الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
أخبار سارة.. أخيرا!

أخبار سارة.. أخيرا!

الأخبار السارة شحيحة.. لهذا يسعد الناس هنا فى بريطانيا بخبر سار نشرته الصحف بابتهاج ملحوظ، هو أن معدل حالات الطلاق فى هذه البلاد قد تناقص بشكل يلفت الانتباه، حيث أصبحت نسبته الأقل الآن عنها منذ خمسين سنة.



 

وهذا على الرغم من أن مشاكل المعيشة تزايدت كثيرا عنها فى السبعينيات، فالضرائب زادت والأسعار ضربها وباء الغلاء.. وفرص العمل قلت والخدمات العامة، الصحة والعلاج والتعليم والمواصلات والإسكان تعانى من تدهور غير مسبوق.

وهى الظروف التى تحيط بحياة الناس وتؤثر عليها كل لحظة وكل يوم، وتتسبب فى مشاكل عائلية وزوجية لا آخر لها.

فماذا جرى.. وكيف تم تجاوز كل هذه المتاعب والعوائق، واستمرت الحياة الزوجية فى بريطانيا.. ودخل الطلاق مرحلة هبطت فيها معدلاته إلى أقل ما تم رصده منذ نصف قرن؟!

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

مركز أبحاث متخصص فى أمور الزواج

الدراسة البحثية التى توصلت إلى هذا الخبر السار قام بها مركز أبحاث متخصص فى أمور الزواج وهو هيئة مستقلة عن الحكومة وتبينت منها عدة حقائق جديدة، فالأزواج الآن – وفق الدراسة - أصبحوا «أكثر جدية فى التعامل مع حياتهم الزوجية».. وأكثر التزاما بمسئولياتهم الزوجية والعائلية.

ولهذا قلت فرص انهيار الحياة الزوجية بالطلاق، حيث أصبحت نسبة حالات الطلاق الآن لا تتجاوز الـ 35 % أى حوالى الثلث، بينما كانت تصل إلى 44 % فى عام 1986 وهو ما جعل الباحثين فى مركز «الزواج» يلاحظون أن نسبة هبوط معدلات الطلاق هذه هى الأكثر انخفاضا منذ السبعينيات.

ويعود التوصل إلى هذه النسبة للهبوط الملحوظ فى عدد ما تقدمت به الزوجات مؤخرا من طلبات الانفصال والطلاق.

ويرى من قاموا بهذه الدراسة البحثية أن ذلك يعود إلى تغير ملحوظ فى سلوك الرجل الإنجليزى تجاه مسألة الزواج.. فزادت مشاعر المسئولية والالتزام لديهم، ما يعنى أن الزوجات أكثر شعورا بالسعادة والأمان. ورصدت الدراسة أن أعداد الأزواج الرجال المتقدمين بطلبات الطلاق لم تشهد تغيرا ملحوظا منذ عشرات السنين.

زوجات أقل تعاسة

ويقول «هارى بنسون» من مركز أبحاث «الزواج» وهو الهيئة التى قامت بهذه الدراسة:

لقد بينت أبحاثنا أن هناك عددا قليلا من الزوجات اللاتى يعانين من التعاسة فى حياتهن الزوجية، ويردن قطع العلاقة مع أزواجهن، فالرجال الآن يظهرون قدرا كبيرا من الإقدام والشعور بالمسئولية كأزواج.

ويضيف: كان الشائع تقليديا وجود ضغوط اجتماعية على الأفراد ليتزوجوا، وكان هذا يعنى أن المرأة تتزوج من رجل أقل اهتماما بالمسئوليات المترتبة على الزواج.. لكن الآن اختلف الأمر، فالمقدمون على الزواج هذه الأيام هم أكثر جدية من أجدادهم الذين تزوجوا فى السبعينيات.

موقف الرجال من الزواج

وقد هبط عدد الزوجات اللاتى حصلن على الطلاق الآن بنسبة 36 % من 109 آلاف و883 فى سنة 1986 إلى 70 ألفا و607 سنوات 2021 حسب الإحصائيات الرسمية، وفى المقابل وبالمقارنة هبط عدد الأزواج الذين حصلوا على الحق القانونى فى الطلاق فى الفترة الزمنية نفسها إلى ما نسبته 5 % فقط من 43 ألفا و439 إلى 41 ألفا و327.

ويقول السير «بول كولريدج» مؤسس «مركز أبحاث الزواج» البريطانى تعليقا على نتائج الدراسة:

لقد تغير موقف الرجال من الزواج عما كان عليه من قبل، الزواج الآن يتم بإقبال من الطرفين وجدية لم نشهد لها مثيل من الرجال فى العقود الخمس الماضية، فهم يتطلعون لحياة زوجية دائمة ومديدة.

ويحكى الباحث «هارى بنسون» عن تجربته فى هذه الدراسة:

عندما كنت أعلن هذا الخبر السار بأن نسبة الطلاق انخفضت بشكل ملحوظ، كان من يستمعون إلى يقابلون كلامى هذا بالاندهاش متسائلين: حقيقى؟!

ثم يضيفون: لا بد أن ذلك يعود إلى أن الإقبال على الزواج قد قل بشكل ملحوظ.

وهذه بالتأكيد حقيقة، فقد قل فعلا إقبال الناس على الزواج.

ومن أجل التأكد من المعلومات طلبت من هيئة الإحصاء البريطانية أن تعلن بيانات تفصيلية عن حالات الطلاق، إذ هى فى العادة لا تنشر مثل هذه التفاصيل، فماذا وجدت؟

صحيح أن نسبة الإقبال على الزواج قد قلت.. وأصبحت المرأة فى حالات كثيرة مشغولة بتحسين مستواها الوظيفى وهذا الانشغال جعلها تؤجل مشروع الزواج.

وهناك سبب آخر لعدم إقبال شباب هذه الأيام على الزواج هو تكاليف عملية الزفاف والحفل والمصاريف.  لكن يبقى أن نسبة الطلاق المنخفضة هذه وهى بالتأكيد خبر سار، تكشف عن خلل ما، فثلث من يقدمون على الزواج الآن يقدمون على الطلاق بعد ذلك!