الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الخيط الرفيع

ريشة: هانى حجاج
ريشة: هانى حجاج

ظلت علاقتهما مستمرة منذ أن تعرف كل منهما على الآخر أثناء الدراسة بالكلية، كانت بينهما مساحة كبيرة من التفاهم والرؤى المشتركة  فى كثير من الأمور؛ بل إن كليهما يحمل نفس طباع الآخر، مما زاد من القرب بينهما، استمر الوضع كذلك حتى انتهيا من دراستهما بالكلية، بعدها بدأ  كل منهما مشواره بعيدًا عن الآخر، إلا أن العلاقة بينهما ظلت مستمرة، والغريب فى الأمر لم يحاول أى منهما توصيف العلاقة التى تربطهما، وكأنهما ارتضيا بذلك، حيث ظلا يتعاملان كصديقين، رغم أنهما يحملان  لبعضهما مشاعر الحب التى قد  ترقى لأن تكون  مشاعر بين حبيبين، ومع ذلك لم  يخطر على بالهما أن يصرح أحدهما للآخر عما يحمله  من مشاعر،  فظل  دائما هناك خيط رفيع يقف حائلًا أمام تجاوز علاقة الصداقة إلى علاقة الحبيب والحبيبة، وكأن القدر رفض أن يربط بينهما كزوجين، حتى تظل العلاقة بينهما علاقة روحانية سامية، لا يعكر صفوها مشاكل الزواج والحياة، لتبقى العلاقة بينهما دائمة، ويدخران مشاعرهما إلى أن يشاء القدر، قطع كل منهما مشواره فى الحياة  حتى تلاقيا وعاد كل منهما بلا رفيق، جمعتهما إحدى  المناسبات، حفل زفاف ابنة أحد الأصدقاء، وفى لحظة وجد كل منهما منفردًا بالآخر، فتلاقت نظراتهما مع ابتسامة خفيفة، وبصوت واحد خرج من كل منهما فى نفس الوقت، لماذا لم نتزوج، أعقب هذه الجملة ضحكة هادئة، وكانت إجابتهما للآخر، لا أعرف، وهنا انقطع الخيط الرفيع، لتنتقل العلاقة بينهما  لأول مرة من علاقة الصداقة الظاهرية، إلى علاقة الحب الصريح.