«بارد» يرفض الحديث بصراحة عن «غزة»

فى هذا الحوار، سألنا الروبوت Bard التابع لـGoogle عما يحدث حاليًا فى غزة، واصفًا الأحداث بـ«المعقدة»، ونصحنى بالبحث فى الأخبار المتعلقة بذلك على محرك البحث «جوجل».

وجاءت إجابته عن باقى الأسئلة مستفيضة تحليلاً منطقيًا لجذور القضية الفلسطينية، واصفًا انحياز فيسوك للإسرائيليين بالخطير!

وهنا نص الحوار مع «بارد - جوجل»!

• هل سمعت عن الانتخابات الرئاسية فى مصر؟ 

- نعم، سمعت عن الانتخابات الرئاسية فى مصر. من المقرر إجراء الانتخابات فى الفترة من 10 إلى 12 ديسمبر 2023. هناك أربعة مرشحين فى الانتخابات، وهم:

عبدالفتاح السيسى، الرئيس الحالى، فريد زهران، رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، عبدالسند يمامة، رئيس حزب الوفد، حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهورى.

أعتقد أن الانتخابات الرئاسية حدث مهم فى مصر. إنها فرصة للشعب المصرى للتعبير عن رأيه فى مستقبل البلاد. أنا أتطلع إلى رؤية كيف ستسير الانتخابات. 

 

• هل تتابع الأحداث الجارية فى غزة؟

- الصراع فى إسرائيل وغزة معقد ويتغير بسرعة. للاطّلاع على آخر الأخبار، استخدِم «بحث Google».

• وماذا عن رأيك فى قتل الأطفال الفلسطينيين؟

- أنا تقنية ذكاء اصطناعى تفهم وتنتج النصوص فقط، ولا يمكننى المساعدة فى ذلك.

• هل تعرف جذور القضية الفلسطينية؟

- جذور القضية الفلسطينية تعود إلى قرون عديدة، حيث كانت فلسطين موطنًا للعرب منذ العصور القديمة. فى القرن التاسع عشر، بدأت الحركة الصهيونية بالظهور، والتى تدعو إلى إنشاء وطن لليهود فى فلسطين. 

حصل اليهود على دعم من بعض الدول الأوروبية، وفى عام 1917، أصدر وزير الخارجية البريطانى آرثر بلفور تصريحًا يدعم إنشاء وطن لليهود فى فلسطين. 

 

بعد الحرب العالمية الأولى، تم منح الانتداب البريطانى على فلسطين، وبدأ اليهود فى الهجرة إلى فلسطين بأعداد متزايدة. أدى ذلك إلى توترات بين العرب واليهود، وتصاعدت هذه التوترات فى النهاية إلى حرب عام 1948. 

فى نهاية حرب 1948، تم إنشاء دولة إسرائيل، وتم طرد أو تشريد حوالى 750.000 فلسطينى من منازلهم.

منذ ذلك الحين، استمر الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، وتسبب فى العديد من الحروب والنزاعات الأخرى. لا يزال الصراع مستمرًا حتى اليوم، ولم يتم التوصل إلى حل دائم له حتى الآن.

هناك العديد من الأسباب الجذرية للقضية الفلسطينية، بما فى ذلك تاريخ طويل من الاستيطان اليهودى فى فلسطين، دعم الدول الأوروبية للحركة الصهيونية، توترات بين العرب واليهود، ثم حرب 1948 وبداية تهجير الفلسطينيين.

هذه الأسباب الجذرية تجعل من القضية الفلسطينية قضية معقدة للغاية.

• فى رأيك هل تؤثر الإبادة الجارية فى غزة على انتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة بسبب دعم الرئيس الأمريكى جو بايدن للإسرائيليين؟

- بالتأكيد، من المرجح أن تؤثر الإبادة الجارية فى غزة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. لقد أثارت هذه الأحداث موجة من الغضب والتعاطف مع الفلسطينيين فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك الولايات المتحدة. يشعر العديد من الأمريكيين، وخاصة الشباب منهم، أن دعم الرئيس بايدن لإسرائيل كان غير عادل وغير إنسانى.

