السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

حلول عاجلة للقضية الفلسطينية ببدء عملية سياسية شاملة تصل إلى حل الدولتين

مصر تتحدث إلى العالم

جهود حثيثة لحل الأزمة الفلسطينية
جهود حثيثة لحل الأزمة الفلسطينية

تلبيةً لدعوة الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الإمارات، الذى تتولى بلاده رئاسة مؤتمر الأطراف، فى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيُّر المناخ «كوب 28» والذى تولت مصر رئاسة دورته السابقة، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الشق الرئاسى للدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر المنعقد فى مدينة دبى الإماراتية.



وركز الرئيس خلال أعمال قمة دبى على جهود الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف على مدار العام الماضى انطلاقًا من قمة شرم الشيخ فى نوفمبر 2022 والتى ركزت على الموضوعات التى تهم الدول النامية بشكل عام والإفريقية على وجه الخصوص، خاصة ما يتعلق بتعزيز الجهود لدفع عمل المناخ الدولى، فضلًا عن تأكيد ضرورة التزام الدول المتقدمة بتعهداتها فى إطار اتفاقية باريس لتغيُّر المناخ.

وكانت أيام القمة فرصة لعقد عدد من اللقاءات والاجتماعات المهمة التى أجراها الرئيس السيسى تماشيًا مع شواغل مصر الداخلية والإقليمية والدولية.

واستقبل الرئيس كريستالينا چورچييڤا، المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى التى أكدت التطلع المتبادل للصندوق لمواصلة علاقات التعاون المتميزة مع مصر ودعمه للإصلاحات الاقتصادية بها، مشيدةً فى هذا الصدد بأداء الاقتصاد المصرى وما أظهره من مرونة وصمود فى مواجهة التداعيات السلبية الناجمة عن جائحة كورونا والأزمة «الروسية- الأوكرانية» والأوضاع فى غزة، ومؤكدة استمرار الصندوق فى تعزيز العمل المشترك مع الحكومة لتحقيق الأهداف الوطنية المصرية بتحسين المؤشرات الكلية للاقتصاد، وزيادة تنافسيته، وتعميق مشاركة القطاع الخاص واستكمال العمل التنموى الجارى.

كما التقى الرئيس السيسى مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، لتبادل وجهات النظر بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين، فى ضوء الطابع الاستراتيچى لهذه العلاقات فى مختلف المجالات. 

كما تناول اللقاء متابعة التباحث بشأن القضايا الدولية والإقليمية لا سيما تغيُّر المناخ، وكذا التصعيد فى قطاع غزة، حيث تبادل الرئيسان وجهات النظر فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة، واستعرض الرئيس رؤية مصر بشأن ضرورة وقف إطلاق النار والتوسع فى إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، فضلًا عن الجهود المصرية لاستقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب.

واتفق الطرفان على أهمية إيجاد حلول عاجلة للأزمة الجارية والتحرك لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، مع تأكيد أهمية البدء فى عملية سياسية شاملة بهدف الوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقًا للمرجعيات الدولية ذات الصلة.

كما التقى الرئيس مع رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشى سوناك، وتباحثا حول سبل تعزيز التعاون الثنائى والتنسيق السياسى وتبادل الرؤى بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك، حيث ثمَّن الجانبان الروابط الوثيقة بين مصر والمملكة المتحدة وأكدا التطلع لمزيد من تفعيلها على جميع الأصعدة. 

وتطرق اللقاء إلى تبادل الرؤى بخصوص تطورات العمل المناخى فى ضوء انعقاد قمة المناخ بدبى، إلى جانب مستجدات الأوضاع الراهنة فى قطاع غزة، حيث أشاد رئيس وزراء المملكة المتحدة بالجهود الدءوبة التى تضطلع بها مصر فى هذا الصدد، خاصةً على صعيد تنسيق الجهود الدولية لإيصال المساعدات الإنسانية للقطاع.

وتوافق الجانبان بشأن خطورة الوضع الحالى، لا سيما فى ظل التبعات غير المحسوبة لتوسيع دائرة الصراع على استقرار المنطقة. وقد استعرض الرئيس فى هذا الخصوص الجهود التى تقوم بها مصر على مسار التهدئة، مؤكدًا ضرورة توفير الحماية اللازمة للمدنيين، مع السعى نحو إيجاد الأفق السياسى الملائم للتوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.

