منير مطاوع
«الإنجليز».. تخطوا الـ 100 سنة!
أخبار مثيرة تطرحها بيانات إحصائية بريطانية حديثة..
فقد تبين أن الإنجليز الذين اشتهر عنهم أنهم «عواجيز» (بمعنى أن نسبة كبيرة من البريطانيين تخطت سن الشباب بمراحل) أصبحوا أيضًا أمة من المعمرين والمعمرات، ليس كلهم طبعًا، لكن نسبة كبيرة منهم لا مثيل لها فى أوروبا بلغت سن المئة أو أكثر.
الإحصائيات الرسمية البريطانية تقول إن عدد المواطنين الذين بلغوا الـ 100 سنة أو أكثر يزيد على 14 ألف رجل وامرأة من الإنجليز.
وهذه الأرقام قد تكون فى حالة زيادة لأن الإحصاء تم منذ ثلاث سنوات فى 2021.
ومثل هذه البيانات الإحصائية تفسح المجال للأسئلة والبحوث والدراسات حول أسباب هذه الظاهرة، ومن يعمر أكثر الرجل أم المرأة؟.. وما هى البيئة التى تتيح للإنسان هذا العمر الطويل؟.. وهناك من سيسأل طبعًا: وهل يحب أحد أن يعيش لعمر المئة وأكثر؟!
تبين أرقام هيئة الإحصاء البريطانية أن تعداد من بلغوا عمر المئة سنة أو أكثر قد زاد من 11 ألفًا و 186 إلى 123 ألفًا و 924 خلال عشر سنوات من 2011 إلى 2021.
ولأن المعروف أن المرأة تعيش عمرًا أطول من الرجل فقد أكدت الإحصائيات ذلك، فبلغ عدد البريطانيات المعمرات الآن 11 ألفًا و288، مقابل ألفين و 636 من الرجال (أى رجل معمر مقابل كل 23 امرأة).
والأرقام مدهشة، مثيرة للتأمل فقبل مئة سنة كان مجموع المعمرين فى هذه البلاد 110 أشخاص فقط! وخلال القرن الماضى تضاعف الرقم 27 مرة.
حياة تطيل العمر
وتكشف البيانات عن معلومة مهمة هى أن الحياة والسكن بجوار البحر أو بالقرب منه قد تكون السر وراء طول العمر، حيث تبين أن تسعة من المناطق العشرة التى تضم أغلبية المعمرين فى هذه البلاد، تطل على البحر أو تقع على مقربة منه، والمناطق الثلاثة الأهم تقع على الساحل الإنجليزى الجنوبي.
والمدينة التى تضم أكبر عدد من المعمرين والمعمرات فى بريطانيا هى برمنجهام حيث يعيش فيها 193 منهم، وهى، مع ذلك، لا تقع على البحر.
توضح البيانات الإحصائية الرسمية أن هناك معمرين يعيشون فى ستة من أحياء لندن وعددهم 38 فقط. كما توضح أن اثنين من كل خمسة من معمرى بريطانيا يعيشون بمفردهم فى بيوتهم، بينما واحد من كل عشرة يعيش مع شخص آخر، عادة ما يكون من الأبناء أو الأحفاد، أو الأقارب.
وهناك 39 % ممن تجاوزوا سن المئة يعيشون فى بيوت لرعاية كبار السن.
ليت الشباب يعود!
وترصد الإحصائيات حالة نادرة لـ 14 زوجًا وزوجة ممن تجاوزوا عمر المئة يعيشون معًا فى بيوتهم. بينما يعيش أزواج كثيرون من المعمرين منفصلين حيث انتقل أحدهما ليكون محل رعاية طبية متخصصة فى أحد بيوت رعاية كبار السن.
ماذا كانوا يعملون فى شبابهم؟
لو سألت عن الحالة الصحية العامة لهؤلاء المعمرين، فسوف تجيبك البيانات بأن واحدًا من كل أربعة قال إنه يتمتع بحالة صحية جيدة، وتشير الإحصائيات إلى أن ثلاثة من كل عشرة منهم لا يعانون من أى عجز أو إعاقة.
وسؤال طريف: هل ولد كل هؤلاء فى بريطانيا؟
والإجابة هى أن 9 من كل 10 ولدوا هنا، بينما ولد العاشر فى الخارج، أيرلندا أو دولة أوروبية أخرى، أو آسيا أو الشرق الأوسط.
وماذا كانوا يعملون فى شبابهم؟
أكثر من واحدة من كل خمسة لم يسبق لها أن مارست أى عمل على الإطلاق طوال المئة سنة الماضية، أما من التحقت من الباقيات بالعمل فمعظمهن شغلن وظيفة سكرتيرة.
والرجال عملوا جميعًا، 21 % منهم مارسوا مهنًا يدوية وعضلية، بينما تولى 16 % مهنًا راقية.
والسؤال الأخير: ما هو سر طول العمر؟
يجيب معظم المعمرين والمعمرات الإنجليز: أن تبقى نشطًا!