الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
روزالين كارتر.. الماجنوليا الفولاذية

روزالين كارتر.. الماجنوليا الفولاذية

لم يتردد أحد ممن عرف عن قرب روزالين كارتر فى أن يتذكر ويذكرنا بقوة شخصية هذه المرأة ودأبها المستمر طوال حياتها على المشاركة فى الحياة العامة وخدمة المجتمع.. أيا كان موقعها. زوجة الرئيس الأمريكى الأسبق رحلت عن دنيانا وهى فى الـ96 من عمرها تاركة وراءها زوجها الرئيس رقم الـ39 للولايات المتحدة جيمى كارتر. وهو فى الـ99 من عمره. ثلاثة أبناء وابنة و11 من الأحفاد و14 من أبناء وبنات الأحفاد. وبالطبع الكثير من ذكريات لرحلة شراكة إنسانية زواج استمرت لـ77 عاما.



المرأة القوية كان لها دور رائد لا ينسى واهتمام جاد لا يمكن تجاهله  بملفات الصحة العقلية بدأت بعد أقل من شهرين من تسلم كارتر مقاليد الحكم فى يناير 1977. وقد سعت روزالين أن تكون الصحة العقلية جزءا من الأچندة القومية الأمريكية سواء فيما يتعلق بزيادة وعى الناس وإدراكهم لأبعاد المرض العقلى. وأيضا دعم طرق التعامل الطبى والصحى مع أصحاب الأمراض العقلية.نتحدث عن نهاية السبعينيات من القرن الماضى، حيث كانت الصحة العقلية وأمراضها ما زالت قيد الكتمان أو عدم الرغبة فى الحديث عنها وعن ضحاياها.

كانت شريكة حياة جيمى كارتر وحسب وصف البعض شريكة حكمه أيضا كانت تحضر اجتماعات الإدارة وأدلت بشهادتها أمام الكونجرس كما ترأست جولة دبلوماسية استمرت 13 يوما فى سبع دول بأمريكا اللاتينية. وكان لها حضور مميز خلال سبتمبر 1978 فى منتجع كامب ديفيد أثناء التفاوض بين مصر وإسرائيل والوصول إلى اتفاق ما بين الرئيس المصرى أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين بوساطة كارتر الرئيس الأمريكى.

رحلة عمر طويلة وحياة نشطة عاشتها روزالين كانت رحلة ثرية فى التواصل والتفاعل مع البشر ليس فقط فى ولاية جورجيا حيث بدأت ولكن على امتداد أمريكا ودول العالم وخاصة أفريقيا. وهى فى واشنطن عاصمة القرار الأمريكى وحيث ساحات الصراع بين أصحاب النفوذ وأصحاب المصالح تم وصف السيدة الأولى بالماجنوليا الفولاذية.. حيث إنها ابنة الجنوب الأمريكى وتجمع بين رقة الزهرة وصلابة الفولاذ.

روزالين  مع زوجها جيمى كارتر بعد نهاية فترة حكمه فى 1981 قررا العودة إلى بيتهما الذى كانا فيه قبل الذهاب إلى البيت الأبيض وعاشا فيه حتى يومنا هذا. والبيت فى مدينة بلينز بولاية جورجيا. ويبلغ عدد سكانها نحو 550 نسمة. كما أنهما قررا الاستمرار فى العمل العام والمساهمة فى مشروعات خيرية إنسانية ومنها المشاركة فى بناء البيوت لذوى الحاجة Habitat for Humanity. وكانت روزالين هناك بجوار زوجها جيمى فى مواقع البناء والتشييد ليس لقص الشريط أو لإعلان تبرع بأموال سخية بل للعمل معا أيضا فى تشييد أو تحديث هذه البيوت بأيديهما مع باقى المتطوعين والمتطوعات. كانت وظلت دائما المثل النموذج محل التقدير والاحترام والمحبة أيضا. ويوم وفاتها ذكر أغلب من تابعوا حياة الرؤساء الأمريكيين وزوجاتهم بأن روزالين بحياتها الخاصة والعامة أبهرت الكثيرين.. زواج وتوافق وشريك عمر ومسار لـ 77 عاما. وكان زفافهما 7 يوليو 1946. والأمر الأهم أنها عاشت رحلة عمر وعطاء ومشاركة فى هموم المجموع والمجتمع لسنوات طويلة مهما امتد بها العمر..

 أرقام لها دلالة

من حين لآخر نقرأ أرقاما تكشف جوانب مختلفة من الحياة الأمريكية. تلك الأرقام تتحدث عن الحال والأحوال. وأحيانا تصرخ فى وجه غير المهتم بالحال والحالة التى تشهدها وتعيشها الأمريكيات والأمريكيون معا.. همومهم وقلقهم.. أو مزاجهم واختياراتهم.

تقول الأرقام إنه خلال السنتين الماضيتين تزايد بشكل ملحوظ وملفت للانتباه عدد التلاميذ الذين لا ينتظمون  فى ذهابهم للمدارس وتحديدا مع بدء انتشار الوباء كوفيد 19. 

وإذا كانت نسبة هؤلاء الغائبين عن الفصول الدراسية 26 فى المائة فى العام الدراسى 2017-2018 فإن نسبتهم وصلت إلى 66 فى المائة فى العام الدراسى 2021-2022. زيادة صادمة وجديرة بالدراسة.

وحسب ما ذكرته مجلة فورتشن وهى تتعامل مع هذه الأرقام فان نحو 30 فى المائة من تلاميذ المدارس أى ما يقرب من 15 مليون تلميذ وتلميذة تم تصنيفهم العام الماضى بـ«الغائب المزمن».. وهو من يفوته على الأقل 10 فى المائة من أيام الدراسة.. ويبدو أن الأزمة مستمرة ولها تبعاتها التعليمية والاجتماعية.