الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
لندن..  عاصمة العمل من البيت!

لندن.. عاصمة العمل من البيت!

هل أصبح العمل من البيت هو القاعدة.. والعمل من المكتب هو الاستثناء؟! 



السؤال يفرض نفسه هنا فى لندن.. التى أصبحت تحمل لقب «عاصمة العمل من البيت فى أوروبا»، وذلك بعد نشر بيانات إحصائية مثيرة حول انتشار هذه الظاهرة بصورة وبائية.

 

حتى إن بعض العاملين الذين اعتادوا منذ ثلاث سنوات على العمل من البيت خلال فترة انتشار وباء كورونا، وصدور تعليمات رسمية بمنع الخروج من البيوت إلا عند الضرورة، وممارسة العمل كل يوم من البيت.. منذ ذلك الوقت اعتاد ملايين الموظفين والعاملين على القيام بأعمالهم من بيوتهم، والاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية فى أداء هذه الأعمال باستخدام الكمبيوتر والإنترنت والتليفون المحمول.

الأسبوع ثلاثة أيام!

هؤلاء طالبتهم الحكومة والشركات التى يعملون فيها، بالعودة إلى المكاتب ومقار العمل، فماطلوا ورفضوا وهددوا باللجوء للقضاء.. وعندما حاصرتهم الحكومة بتسهيلات من نوع السماح لهم بالعمل من المكتب لمدة ثلاثة أيام فقط.. أى أن يصبح أسبوع العمل ثلاثة أيام بدلًا من خمسة.. هددوا بالانسحاب نهائيًا من سوق العمل، والحصول على معاش مبكر والتفرغ لأعمال أخرى يؤدونها من البيت  براحتهم!

هذه الورطة التى تعانيها الحكومة وبعض قطاعات العمل فى بريطانيا، لم تجد لها مخرجًا حتى الآن. بينما فى ألمانيا مثلاً وهى أكبر قوة اقتصادية فى أوروبا، يعمل الموظفون من البيت ليوم واحد فى الأسبوع، وفى فرنسا يقل مجموع أيام العمل من البيت عن يوم واحد فى الأسبوع. 

وكان أكثر من عبروا عن غضبهم من «هذا الوباء الجديد» – كما يسمون العمل من البيت- وزير الأعمال السابق «جاكوب ريزموج» الذى قال: ليس مستغربًا الآن أن إنتاجيتنا خاصة فى قطاع الأعمال العام والحكومى أصبحت فى هذه الحالة من السوء.

 

ريشة: أحمد جعيصة ريشة:
ريشة: أحمد جعيصة ريشة:

 

أما «إيان دانكان سميث» زعيم حزب المحافظين السابق فيقول معلقًا على انتشار ظاهرة العمل من البيت ورفض العودة إلى المكاتب ومواقع العمل: هذا جنون.. يدمر الطاقة الإنتاجية والتدريب فى كل مكاتبنا. ويعلق أحد أصحاب الأعمال «شازلى مولينز» قائلاً: إنها ظاهرة سوف تؤذى اقتصادنا بالتأكيد، فكيف مثلاً يمكنك أن تبدأ مشروعًا جديدًا إذا كان كل واحد يريد العمل من البيت؟!..كيف تدرب الأجيال الجديدة؟.. الدول الأخرى بدأت تعود إلى العمل من المكتب ومكان العمل، أما نحن ففى ذيل الطابور.

المرونة فى مكان العمل

وفى عملية استقصاء شملت أكثر من ألف مؤسسة أعمال، تبين أن 26 % فقط منها يتوقع أن يعود العاملون إلى مكاتبهم للعمل بدلاً من البيت خلال السنوات الخمس المقبلة. أما البقية وتمثل ثلاثة أرباع مؤسسات العمل فترى أن العمل من البيت أصبح حقيقة قائمة وأنها ستبقى على الدوام!

العملية التى رعتها الغرفة التجارية البريطانية وكلفت بها إحدى الهيئات المتخصصة توصلت إلى أن حوالى نصف المؤسسات التى خضعت للاستقصاء (47 %) تريد أن يعود موظفوها للعمل من المكتب، بينما ترى 16 % أن معظم عامليها لن يعودوا وسيبقون يعملون من منازلهم، وقال 8 % إنهم يتوقعون عدم عودة العاملين لمواقع العمل نهائيًا.

وتقول «جاين جراتون» من غرفة التجارة البريطانية التى تمثل عشرات الآلاف من مؤسسات الأعمال: لقد أظهرت إحصاءاتنا أن العمل من المنزل هو جزء من نسيج نظام العمل الحديث فى المكاتب، حيث هناك ملايين ممن يتطلعون للعمل من منازلهم، على الأقل خلال جزء من أيام العمل كل أسبوع، وقد أصبح هذا هو الروتين الجديد المعتاد. وهذه المرونة ترحب بها وتقدرها نسبة ملحوظة من أصحاب الأعمال، والمرونة فى مكان العمل توفر مجالاً لإجادة العمل، خاصة ونحن نعانى من نقص ملحوظ فى العمالة.