الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
وزيرة إنجليزية ...لـ «البداهة»؟!

وزيرة إنجليزية ...لـ «البداهة»؟!

احترت فى اختيار الترجمة الصحيحة لاسم الوزارة الجديدة التى أنشأتها حكومة حزب المحافظين البريطانية خلال التعديل الأخير..



هل نطلق عليها «وزارة البداهة»؟!..

أم «وزارة الفطرة السليمة»؟!

أم «وزارة الحصافة»؟!

فالاسم باللغة الإنجليزية هو «منسترى أوف كومون سنس».

والحيرة نفسها وقع فيها الكثيرون عندما حاولوا فهم معنى إنشاء هذه الوزارة الغريبة، وماذا ستكون مهمتها وكيف ستحقق هذه المهمة.. إذا عرفنا ما هى؟!

 والتعبير الإنجليزى الشائع «كومون سنس» common sense يعنى ما تعارف عليه الناس عامة واعتبروه أمرًا منطقيًا حكيمًا بديهيًا.. لا جدال فيه.

فهل يحتاج هذا لوزارة تسعى لتطبيق المنطق والحصافة والحكمة والبداهة؟!

 تساءل بعض المراقبين: هل من الحصافة إنشاء وزارة للحصافة؟!

وقال معلق تليفزيونى: نحن لسنا فى حاجة لوزارة للحكمة.. نحتاج لحكومة حكيمة!

 الوزيرة.. مذيعة تليفزيون 

وأصبح الأمر مثار سخرية وجدل وفرصة للتهكم على الحكومة البريطانية الحالية التى يرى كثيرون أنها تلتقط آخر أنفاسها بعد فشل متواصل منذ تسلم حزب المحافظين الحكم سنة 2010.

وقد كلفت بهذه الوزارة العجيبة مذيعة تليفزيون سابقة جميلة، عضو فى البرلمان، عمرها 56 سنة اسمها «استر ماكفى» اشتهرت بتقديم برنامج أسبوعى فى قناة خاصة بمشاركة زوجها وهو الآن عضو فى البرلمان أيضًا.. كما اشتهرت بتشكيل جماعة داخل الحزب لتأكيد الاتجاه اليمينى المتطرف.

وعند البحث عن المهمة الرسمية الموكلة للسيدة التى كلفت بهذه الوزارة الغريبة تبين أن القرار الرسمى لم يشر إلى ما ستقوم به، فقط أعلن تكليف «استر ماكفى» بالعمل كوزيرة بلا حقيبة فى وزارة شئون الحكومة.

 وقالت إحدى الكاتبات: إن فكرة إنشاء هذه الوزارة العجيبة طرأت خلال دقائق وتقررت فى دقيقة واحدة، ويبدو أن الحكومة والحزب يعتقدان أن استمالة جناح اليمين بإنشاء جهاز رسمى لمكافحة الفكر اليسارى، سوف يحقق لها درجة ما من النجاح المفتقد.

وختمت مقالها بالقول: هل من البداهة والفطرة السليمة إنشاء وزارة للبداهة والفطرة السليمة؟!

 بلا حقيبة... بلا أمل

 واستطلعت إحدى الصحف رأى القراء فى الموضوع، تحت عنوان «هل نحن فى حاجة فعلًا لوزيرة للـ«كومون سنس»؟ فجاءت التعليقات أكثر سخرية وهذا بعضها: 

- كم هو ركام من الكلام الفارغ هذا الذى نراه الآن..هل وصلنا إلى هذا الحد من التدهور؟.. نريد انتخابات عامة حتى يقول الشعب رأيه فى كل هذا..

- وزيرة للبداهة.. وزيرة بلا حقيبة.. بلا أمل!

- أتمنى للوزيرة الجديدة النجاح.. لكنها ستقابل عقبات منها أصحاب الأفكار العقيمة والمجموعات الصغيرة المتشددة، والجهاز البيروقراطى المسيطر على عصب الدولة.

 صامتة.. وزوجها يتكلم

ومن الطريف أن الوزيرة الجديدة لم تدل بأى أحاديث عن عملها، بينما تولى هذه المهمة زوجها!

فقال كلامًا كثيرًا لم يفهم منه شيء، مؤكدًا أنها ستعمل بجدية واهتمام، وستحاول بالتفاهم مع الوزارات الأخرى نشر نوع من الـ«كومون سنس» فى كل مكان.

وأنها ستضبط عمل موظفى الحكومة، وستتخلص من الإدارات والهيئات الكثيرة التى لا لزوم لها.. (لوحظ أن الإدارات التى يشير إليها تعمل على تحقيق المساواة ومكافحة العنصرية وحماية حقوق الأقليات العرقية الكثيرة فى بريطانيا).

لكن الرجل اعترف بأن تعيين زوجته فى هذا المنصب غير المعهود كان صدمة كبيرة له.

وحتى الآن لم يتم رسميًا تحديد عمل الوزيرة الجديدة ومسئولياتها وصلاحياتها، وكيف ستقوم بعملها بينما هى وزيرة بلا حقيبة أى بلا وزارة ولا جهاز إدارى يتبعها؟!

وعندما سئل المتحدث الرسمى باسم الحكومة عن تعيين وزيرة للـ«كومون سنس» قال إن هذا ليس الوصف الرسمى للوظيفة، هى وزيرة بلا حقيبة فى وزارة شئون الحكومة.

كاتبة صحفية أخرى ناقشت مسألة الوزارة الغريبة فقالت إنها تأتى ضمن سلسلة من «التقاليع» التى ابتدعها حزب المحافظين الحاكم باستحداث وظائف لا معنى لها ووزارات بلا عمل حقيقى، وزارة للبريكست (الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي) وأخرى باسم غريب «وزارة رفع المستوى»؟!

ولا أحد يعرف لهذه الوزارات فائدة ما أو إنجازًا.. وهى أمور لا يتقبلها الناس، ولا يستطيعون وضع أيديهم على أى عمل «حقيقى» أنجزته هذه الوزارت «التقاليع».