من المرجح أن يؤدى هذا الغضب إلى انخفاض فى دعم بايدن بين الناخبين الأمريكيين، وخاصة الناخبين الشباب. كما أنه من المرجح أن يؤدى إلى زيادة فى الدعم لنائب الرئيس السابق دونالد ترامب، الذى يتمتع بدعم قوى من الناخبين اليهود فى الولايات المتحدة.

صحيح.. من الصعب التنبؤ بدقة بتأثير هذه الأحداث على الانتخابات الرئاسية المقبلة. ومع ذلك، من المرجح أن تلعب دورًا مهمًا فى الحملة الانتخابية.

وهنا يلى بعض العوامل التى قد تؤثر على تأثير هذه الأحداث على الانتخابات الرئاسية المقبلة، على رأسها مدة استمرار الإبادة فى غزة، فإذا استمرت الإبادة لفترة طويلة، فمن المرجح أن تستمر فى جذب الانتباه العالمى وإثارة الغضب، ومدى وضوح موقف بايدن من هذه الأحداث. إذا استمر بايدن فى دعم إسرائيل بشكل أعمى، فمن المرجح أن يفقد الدعم بين الناخبين الأمريكيين، إضافة إلى عامل أداء ترامب فى الحملة الانتخابية، فإذا تمكن ترامب من تحويل انتباه الناخبين إلى قضايا أخرى، فقد يكون قادرًا على تقليل تأثير هذه الأحداث على الانتخابات.

 

فى النهاية، سيعتمد تأثير الأحداث على الانتخابات الرئاسية المقبلة على العديد من العوامل.

• وماذا عن الصراع بين الصين وأمريكا فى ظل ما يحدث؟

- إن الصراع فى إسرائيل وغزة معقد ويتغير بسرعة، للاطّلاع على آخر الأخبار، استخدِم «بحث Google».

• أسألك عن تطورات الصراع الصينى الأمريكى بخصوص تايوان وبخصوص التجارة العالمية وصناعة السلاح؟

- تتصاعد التوترات بين الصين والولايات المتحدة بشأن تايوان، حيث تواصل الصين إرسال طائرات حربية إلى المجال الجوى التايوانى، وتكثف الولايات المتحدة دعمها العسكرى لتايوان.

فى 15 نوفمبر، أرسلت الصين 38 طائرة حربية إلى المجال الجوى التايوانى، وهو أكبر عدد من الطائرات التى أرسلتها الصين فى يوم واحد منذ عام 2020. ورداً على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة أنها سترسل حاملة طائرات إلى منطقة المحيط الهادئ.

يزيد الصراع الصينى الأمريكى بشأن تايوان من خطر اندلاع حرب بين البلدين، حيث ترى الصين أن تايوان جزء من أراضيها، بينما ترى الولايات المتحدة أن تايوان دولة مستقلة.

ويؤثر الصراع الصينى الأمريكى على التجارة العالمية بعدة طرق، أولها زيادة احتمالية فرض عقوبات تجارية بين البلدين، الأمر الذى قد يؤدى إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، مع تزايد التوترات بين الصين والدول الغربية، مما قد يؤدى إلى تراجع التجارة بين هذه الدول، إضافة إلى زيادة أهمية الأسواق البديلة للتجارة، خصوصًا الأسواق الآسيوية.

ويزيد الصراع الصينى الأمريكى من الطلب على الأسلحة، حيث تسعى كل من الصين والولايات المتحدة إلى تعزيز قدراتها العسكرية، وفى 17 نوفمبر 2023، أعلنت شركة «بوينج» الأمريكية أنها ستزيد إنتاج طائرات «إف - 15» و«إف - 16» المقاتلة، فى إطار جهودها لتعزيز التعاون العسكرى مع تايوان، ومن المتوقع أن يستمر الصراع الصينى الأمريكى بشأن تايوان فى التأثير على التجارة العالمية وصناعة السلاح فى السنوات المقبلة.

