الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

نجاح الفريدو دليل على تعطش الجمهور للقضايا الإنسانية

إلهام شاهين: عارفة الناس عاوزة إيه!

الاستثنائية دائما، صاحبة الموهبة والشغف لكل اختياراتها، إلهام شاهين المتحيزة دائما لفنها بلا أى حدود.



أصبح اسم إلهام شاهين حالة فنية واتجاها فنيا متفردا بداية من اختياراتها وحتى تجسيدها وتقمصها لكل شخصية.

حصدت العديد من الجوائز السينمائية السنوات الماضية بأعمال تحيزت بالكامل لقضايا المرأة المهمشة.

حملت الدورة الـ39 لمهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط اسم النجمة إلهام شاهين ليكون تتويجا لمشوارها الفنى وهو تكريم تستحقه صاحبة الـ101 فيلم.

جاء تكريم الإسكندرية السينمائى والاحتفاء بإلهام شاهين فى ظل احتفالها بنجاح مسلسها «الفريدو» تلك الحالة شديدة الإنسانية الفريدة والتى جسدتها وجسدت لحظات ضعفها وشعورها بالتيه بمنتهى البساطة والسلاسة فلفتت الانتباه من الحلقة الاولى.

عن تتويج الإسكندرية السينمائى وعن الفريدو وأعمال أخرى تتحدث إلهام شاهين فى السطور القادمة.

•  بمناسبه تكريم مهرجان الإسكندرية السينمائى ما الذى يمثله لك المهرجان وكذلك الجيل الذهبى للسينما؟

 مهرجان الإسكندرية مهرجان عريق وكل النجوم تلتقى فيه منذ زمن طويل فالتقى فيه أنا وأحمد زكى ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف ونجلاء فتحى وسعاد حسنى ونبيلة عبيد وفاروق الفيشاوى وكل العمالقة كانت تتواجد فيه كل عام.

كنا جميعا نحب التواجد فى مهرجان الإسكندرية وكان فرصة عظيمة للالتقاء بمجموعة كبيرة من السينمائيين والفنانين وعموما المهرجانات بشكل عام مفيدة لأى فنان خاصة حالة النقاش وفرصة لمشاهدة الأفلام.

ولعل مهرجان الإسكندرية له سمة خاصة أنه ثرى ثقافيا وأدبيا وهو بالنسبة لى المهرجان العريقة الذى يحمل لى ذكريات جميلة وتكريمات عن الأفلام الـمهمة.

عشت فيه أيامًا جميلة مع نجوم كبار وأساتذة كبار وأخذت فيه جوائز مهمة. فهو من أوائل المهرجانات التى حصلت فيها على جوائز فأول جائزة حصلت عليها فى «أيام الغضب» كأحسن ممثلة كانت فى مهرجان الإسكندرية السينمائى، وهذا من الثمانينيات لذا له معزة خاصة عندى واحترمه جدا، وفى كل الدورات أكون حريصة جدا على حضور كل الندوات لزملائى المكرمين ليجد أىّ منهم زملاءه وتلامذته موجودين يحتفون به.

• هذا العام كانت دورة النجمة «إلهام شاهين» ورأيت بالفعل دموع الفرح فى عيونك، لهذه الدرجة كان وقع التكريم عليك؟

 إطلاق دورة باسمى تكريم وهو أهم من أى جائزة وهو التتويج لمشوارى الفنى كله وثمرة النجاح الكبير أن يطلق مهرجان دولى دورته باسمى أو باسم أى فنان فهذا تتويج لمشوار الفنان.

• الفريدو تجربة فريدة وشديدة الإنسانية، صحيح لمستيها منذ القراءة الأولى للعمل؟

 وقعت فى غرامها من قبل قراءة العمل بشكل كامل فعندما طرحوا على للعمل بشكل مبدئى وفكرته أحببت «سوسو» ووقعت فى غرامها وبدأت أعيش سوسو.

شعرت أن روح سوسو قد تلبستنى وكانت مسيطرة عليا جدا ومتعاطفة معها تعاطف جديد جدا.

