الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
حبوب منع الحمل ... للرجال!

حبوب منع الحمل ... للرجال!

  بعد 60 سنة من استخدام النساء لحبوب منع الحمل.. تم التوصل إلى ابتكار حبوب يستعملها الرجال للغرض نفسه.



ويقول العلماء إن الدواء الجديد سيجعل المسئولية عن الحمل مشتركة، لأول مرة فى التاريخ.

وتجرى الآن فى مدينة برمنجهام البريطانية أول تجربة من نوعها فى العالم، على الحبوب الجديدة، وكانت قد سبقتها تجارب معملية ناجحة على الفئران والقرود.

التجربة تتم بإشراف العلماء على 16 متطوعًا.

 

ومحاولات اشتراك الرجال فى تحمل مسئولية منع الحمل تجرى الآن بطريقتين، الأولى هى استخدام المانع الذكرى المصنوع من المطاط، وهذا مفيد فى منع نقل الأمراض الجنسية، لكنه لا يمنع حدوث الحمل فى كل الحالات.

والطريقة الثانية وهى الأخطر والأقل شيوعًا، هى «الإخصاء المؤقت»، وهى عملية صعبة وغير مضمون للرجل استعادة قدرته على التخصيب بعدها، والتخلص من حالة الإخصاء المؤقت هذه.

وكانت محاولات سابقة لإنتاج حبوب يتناولها الرجال لمنع الحمل قد فشلت بسبب الأعراض الجانبية الناتجة عنها ومنها متاعب تصيب القلب، وزيادة الوزن، وتغيير المزاج ليتحول إلى طبيعة عدوانية، وانخفاض فى الشهوة الحسية.

تحديات كبيرة

كان البحث عن دواء يوقف قدرة الرجل، فورًا ومؤقتًا، على الإخصاب، من التحديات الكبيرة فى عالم الطب، ومن الأسباب، أن الرجل ينتج 1000 حيوان منوى مع كل نبضة قلب، بينما تنتج المرأة بويضة واحدة أو اثنتين كل شهر تقريبًا!

وكان استطلاع قامت به هيئة «يو جوف» عام 2019 قد بين أن نسبة 33 % من المشاركين فيه من الرجال يرغبون فى توفر حبوب يتعاطونها لمنع الحمل. وهى النسبة نفسها من النساء اللاتى يتعاطين حبوب منع الحمل.

وتقوم فكرة الدواء الجديد على منع بروتين معين من التحول إلى فيتامين (أ) ما يحول دون تشكل الحيوانات المنوية.

ونجحت التجارب المعملية على الفئران بنسبة 99 % وفى كل التجارب عاد جسم الذكر لإنتاج الحيوانات المنوية بشكل طبيعى بعد التوقف عن تعاطى الدواء.

وسوف تظهر نتائج التجربة على البشر فى الربيع المقبل، فإذا كانت إيجابية، فستجرى تجارب أكثر دقة للتعرف على تأثير الحبوب والأعراض الجانبية لها كما أعلنت الدكتورة «جويندا جورج» التى قادت عملية ابتكار الحبوب الجديدة.. وأضافت إن التجربة ستكون تاريخية، فنحن نعلم أن هناك رجالًا كثيرين يرغبون فى المشاركة فى مسئولية ضبط الحمل، وكلما شرحت للنساء عن الحبوب الجدية أتلقى ردًا واحدًا هو: حان الوقت فعلًا.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

التجربة تديرها شركة «يور شويس» (الاختيار لك)، ويقول رئيسها «أكاش باكشى»: الدواء الجديد واسمه «واى سى تى» يعطل البروتين وليس هرمونًا لمنع عملية التخصيب، من خلال منع إنتاج الحيوانات المنوية، ونحن نعتقد أنه سيكون جذابًا للرجال، فكثير منهم يرى منع الحمل مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة.

لماذا تأخرت؟!

 بروفيسور «ريتشارد أندرسون» من جامعة أدنبره فى إسكتلندا، يتابع التجربة وهو ليس شريكًا فيها، ويقول: هناك أسباب قوية للقول بأن الحبوب الجديدة سوف تنجح، لكنها طبعًا قد لا تنجح، وقد أثبتت الأبحاث وتطلع هؤلاء الرجال للمشاركة فى التجارب متطوعين، أن هناك حاجة فعلية لهذا الدواء.

  عندما سئلت الدكتورة «جويندا جورج» التى تقود عملية ابتكار وتصنيع الحبوب الجديدة، «لماذا تأخر إنتاج هذه الحبوب ستين عامًا؟! أجابت: هذه مسئولية صناعة الصيدلة وإنتاج الأدوية.. وهذا تقصير منها حيث فشلت فى إنتاج حبوب منع حمل يتعاطاها الرجال».

 ومسألة منع الحمل حساسة، ولا بد من ضمان الأمان وضمان العودة إلى القدرة على الإنجاب، ولا بد من ضمان ألا تؤثر هذه الحبوب على المواليد الجدد، هذه الأمور جعلت صناعة الأدوية والصيدلة تخشى الدخول فى التجارب.