الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

زواج الضحك على الذقون

ارتبـاط المرأة الثانـى فرصة لحياة جديدة أم «ويـك إنـد ماريـج»؟!

الزواج الثانى للمرأة بعد الطلاق أو موت الزوج هل هو فرصة لحياة جديدة أم هو محاولة مكتوب لها الفشل لأكثر من سبب؟!



هى قضية اجتماعية متجددة يحاول كل الأطراف إيجاد حل لها، حيث يختلف الحل مع العصر والزمن الذى نعيش فيه.

ومع تزايد أعداد الطلاق أصبح لدينا مطلقات فى العشرينيات والثلاثينيات وأصبح الموضوع أكثر صعوبة فكيف نطلب من مطلقة فى أوائل العشرينيات أن تقضى بقية حياتها بدون رجل يلبى احتياجاتها النفسية والجسدية؟! الزواج الثانى للمرأة بعد الطلاق أو موت الزوج هل هو فرصة لحياة جديدة أم هو محاولة مكتوب لها الفشل لأكثر من سبب؟!

هى قضية اجتماعية متجددة يحاول كل الأطراف إيجاد حل لها، حيث يختلف الحل مع العصر والزمن الذى نعيش فيه.

ومع تزايد أعداد الطلاق أصبح لدينا مطلقات فى العشرينيات والثلاثينيات وأصبح الموضوع أكثر صعوبة فكيف نطلب من مطلقة فى أوائل العشرينيات أن تقضى بقية حياتها بدون رجل يلبى احتياجاتها النفسية والجسدية؟! أعلن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء إحصائية 2020، أن متوسط سن المطلقة 33 سنة وأن أكثر حالات الطلاق تحدث ما بين عمر 20 عامًا و40 عامًا وأن متوسط حالات الطلاق فى اليوم الواحد تصل لـ 586 حالة.. وأن نسبة الطلاق فى الريف وصلت فى بعض المحافظات 45 %.

هذا التغير الكبير فى المجتمع نتجت عنه أفكار جديدة فأصبح لدينا حاليا زواج الويك إند week end marriage والبارت تايم، وبدأ بعضهم يجرؤ على مناقشة هذه المصطلحات ربما تكون حلولاً لبعضهم باعتباره الحل الأمثل للطرفين.

سألت «صباح الخير» متخصصين عن الزواج الثانى للمرأة بعد الطلاق وهل يمكن أن يكون محاولة ناجحة لحياة جديدة بعد فشل تجربة سابقة؟!

وما التصرف الأمثل مع الأطفال؟ هل الحل أن نربى أطفالنا على الأخذ والعطاء فى الحب؟ وهل شخصية المرأة تحدث فارقًا فى قرارها بالزواج مع وجود أطفال؟ وماذا لو فشل الزواج الثانى؟ وهل أصبح المجتمع جاهزًا لتقبل زواج المرأة أكثر من مرة؟

تغيرات أسرية

فى البداية يقول الدكتور أحمد خيرى حافظ أستاذ علم النفس الإكلينيكى بجامعة عين شمس: «عندما كنا نسمع أن امرأة تزوجت أكثر من مرة كنا نعتبر ذلك خروجًا عن القواعد ونوعًا من الحرية غير المسئولة، لكن المرأة الآن تتزوج أكثر من مرة ومن حقها أن تجرب حظها وإذا فشلت من حقها أن يكون لها فرصة مرة واثنتين وثلاثة».

يكمل: «فكرة «جربت حظى مرة» أصبحت فكرة من قرون ماضية، والقرن الواحد وعشرون شعاره «الحى أبقى من الميت» و«ابدأ بنفسك ثم بمن تحب».. كلها دلائل وإشارات أن المجتمع تغير.

يضيف خيرى: «السلبى فى الأمر هو أننا قد نكون مقبلين على حياة الجزر المنعزلة، وربما هذه التغيرات قد تدفع بعض النساء للانشغال بنفسها أولاً، وبالتالى تتغير خريطة العلاقات الأسرية للأسرة المصرية». 

