الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

تميمة

ريشة: سماح الشامى
ريشة: سماح الشامى

 وبعد إلحاح شديد منها قررت أن أصحبها معى فى رحلتى إلى معبد الكرنك، لم يكن عدم اقتناعى بذهابها معى كرهًا فيها بل حبًا وخشية عليها أن يصيبها أى مكروه، لذا خضعت لرغبتها العارمة فى صحبتى وأنا راضٍ، فأنا أعشق النظر إليها وأحبها كثيرًا، لذا قررت أن أفعل معها ما فعله «أمنحتب الثالث» مع زوجته الملكة «تى» عندما نقش اسمه مع اسمها فوق الجعران المقدس حتى يدوم الحب بينهما، فطفت بها حول الجعران.



كان هناك أناس كثيرون من الأجانب يطوفون، وكان هناك شاب وفتاة يقفان مترددين فى بدء الطواف، وكانت معهما امرأة تقف خارج إطار الدوران وتنتظر انطلاقهما حتى تقوم بتصويرهما. 

أنا لا أزال واقفًا أيضًا.. أنتظر أنا وهى بالقرب من هذه المرأة حتى نجد فرصة سانحة للانطلاق بعيدًا عن التزاحم.

كان مشهد الشاب والفتاة فى ترددهما قد أخذنى شيئًا ما وأنا أفكر فى أمرهما، وفجأة: انطلقت الفتاة فى الدوران حول الجعران من ناحية اليمين، فأسرع الشاب وانطلق مثلها لكن من ناحية اليسار، شىء غير معتاد أذهل الناظرين الذين يرقبون حركة الطواف، وكانا كلما تقابلا تعالت ضحكاتهما وضحكات الذين يرقبون المشهد، عدا المرأة التى كانت تقوم على تصويرهما فإنها ظلت ساكنة وعلامات من الحزن تعتلى وجهها، وما أن انتهيا من سخفهما هذا وخرجا من إطار الدوران حتى انطلقت أنا ورفيقتى فى اللف من ناحية اليمين. كانت المرأة لا تزال واقفة وهى تنظر إلىّ باستغراب شديد، ربما قارنت بينى وبين سلوك الشاب والفتاة، حيث إننى كنت أحتضن رفيقتى وأضمها إلى صدرى خشية عليها من السقوط أثناء الدوران. وبعد أن أنهيت السبع أشواط، وقفت بها أمام الجعران واسمها منقوش مع اسمى مثلما هو منقوش اسم «أمنحتب الثالث» وزوجته الملكة «تى» خلفنا، فأسرع صديقى «خالد» لالتقاط صورة لى مع محبوبتى.