسات البطولات القارية فى الصيف بداية من كأس العالم واليورو وكوبا أمريكا ولكن تبقى بطولة أمم إفريقيا تخالف الإجماع القارى وتنظم فى الشتاء وهو ما يضع أندية أوروبا فى موقف بالغ الدقة نتيجة فقدان عناصرها المميزة.

واضطر «فيفا» لتعديل مواعيد كأس العالم الأخيرة فى قطر بسبب الحرارة المرتفعة للغاية ليجرى إقامتها فى الشتاء، ومهما كانت الاعتراضات الكبيرة التى واجهتها نسخة 2022 بسبب عدم اعتياد الدول على اللعب فى هذا التوقيت من العام فإن إصرار الاتحاد الدولى على لعبها كان حاسمًا.

من جانبه، أكد نجم الأهلى عبدالمنعم شطة المدير الفنى الأسبق للاتحاد الإفريقى لكرة القدم فى تصريحات لـ«صباح الخير» أن القارة السمراء غير مستعدة لإقامة منافسات كأس الأمم فى الصيف.

وأوضح أن «التغيُّرات الكثيرة فى الطقس تعوق إقامة بطولة أمم إفريقيا فى الصيف فهناك اختلاف كبير فى الأجواء داخل القارة السمراء بسبب الحرارة العالية والأمطار الغزيرة والتقلبات المستمرة التى تعوق استضافة هذه الأحداث خلال هذا الموعد».

 

 

 

واستكمل: «رفض الكاميرونى عيسى حياتو رئيس الاتحاد الإفريقى الأسبق أى تدخل فى سياسة إقامة بطولات كأس الأمم الإفريقية سواء بنقلها إلى فصل الصيف أو إقامتها كل 4 سنوات شأنها شأن اليورو بحيث تضمن الأندية عدم استدعاء لاعبيها فى الشتاء أطول فترة ممكنة»، معتبرًا أن «إقامة مباريات كأس الأمم فى الشتاء يمنح البطولة أفضلية كبيرة حيث يجرى استدعاء لاعبى المنتخبات وهم فى كامل لياقتهم الذهنية والبدنية للعب مع بلدانهم ولا يمكن لأى ناد رفض التخلى عن لاعبيه وفقا للوائح الاتحاد الدولى لكرة القدم».

وأشار إلى أن «اللاعب الذى يتقاعس عن تمثيل بلاده يمكن أن يتعرض لعقوبات كبيرة حيث تقرر بلاده توقيع الجزاء المناسب ورفع العقوبة للفيفا من أجل تنفيذها، لذلك فإن فكرة التخاذل فى تلبية النداء الوطنى لأى منتخب جرى غلقها».

وأكد «شطة»  أن «بطولة كأس الأمم الإفريقية هى ثانى أقوى بطولة قارية بعد الأمم الأوروبية ويترقبها عدد كبير من الدول والجماهير بسبب قوة المنافسة خاصة فى عالم الاحتراف الذى سمح بفتح أبواب أوروبا لضم أفضل المواهب حتى أن بعض الدول الصغيرة أصبح لديها لاعبون محترفون خارجها».

من جانبه، اعتبر المدرب محمد يوسف نجم الأهلى الأسبق أنه إذا كانت الأندية تتضرر من خوض منافسات كأس الأمم الإفريقية فى الشتاء فعليها أن تعترض لتغيير موعدها من أجل ألا تتأثر رغم صعوبة ذلك، مضيفًا إن اللاعبين لن يتأثروا بإقامة مباريات البطولة فى الشتاء أو الصيف ولكن سيقع العبء على الأندية التى ستعانى نتيجة صعوبة تعويض العناصر الغائبة لتمثيل بلدانهم.

 

 

 

وقال إن الأزمة لا تطول الدورى الإنجليزى فقط، بل تمتد أيضًا للكثير من الدوريات الأوروبية التى تضم أفارقة بين صفوفها، وحتما ستتأثر الأندية بهذا الغياب الكبير عن عدد لا بأس به من النجوم.