وعن تأثير ذلك على نفسية الأولاد قال: «هذا يتوقف على قوة شخصية الأم فإذا كانت شخصيتها قوية واستطاعت أن تفرض رغبتها على الآخرين سيتقبل الأولاد زواجها، وإذا كانت ضعيفة وتعطى شأنًا كبيرًا لأولادها سيصبح ذلك مؤثرًا عليها».

فى رأى خيرى أن الحب أخذ وعطاء.. هذا هو الحب السوىّ ولا بد أن تربى الأم أبناءها على ذلك، وأخطر شىء أن يتعلق الإنسان بشخص آخر ويكون تعلقًا غير آمن فتحدث الصدمات».

الأنثى أولاً

مازلنا مع الدكتور أحمد خيرى حافظ، أستاذ علم النفس الإكلينيكى بجامعة عين شمس الذى قال: إن الترتيب النمطى القديم ووضع الزوجة والأم على رأس أولويات المرأة تغير، وحاليًا أصبح الوضع هو الأنثى أولاً، فالصورة التقليدية التى عرفتها مصر وتحدث عنها الأدباء فى روايات نجيب محفوظ ومحمد عبدالحليم عبدالله ويوسف السباعى وغيرهم كانت هى الأم المضحية بلا حدود الأم التى تفنى تمامًا فى خدمة أبنائها وخدمة أسرتها ووقتها ووجودها مرهون بأسرتها».

يكمل: «العصر الحديث أعاد ترتيب أولويات المرأة فبجانب كونها أمًا هى أنثى وزوجة وأيضًا امرأة عاملة، فأصبحت الأم الآن تهتم بمظهرها وملابسها وتغذيتها وتعتنى بحياتها وتستعيد ثقتها بنفسها كأنثى، ومن حقها أن يكون لها زمن ووقت خاص بها، ومن هنا تغيرت المعادلة».

يكمل: «فى دراسة قديمة منذ 30 عامًا أجريت فى جامعة عين شمس عن أدوار المرأة المصرية على عينة كبيرة كانت الأم ترتقى للمرحلة الأولى من الترتيب ثم تأتى الزوجة ثم المرأة العاملة ثم الأنثى فى نهاية الترتيب، وهذه الصورة لم تعد موجودة، لكن حاليًا الصورة الأولى فى الترتيب هى الأنثى على قمة الترتيب».

«هل كان الترتيب خاطئًا من البداية؟ أم أن الزمن والمجتمع فرضا ذلك الترتيب على المرأة»؟

ريشة: نسرين بهاء
ريشة: نسرين بهاء

 

المؤكد أن الإنسان هو ابن عصره، والأم فى كل زمن هى كانت نتاج العصر وعلى سبيل المثال لفترة قريبة كانت المرأة تنادى باسم «أم فلان»، وهذا دليل على أنه كان الترتيب الأهم بالنسبة لها وتحصل على مكانتها فى المجتمع بالأمومة.. وهو ما اختلف حاليًا».

معايير مختلفة

من جانبها قالت دكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع: الزواج مؤسسة اجتماعية تضمن لأطرافها السعادة فى إطار مفهوم المودة والرحمة، جزء كبير من النجاح يتوقف على معايير الاختيار والتى تتغير فى الزواج الثانى».

«ففى المرة الأولى تكون المعايير مرتبطة بطرفين فقط وفقا لانتمائهما المهنى والعائلى والثقافى، لكن فى المرة الثانية لا بد أن يوجد فهم لمعايير الاختيار الجديدة، فعندما تختار المرأة المطلقة للمرة الثانية، لا بد أن تدرك أنها تختار زوجًا وأبًا بديلاً لأبنائها».

