السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

القضية الفلسطينية فى مفترق طرق

تشديد على ضرورة تمكين أهالى غزة من العودة إلى ديارهم
تشديد على ضرورة تمكين أهالى غزة من العودة إلى ديارهم

قمتان متتاليتان أضيفتا للجهود المصرية والعربية من أجل تقديم الدعم والمساندة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، وإنقاذ أهالى قطاع غزة، ونزع فتيل التوتر فى المنطقة.



 

فى قمة الأربعاء التى عقدت فى مدينة العقبة الأردنية، وفى قمة الثلاثاء التى استضافتها مصر تجدد التأكيد على رفض أية مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم. فى العقبة وفى اللحظة الفارقة التى تواجه المنطقة العربية، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى على تنسيق المواقف مع شقيقيه ملك الأردن الملك عبدالله الثانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، لضمان وحدة الصف والمواقف، وبما يحافظ على أمن واستقرار شعوب المنطقة.

‏‎واستعرض الرئيس السيسى خلال قمة العقبة الجهود التى تقوم بها مصر لفتح الحوار مع جميع الأطراف بهدف وقف إطلاق النار الفورى فى غزة، مشددا على  حرص مصر على تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات الإغاثية إلى أهالى القطاع، وهو ما نتج عنه إدخال آلاف الأطنان من الوقود والمواد الإغاثية، واستقبال أعداد كبيرة من المصابين لعلاجهم بالمستشفيات المصرية، ومؤكدا على أن ما تم تقديمه ليس كافيًا لحماية أهالى القطاع من الكارثة الإنسانية التى يتعرضون لها والتى تتطلب وقفة حاسمة من المجتمع الدولى للدفع تجاه وقف إطلاق النار والذى يمثل الضمانة الأساسية لإنقاذ أهالى القطاع، ونزع فتيل التوتر فى المنطقة.

‏‎وخلال القمة الثلاثية تم التوافق على الرفض القاطع لأية مساعى أو محاولات أو مقترحات تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، وتأكيد الرفض التام لأية محاولات لإعادة احتلال أجزاء من غزة، والتشديد على ضرورة تمكين أهالى القطاع من العودة إلى ديارهم، وضرورة أن يضطلع المجتمع الدولى بمسئولياته لتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.

وحذر القادة من خطورة الأعمال العدائية فى الضفة الغربية، فضلًا عن الانتهاكات التى تتعرض لها المقدسات الدينية والتى تزيد من الاحتقان فى المنطقة، الأمر الذى قد يؤدى إلى خروج الوضع عن السيطرة.

‏‎وتجدد تأكيد الدعم والمساندة الكاملة للسلطة الوطنية الفلسطينية، بما يسمح لها بالقيام بمهامها فى حماية الشعب الفلسطينى من الانتهاكات التى يتعرض لها فى الأراضى الفلسطينية جميعها.

‏‎كما تم التشديد على رفض أية محاولات لفصل المسارات بين غزة والضفة الغربية، وأن الضامن الوحيد لاستقرار الأوضاع فى الإقليم، وحمايته من توسيع دائرة الصراع وخروج الأمور بشكل كامل عن السيطرة، يتمثل فى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، على أن تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

 

تقدير فلسطينى كبير لدور مصر المساند والداعم للقضية الفلسطينية
تقدير فلسطينى كبير لدور مصر المساند والداعم للقضية الفلسطينية

 

وفى القاهرة، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، بقصر الاتحادية، الرئيس الفلسطينى محمود عباس. حيث عقد الرئيسان جلسة مباحثات موسعة، بحضور وفدى البلدين، بشأن الأوضاع الجارية فى الأراضى الفلسطينية.

واستعرض الرئيس «أبومازن» مستجدات العمليات العسكرية الإسرائيلية فى قطاع غزة وما خلفته من مأساة إنسانية كارثية، إلى جانب الأوضاع فى الضفة الغربية وما تشهده من تصاعد للتوتر والعنف من قبل الجانب الإسرائيلى.

ومن جانبه عرض الرئيس السيسى الجهود المكثفة والاتصالات الجارية التى تقوم بها مصر مع مختلف الأطراف للدفع تجاه وقف إطلاق النار، والنفاذ الفورى للمساعدات الإنسانية بالكميات الكافية إلى قطاع غزة، لإنهاء معاناة المدنيين فى قطاع غزة. 

وخلال المباحثات تم تأكيد الدور المحورى الذى تضطلع به السلطة الوطنية الفلسطينية، وضرورة اتخاذ جميع الإجراءات لتقديم الدعم للسلطة للقيام بدورها، وشدد الرئيسان على أن القضية الفلسطينية تمر اليوم بمفترق طرق، مما يتطلب من المجتمع الدولى والقوى الفاعلة التحلى بأعلى درجات المسئولية، التاريخية والسياسية والإنسانية، للعمل على التسوية العادلة والشاملة، التى تتضمن إقامة والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وباعتبار ذلك أيضًا الضامن الأساسى للأمن والاستقرار فى المنطقة، مؤكدين الرفض القاطع لأية مساعى أو محاولات، تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، بأى شكل من الأشكال. 

وأعرب الرئيس الفلسطينى عن التقدير الكبير لدور مصر، المساند والداعم للقضية الفلسطينية، تاريخيًا وحتى اللحظة الراهنة، التى تبذل فيها مصر جهودًا كبيرة ودؤوبة، على جميع المستويات، لحقن دماء الشعب الفلسطينى ودعم مساعيه للحصول على حقوقه المشروعة.