تكمل: أعتقد أن السبب يرجع إلى أننى شاهدت حالات مثل حالتها ومن هذه النوعيه لناس أحبهم وتأثرت جدا بهم.

تكمل هذا دور جديد تماما لم يتم تقديمه على الشاشة من قبل وبهذه النظرة وهذا التناول، مريضة الزهايمر لم يتم تقديمها على الشاشة هكذا من قبل، فأنا دائما أبحث عن موضوعات جديدة لتقديمها لذلك عندما أجد موضوعًا بهذه الإنسانية والعذوبة ويحمل رسالة كبيرة للأسرة والعلاقات الإنسانية من أجل الجيل الثانى حين يأتى الوقت ويكون هذا الجيل هو الذى عليه الدور ليراعى الكبار كما راعوه فى صغره، وجدت فى هذا العمل ما بين السطور إنسانيات أعجبتنى جدا واحترمها جدا.

• فى ظل جيل ومجتمع يتسم بالبراجماتية إلى حد ما.. ما مدى أهمية هذا الطرح الإنسانى الذى طرحه العمل فى هذا التوقيت؟

 الناس متعطشة إلى حد كبير إلى القضايا إنسانية وللمشاعر، هذا واضح من أول حلقة خاصة أن العمل خارج شهر رمضان وغالبا ما تكون كثافة المشاهدة للأعمال ليست بكثافة المشاهدة فى رمضان ونادرا ما يكون التصور والاهتمام واضحين من أول حلقة.

لكن هذا ما حدث مع الفريدو, الجمهور انجذب للعمل منذ أول حلقة وأشادوا به إشادات كبيرة وكان ترند من أول حلقة فهذا يؤكد أن الناس متعطشة لهذه النوعية من الأعمال التى تحمل طرحًا إنسانيًا وقضايا إنسانية، الجمهور متشوق للعمل الجيد الذى يمسهم ويشعرون أنه حقيقى وبه صدق وأنه يشبه بيوت المصريين.

•  وكيف كان الإعداد للشخصية؟

 الكاتب الرائع عمرو محمود ياسين وفريق الكتابة ياسمين ميشيل وسارة مصباح قاموا بكتابة تفاصيل كافية عن الشخصية بشكل بديع كل التفاصيل فى السيناريو وبشكل إنسانى مبهر وكما أخبرتك شاهدت هذا على الطبيعة وتركت نفسى للحظة أثناء التصوير وللحالة الخاصة بالشخصية والتى تخيلتها وخرجت أجمل من خيالى وأحببتها حتى أثناء مشاهدتى لها على الشاشة.

 

 

• أعمال العشر حلقات والبعيدة عن المط والتطويل هل تعتقدين أنها أفسحت مجالًا أكبر للإبداع والخروج عن المألوف؟

 أحب هذه النوعية من الأعمال وآخر عمل لى أيضا فى التليفزيون كان 15 حلقة وهو مسلسل «بطلوع الروح» وقبله مسلسل «زى القمر» كان خماسيات كل حدوته خمس حلقات ونجح جدا مع الجمهور وقتها وكان خارج شهر رمضان.

وقدمت هذا منذ سنوات حين قدمت مسلسل امرأة فى ورطة كان 15 حلقة.. و«مازلت آنسة» كان 15 حلقة، إذا إننى كنت متحمسة لفكرة الحلقات المكثفة منذ سنوات كالخماسيات والسباعيات حيث لا يضطر الكاتب أن يحيد عن الموضوع الأساسى لمجرد ملء وقت على الشاشة فتكون الفكرة محددة ومكثفة وهذا بالتأكيد اجمل وفى صالح الدراما.