تكمل: «العكس أيضا صحيح.. إذ إنه على الرجل اختيار امرأة بمعايير مختلفة فى زواجه الثانى.. حتى لا يفشل مرة أخرى.. لا بد من معايير تناسب الوضع الجديد. فى إطار المودة والرحمة.. وأن نلتمس الأعذار لبعضنا».

سألتها: وما رأيك فى مصطلح «الويك إند ماريدج» الذى أطلقه بعضهن مؤخرًا؟ 

قالت: «مؤكد الزواج ليس علاقة بيولوجية لأننا بهذا نقلل من قيمته وقدسيته، الزواج له إشباعات اجتماعية ونفسية، بالإضافة للإشباعات الجسدية... وعلى كل طرف أن يوفق أوضاعه بالشكل الملائم له.. بشرط ألا يخل بمبدأ الزواج وهو المؤسسة الاجتماعية التى تهدف لإسعاد أطرافها.. الزوج والزوجة والأطفال وعلاقات النسب، ولا بد أن يعمل جميع الأطراف على إنجاحها».

وعن تقبل الأطفال لفكرة زواج الأم، تابعت د. هالة: كل مرحلة عمرية لها طرق فى الإقناع وأسس فى تقبلها.. ولا يجوز أن يقتصر طرف حياته من أجل إرضاء الآخرين لا بد من وجود منطق تفاوض وأن يكون لدينا توازن فى العلاقات ولا بد أن تدرك الأم أنها كما تريد أن تسعد أبناءها، فعليها أن تكون سعيدة... النقاش مع الأولاد يتوقف على المرحلة العمرية ودرجة الوعى».

وعن تعدد الزيجات للمرأة قالت: ما شرعه ربنا لا يمكن أن نزايد عليه، الأساس لا يكون فى أنانية ولا إفراط فى التضحية. 

أما الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية فقال: يجب التفريق فى المعايير فى حالة وجود أطفال أو عدم وجود أطفال عند زواج الأم مرة ثانية.

ريشة: منة الصياد
ريشة: منة الصياد

 

ففى حالة وجود أطفال يجب أولاً التأهيل النفسى لهم ليتقبلوا الأمر، وهو ما يختلف من طفل لآخر.. ولا علاقة للأمر بقوة شخصية المرأة، لكنه يتوقف على طبيعة الطفل واستعداده وتقبله للأمر حتى لا يصاب باضطرابات نفسية وسلوكية».

مقدرة عاطفية

مازال الكلام للدكتور فرويز حيث قال: بالنسبة للزوج الثانى يجب أن تكون لديه المقدرة العاطفية والنفسية ليتعامل مع الأطفال، لذلك يجب اختيار من لديه القدرة على ذلك، لذلك لا بد من التأنى فى الاختيار لأن كثيرًا من السيدات بعد الطلاق يسرعن كى يثبتن للزوج الأول أنه أخطأ فى قراره بالانفصال.. وتريده أن يراها مطلوبة ومرغوبة وغالبًا يكون زواجًا فاشلاً وينتهى سريعًا».

يكمل: «بعض النساء توافق أن تكون زوجة ثانية وهى غالبا تكون الضحية على عكس الفكرة الشائعة لأنها أول من سيضحى بها ويتركها الرجل للعودة لزوجته الأولى وأطفاله بعد انطفاء النشوة بينهما».

علاقة جنسية

وعما يسميه البعض زواج «الويك إند ماريدج» قال د. فرويز: هناك حالات قائمة بذاتها لا يمكن أن أعممها.. على سبيل المثال توجد سيدات أعمال يفضلن هذا النوع من الزواج لانشغالهن الدائم وأخريات لا يفضلن أن يستقر الزوج مع أطفالهن فى بيت واحد فتكون فكرة اللقاء الأسبوعى، لكن الأساس أن الزواج مودة وسكن ورحمة والزواج الأسبوعى لن يتوافر فيه هذه الشروط فلا يعتبر زواجًا. هى علاقة بين بين طرفين لإشباع رغبة ويضحك فيها كل طرف على نفسه».