الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

غرام

ريشة: منه الصياد
ريشة: منه الصياد

لم يهدها قط باقة من الورد لكن حين تضع رأسها على صدره تبتسم لها من بين ضلوعه زهرة.



يشق نهر العمر بينهما فراقًا لكن سرعان ما ينتهى مصبه بين ذراعيها، تعلم جيدًا أنه ليس لها لكن منذ متى امتلك أحدهم القمر أو استوطن أرض الشمس؟

كل عام يمر يمنحهما أسبابًا قوية للفراق لكنه الفراق الذى يعد بلقاءات وشيكة تنسيهما معًا مر الاشتياق.. يجلس بغرفة مكتبه ليقرأ ويكتب ويعمل منشغلًا عن العالم، لكنه يعلم أن هناك بعيدًا رغم المسافات يوجد قلب ينبض بأحرف اسمه نبضًا متصلًا لا ينقطع إلا بموت.

قد تفتتن بشعره الفضى  ووسامته اللافتة، طوله الفارع، بنيته القوية، بزته الأنيقة ذات الأزرار الذهبية ورابطة عنقه التى ما إن يلتقيها حتى يتحرر منها وكأن وجودها يقلل من قدسية اللقاء. يمنحها ابتسامة مبهرة، يفتح لها ذراعيه لترتمى بينهما منتشية، يسمح لها بعبور جنته لكن يحرم عليها استيطانها، تعلم أن لا وطن لها سوى ابتسامته فتختزنها بين طيات مخيلتها ثم تعود لتجترها حين الحنين..

ويل تعيشه هناك بعيدًا حيث يظن العالم أنه الوطن، لا يعلم سواه أنها منذ التقته هاجرت حيث شوق لا ينطفئ ونيران ممتعة لا تحرق سوى ذكريات..

يمنحها روح الأبوة التى يعذبها فقدانها ثم سرعان ما تنتشى مسامها بلمسات حبيب قوى يقرأ صفحات قلبها كأنه من خطّ بيده قدر الصفحات.

عادل هو إلا معها، تظن أن بحبها يجب أن تشترى دقائق عمره وثوانيه، تتجاهل أنه أنانيتها أنه لم يكن يوما ملكًا سوى لأحلامه، يزعجها انشغاله الدائم لكن منذ متى فتنت برجل لا تمتلئ ساعات يومه بانشغال؟

سرها الأعظم وهى الواضحة تمامًا لا تتقن إخفاء الأسرار لكنه تميمة الحظ التى تخشى عليها عيون الحساد وابتسامة القدر التى أهداها لها أخيرًا فصارت تتلمس صدرها كل برهة حتى تتأكد أن لا أحد يلمحه من بين حنايا القلب النازف..

عام جديد يلوح مبتسمًا من عمر محبتهما يتزامن مع ذكرى ميلاده، تظن أنه سينشغل باحتفالاته وينسى تهنئتها بعام جديد ويظن أنها ستتجاهل ذكرى ميلاده فهى تخشى عليه مرور العمر..

«كبرنا عام» يفاجئها كما يفعل فى نفس اللحظة كل عام، تبتسم للمفاجأة التى تتكرر دوما فترد مبتسمة «يا غرام كل ما نكبر يزيد».