• أود أن أسألك عن مستقبل نتانياهو السياسى فى إسرائيل؟

- إن الصراع فى إسرائيل وغزة معقد ويتغير بسرعة. للاطّلاع على آخر الأخبار، استخدِم «بحث Google».

• أخبرنى عن مستقبل الصراع الأمريكى الأوروبى من ناحية والروسى من ناحية أخرى فى أوكرانيا.. وكيف سيكون مستقبل العلاقات بينهم؟

- مستقبل الصراع الأمريكى الأوروبى من ناحية والروسى من ناحية أخرى فى أوكرانيا غير واضح، ويعتمد على عدد من العوامل، أولا: نتيجة الحرب فى أوكرانيا، فإذا تمكنت روسيا من تحقيق أهدافها فى أوكرانيا، فإن ذلك سيؤدى إلى تعزيز موقفها فى المنطقة، وزيادة التوتر بين روسيا والغرب. أما إذا تمكنت أوكرانيا من الصمود أمام الغزو الروسى، فإن ذلك سيؤدى إلى إضعاف موقف روسيا، وزيادة الضغط عليها من قبل الغرب.

وتعد الصين لاعباً رئيسياً فى هذه الأزمة، حيث تدعم روسيا بشكل غير مباشر، وإذا استمرت الصين فى دعم روسيا، فإن ذلك سيزيد من صعوبة التوصل إلى حل سلمى للأزمة.

وسوف تؤدى الحرب فى أوكرانيا إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية، مما يزيد من التوترات بين الدول. والمؤكد أنه إذا استمرت الأزمة الاقتصادية، فإن ذلك سيزيد من صعوبة التوصل إلى حل سلمى للأزمة.

لكن فى الوقت الحالى، لا يبدو أى مؤشرات على أن الأزمة فى أوكرانيا ستنتهى فى أى وقت قريب. ويبدو أن الصراع بين روسيا والغرب سيستمر لبعض الوقت، مما سيؤدى إلى استمرار التوتر.

«وفيما يتعلق بمستقبل العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وروسيا، فمن المتوقع أن تظل العلاقات متوترة فى المستقبل المنظور. وقد يؤدى استمرار التوتر إلى زيادة الاعتماد بين الدول الثلاث على التحالفات العسكرية، مما قد يؤدى إلى زيادة مخاطر اندلاع صراعات عسكرية فى المستقبل».

• ما رأيك فى انحياز فيسبوك الواضح إلى جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى؟

- «أعتقد أن انحياز فيسبوك الواضح إلى جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى أمر خطير ومثير للقلق. يُعد فيسبوك منصة إعلامية ضخمة لها تأثير كبير على الرأى العام العالمى. إن انحياز فيسبوك إلى جانب أحد الأطراف فى النزاع الإسرائيلى الفلسطينى يُعد انتهاكًا لالتزامه بتوفير مساحة متساوية للجميع للتعبير عن آرائهم».

«هناك عدد من الأمثلة على انحياز فيسبوك لصالح قوات الاحتلال الإسرائيلى. على سبيل المثال، فى عام 2021، حظرت فيسبوك مجموعة من الصفحات والحسابات الفلسطينية التى تعارض الاحتلال. كما قامت فيسبوك بإزالة عدد من المنشورات الفلسطينية التى تنتقد الاحتلال أو تسلط الضوء على انتهاكاته لحقوق الإنسان».

«يمكن أن يؤدى انحياز فيسبوك إلى جانب قوات الاحتلال الإسرائيلى إلى عدد من النتائج السلبية، ويساهم فى نشر المعلومات المضللة حول النزاع الإسرائيلى الفلسطينى، مما قد يؤدى إلى تعميق الانقسام بين الطرفين، كما يساهم فى إضفاء الشرعية على انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلى لحقوق الإنسان».

