صخب الخريف
سامح إدوار سعدالله
صخب الخريف
إذا سرتُ فى وادى ظل الموت
أنا لا أَخافُ شرًّا
وكيف أخافُ السير فيه؟
وأنت الذى رسمته لى
أعرِفُ أينَ يسكن الحُب
تحتاج نفسى الصمت والصبرَ
والكون من حولى مضطربًا
ولا يأخذ شكلٍ الحق والحبِ
الذى ينشر الظلام فى هذا الوادى الكئيب
يا أُورِ السلام.. أين السلام؟!
يا تلك المدينة العظيمة
التى ظللتها الضباب
ماتت أعنابها وزيتونها
ذابت وسط الغيوم..
وإن كانت كائنًا يرف فى العلا
كزهرة تتفتح براعمها
تخبر بميلاد نبت جديد
قد ارتوى من نهد الصباح
من عبراته التى كانت
تروى ظمأ الأحلام
فلِماذا يهرُبُ منى كلّما وجدته؟
ألم ترِ الشمس تسكب أشعتها
على جبين راغبى الحياة؟
والحياة التى؛
تريد أن تبث النور إليهم
أظنها أشدّ قسوةً من غيومها الرمادية
لن يصبح ذلك البعيد البغيض الغامض
أى خوف يعترينى
فى وجود ذاك الحب الذى
استوطن من قديم الزمان
فى قلبى وقلوب عاشقيها
خبرنى!
ألا تؤنس وحدتك هذا العالم
الغريب القريب البعيد؟
على أجنحتها تعلقت صورتها
فهل يمكن لى أو لها اختصارها؟
فى كلمة حاولنا فيها تظليل الحدود
وعليها تُنسَى آمالها وأحلامها
ربما تكون لست محظوظًا
لكن، تجلت إشارات الأمل ..
لتمنحها قصة الحبُّ سِحره
اجعلها رفيقة دربك
أخبرها أسرارك
كى تستطيع احتمال هذه الحياةٍ
فى تلك الأيام المعدودة
هؤلاء العصابات جعلوها أُوَارُ
هدموا عمدانها وقتلوا أطفالها
سرقوا أحلامها شتتوا الحب من بين أركانها
يا هؤلاء لماذا دمرت أُورِ السلام
وألبستى العالم وشاح السواد؟