وعلى هامش أعمال الدورة الـ 28 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغيُّر المناخ فى دبى.. التقى الرئيس مع «فوميو كيشيدا»، رئيس الوزراء اليابانى، الذى أشار إلى ترحيب بلاده بالتطورات الإيجابية التى تشهدها العلاقات المشتركة على جميع الأصعدة، مشيدًا بما حققته مصر على الصعيد التنموى، لا سيما فى إطار تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى، وهو ما ساهم فى تحفيز الشركات اليابانية على مضاعفة نشاطها فى مصر للاستفادة مما تتيحه تلك المشروعات من فرص استثمارية واعدة، مع تأكيد أن اليابان تولى لعلاقاتها مع مصر أهمية خاصة على صعيدى التعاون الثنائى والتشاور السياسى، وذلك لمحورية دور مصر فى محيطها الإقليمى ومنطقة الشرق الأوسط. 

‏وتطرق اللقاء إلى التباحث بشأن قضية تغيُّر المناخ وعدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مستجدات الأوضاع فى قطاع غزة والضفة الغربية، حيث أعرب الزعيمان عن الأسف الشديد لاستئناف القتال وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين، مؤكدين إدانة استهداف وقتل المدنيين على أى نحو.

وعرض الرئيس تطورات الجهود المصرية للتهدئة وصولًا لوقف إطلاق النار. كما اتفق الجانبان حول الضرورة القصوى لتوفير المساعدات الإغاثية لأهالى قطاع غزة بالكميات المناسبة، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين.

وشددا على رفض مصر واليابان التهجير القسرى للفلسطينيين بأى شكل أو صورة، لافتين إلى ضرورة العمل بجدية على التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية، بما يفتح آفاقًا واسعة للتعايش السلمى بين جميع شعوب المنطقة.

إلى ذلك التقى الرئيس مع الرئيس الأرمينى «فاهاجن خاتشاتوريان»، حيث أكد الرئيسان ما تتسم به العلاقات «المصرية - الأرمينية» من خصوصية تاريخية على المستويين الرسمى والشعبى، كما تم التوافق بشأن ضرورة تعزيز الجهود القائمة لدفع مسيرة التعاون المشترك بين البلدين، خاصةً على الصعيد السياحى والثقافى والتجارى والاقتصادى والأمنى، إلى جانب التباحث بشأن أبرز تطورات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل فى منطقتى الشرق الأوسط وجنوب القوقاز.

توافق حول أهمية البدء فى عملية سياسية شاملة بفلسطين
توافق حول أهمية البدء فى عملية سياسية شاملة بفلسطين

 

وشهد لقاء الرئيس السيسى مع الرئيس الليتوانى «جيتاناس ناوسيدا»، التأكيد على الحرص المتبادل على تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، إلى جانب استمرار التنسيق فيما يخص الموضوعات السياسية ذات الاهتمام المشترك، كما تم استعراض عدد من الملفات ذات الصلة بالتعاون الثنائى، حيث أعرب الرئيس عن ترحيبه بنشاط عدد من الشركات الليتوانية فى مصر، والتطلع لتكثيف التعاون فى مختلف المجالات. 

كما تطرق اللقاء إلى عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك والتحديات التى تواجه الدول الإفريقية والأوروبية، وفى مقدمتها الهجرة غير الشرعية والإرهاب والتى تفرض التنسيق والعمل بين الجانبين للتوصل إلى حلول فعالة لتلك التحديات من خلال رؤية مشتركة، كما تم التباحث وتبادل الرؤى بشأن كل من تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، وكذا مستجدات الأزمة «الروسية - الأوكرانية» وتداعياتها السلبية على الاقتصاد العالمى.

وعلى هامش المؤتمر، التقى الرئيس السيسى مع يوناس جاهر ستوره، رئيس وزراء النرويج، حيث بحثا سبل دفع العلاقات بين البلدين فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة التبادل التجارى والسياحة، فضلاً عن الاستفادة من الخبرات النرويجية فى المشروعات المرتبطة بمجالات الطاقة النظيفة، فى ظل سوابق التعاون الناجح بين الحكومة المصرية وشركة سكاتك النرويجية، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز التعاون الثلاثى بين مصر والنرويج فى إفريقيا. 

كما تم مناقشة آخر المستجدات على صعيد عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، لا سيما فى أعقاب الزخم الإقليمى الناتج عن عقد كلٍ من «قمة القاهرة للسلام» و«القمة العربية الإسلامية غير العادية»، حيث أكد الجانبان أن المخرج الوحيد للوضع المتأزم الراهن هو العمل على إيجاد التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، مع أهمية الضغط فى الوقت الحالى نحو تحقيق وقف إطلاق النار فى ظل التبعات الإنسانية الخطيرة لمواصلة العمليات العسكرية على حياة المدنيين، فضلاً عن امتداد تداعياتها الأمنية والسياسية إلى استقرار وأمن المنطقة برمتها، كما شدد الرئيس على أن مصر مستمرة فى مساعيها لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية للدفع نحو تبنى مسار التهدئة، وإيصال وتوفير المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة، وذلك لتجنيب الشعب الفلسطينى المزيد من المعاناة الإنسانية.