•  هذه الفتره نلاحظ ثراء فى الأعمال الدرامية المأخوذة عن أعمال أدبية هل هذا يحقق حاله من التنوع فى الدراما؟

 طوال الوقت كنا نستقى الأعمال الدرامية من أعمال أدبية ومن المؤلفات الأدبية لكبار فأنا قدمت من قبل «المستحيل» لمصطفى محمود وقدمت أيضا مسلسل «نحن لا نرى بعيون الآخرين» ومسلسل البركان عن رواية «شيئ من الخوف» وقدمت دور فؤادة الذى قدمته شادية فى الفيلم وكان من إخراج نور الدمرداش، قدمت أيضا الحرافيش لنجيب محفوظ السيرة العاشورية أنا ونور الشريف والجزء الثانى مع هشام سليم، ومع صلاح السعدنى قدمنا مدرسة الحب للكاتب أنيس منصور.

إذا أنا قدمت الكثير من الأعمال المأخوذة عن أعمال أدبية تحولت إلى الدراما على الشاشة وأنا مع هذه الفكرة جدا فنحن لدينا ثراء فى التراث الأدبى ومواضيع تصلح لكل الأزمنة ويمكن طرحها طوال الوقت. خاصة فى حالة أن يبرر البعض عدم التنوع فى الأفكار لنقص المواضيع إذا فلنلجأ للأدب ونستعين بهذه المواضيع والقضايا لنطرحها على الشاشة.

• إلهام شاهين أنتجت أكثر من فيلم لتحقق حلمها وشغفها بموضوع فنى معين، حين يلجأ الفنان للإنتاج ألا يخشى من حسابات المكسب والخسارة؟

 

 

 كنت أدرك أن هناك احتمالات للخسارة المادية وحقيقة أن الربح لم يكن هدفى الأول بقدر ما مكان ربحى هو القضية التى يطرحها الفيلم وكان منطقى وقتها أن هذه الأموال كسبتها من الفن وهى أيضا للفن تكمل: السينما اعطتنى كثيرا فى حياتى فكان يجب أن أهديها بأعمال تكون مشرفة للسينما المصرية واسم مصر فى أى مهرجان هذا دورى لأننى كنت حزينة عندما يأتى مهرجان ولا نجد فيلم مصرى يمثلنا ويمثل بلدنا حتى فى مهرجان القاهرة السينمائى كان هناك بعض الدورات التى لا نجد فيها فيلم قوى يمثل مصر فى المهرجان، ففى العام الذى أُنتج فيه فى يوم للستات كان مطلوب فى اكثر من مهرجان عالمى ولكن عندما أخبرونى فى مهرجان السينمائى ضرورة عرضه الأول فى مهرجان القاهره ولأن مصر هى الأهم بالنسبة لى فألغيت كل الخطط الأخرى وعُرض فى مهرجان القاهرة السينمائى.

• إلهام شاهين صاحبة الـ101 فيلم، ما الحلم الفنى الذى لم يتحقق بعد؟!

 لا أعتقد أن هناك ما أحلم به فنيا ولم يتحقق بعد، باستثناء أحلام قديمة تتعلق بأعمال تاريخية تمنيت أن أقدمها فى مرحلة ما كفيلم كنت سأقدمه عن حتشبسوت ومسلسل عن شجرة الدر، وأدوار الملكات والشخصيات القوية التى حكمت وأثرت فى التاريخ، حتشبسوت أول امرأة تحكم فى التاريخ كله وهى امرأة مصرية، فالمرأة المصرية قوية منذ بدء التاريخ وهى نموذح يجب أن يتم تقديره وتسليط الضوء عليه وتموذج كنت أتمنى أن اتباهى به وأخرج به للعالم ولكن لأسباب إنتاجية ولتكلفته العالية تم وأد هذا المشروع.

• بمناسبة نموذج المرأة القوية، قدمت لحظات ضعف «سوسو» فى الفريدو بعذوبة لمست المتفرجين.. ماذا عن إلهام شاهين ولحظات ضعفها؟ إلى من تلجئين فى تلك اللحظات، أم تؤثرين العزلة وقتها؟

 

 

 أنا شخصية طبيعية تحمل كل السمات الطبيعية فى النفس الإنسانية أحيانا أكون قمة فى القوة بلا حدود لدرجة تدهشنى أحيانا، وأحيانا أخرى اكون قمة فى الضعف بلا حدود، وفى تلك الحالة ألجأ لنفسى فقط ولا شىء سوى هذا.