تحذيرات من توسيع دائرة الصراع بالاقليم
تحذيرات من توسيع دائرة الصراع بالاقليم

 

كما التقى الرئيس مع الرئيسة التنزانية سامية حسن، وشهد اللقاء بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة على شتى الأصعدة، خاصةً ما يتعلق بالاستثمارات المصرية فى تنزانيا والتعاون الفنى وبناء القدرات للمساهمة فى تدريب الكوادر التنزانية فى مختلف المجالات، فضلاً عن استفادة تنزانيا من الخبرات المصرية فى مجال المشروعات العملاقة، لا سيما فى ضوء المشاركة المصرية الفعالة فى إنشاء سد «جوليوس نيريري» لتوليد الطاقة الكهرومائية فى تنزانيا، حيث أكد الرئيس فى هذا الصدد أنه يتابع مراحل تنفيذ المشروع، لضمان تحقيق أفضل مستويات الأداء وفقًا لأعلى المعايير العالمية. 

والتقى الرئيس مع جورجيا ميلونى، رئيسة وزراء إيطاليا، حيث أكد الجانبان الحرص على تعزيز علاقات التعاون الاستراتيچى بين البلدين الصديقين واستغلال الآفاق الواسعة فى هذا الصدد على مختلف الأصعدة، فضلاً عن تعظيم التنسيق والتشاور خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والعسكرية والتنموية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، بما يساعد على صون الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وحوض البحر المتوسط والقارة الإفريقية. 

وشهد اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال الملفات الإقليمية والدولية، خاصة تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، حيث تقدمت رئيسة الوزراء الإيطالية بالشكر إلى مصر على دورها الرائد فى دفع جهود السلام فى المنطقة والذى تجسد فى استضافتها لقمة القاهرة للسلام، فى حين استعرض الرئيس نتائج الاتصالات والجهود المكثفة التى تقوم بها مصر من أجل استعادة التهدئة ووقف إطلاق النار لحماية المدنيين، وتوفير النفاذ الآمن والعاجل للمساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة، مؤكدًا ضرورة تحمل المجتمع الدولى لمسئولياته لوقف هذا التصعيد، وذلك بهدف إتاحة المجال للجهود الدبلوماسية للدفع نحو معالجة الأسباب الجذرية للقضية الفلسطينية واستعادة مسار عملية السلام.

واستقبل الرئيس، كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكى، التى نقلت تحيات وتقدير الرئيس جو بايدن للرئيس السيسى، وهو ما بادله الرئيس بتقديم خالص تحياته للرئيس بايدن.. 

وخلال اللقاء، أكد الجانبان الحرص على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيچية الممتدة بين مصر والولايات المتحدة والتى تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، مع الإعراب فى هذا الإطار عن التطلع المتبادل لتعظيم التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين خلال الفترة المقبلة بشأن أطر التعاون الثنائى فى جميع المجالات، فضلاً عن مختلف الملفات السياسية والأمنية ذات الاهتمام المشترك. 

وشهد اللقاء أيضًا التباحث حول تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً فى قطاع غزة، حيث عرض الجانب الأمريكى رؤيته فى هذا الصدد، معربًا عن الشكر والتقدير لمصر وقيادتها للعمل الدؤوب المخلص على المساهمة فى التوصل للهدنة وتبادل المحتجزين، بالإضافة إلى دورها المحورى فى تقديم وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالى غزة. 

وتم التوافق بشأن خطورة الموقف الحالى، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ورفض البلدين القاطع للتهجير القسرى للفلسطينيين. 

وأشار الرئيس إلى تردى الأوضاع الإنسانية بقطاع غزة، وما يستوجبه ذلك من ضرورة تحرك المجتمع الدولى فورًا لتوفير الاستجابة الإنسانية والإغاثية العاجلة لأهالى القطاع والتخفيف من وطأة معاناتهم، مشددًا فى هذا الصدد على ضرورة استعادة التهدئة ووقف إطلاق النار، ورفض مصر لتعريض الأبرياء لسياسات العقاب الجماعى بما يخالف الالتزامات الدولية فى إطار القانون الدولى الإنسانى، مع تأكيد موقف مصر الثابت فى هذا الشأن فيما يتعلق بتسوية القضية الفلسطينية، من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطينى وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات الشرعية الدولية.