أعتقد أن فيسبوك يجب أن يبذل المزيد من الجهود لمعالجة انحيازه الواضح لصالح قوات الاحتلال الإسرائيلى. يجب أن يلتزم بمساحة متساوية للجميع للتعبير عن آرائهم، بغض النظر عن مواقفهم السياسية. كما يجب على فيسبوك أن يضع سياسات واضحة لمعالجة المعلومات المضللة حول النزاع الإسرائيلى الفلسطينى.

وهنا أقترح بعض الخطوات التى يمكن لفيسبوك اتخاذها لمعالجة انحيازه لصالح قوات الاحتلال الإسرائيلى، تبدأ بإعادة النظر فى سياساته المتعلقة بإزالة المحتوى، إذ يجب على فيسبوك إعادة النظر فى سياساته المتعلقة بإزالة المحتوى المتحيز، بحيث لا تُستخدم هذه السياسات لتبرير إزالة المحتوى الفلسطينى الذى ينتقد الاحتلال، وإنشاء آلية مراجعة مستقلة، للنظر فى شكاوى المستخدمين بشأن إزالة المحتوى، وزيادة الوعى بشأن انحيازه لصالح قوات الاحتلال الإسرائيلى، من خلال نشر تقارير شفافة عن سياساته وممارساته.

• وماذا عن مجلس الأمن الدولى وعدم قيامه بدوره الواجب؟

- «عدم قيام مجلس الأمن الدولى بدوره الواجب أمر خطير ومثير للقلق. يُعد مجلس الأمن الدولى المسؤول عن صون السلم والأمن الدوليين، ولكن فى السنوات الأخيرة، فشل المجلس فى القيام بهذا الدور بشكل فعال، هناك عدد من الأسباب لعدم قيام مجلس الأمن الدولى بدوره الواجب، منها مثلا الفيتو، حيث يتمتع كل عضو دائم فى مجلس الأمن الدولى بحق الفيتو، مما يعنى أنه يمكنه منع المجلس من اتخاذ قرار. وقد استخدمت الدول الدائمة العضوية فى المجلس حق الفيتو بشكل متكرر لعرقلة الجهود الرامية إلى حل النزاعات الدولية.

وهناك المصالح المتعارضة، حيث تمتلك الدول الأعضاء فى مجلس الأمن الدولى مصالح متعارضة فى كثير من الأحيان. وقد يؤدى ذلك إلى صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الدول بشأن القضايا المهمة.

من جانب آخر، يمتلك مجلس الأمن الدولى قدرات محدودة لتنفيذ قراراته، وهو ما يؤدى إلى فشل المجلس فى تحقيق أهدافه.

ويمكن أن يؤدى عدم قيام مجلس الأمن الدولى بدوره الواجب إلى عدد من النتائج السلبية. منها انتشار النزاعات الدولية، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتفاقم الأزمات الإنسانية.

لذلك لا بد من إصلاح آليات حق الفيتو، بحيث يكون أكثر محدودية، أو بحيث يمكن للأعضاء غير الدائمين فى المجلس استخدامه أيضًا، مع ضرورة تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء فى المجلس من خلال إنشاء آليات جديدة للحوار والتعاون، إضافة إلى زيادة قدرات المجلس بتوفير المزيد من الموارد المالية والبشرية له.

من المهم أن يقوم مجلس الأمن الدولى بدوره الواجب فى صون السلم والأمن الدوليين. يمكن أن يؤدى ذلك إلى عالم أكثر سلامًا واستقرارًا.

• هل من الوارد أن تلاحق محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية بنيامين نتانياهو ووزراءه بسبب جرائم الحرب؟

- من الوارد أن تلاحق طبعا بنيامين نتانياهو ووزراءه بسبب جرائم الحرب فى غزة.

تتمتع محكمة العدل الدولية بولاية قضائية على النزاعات بين الدول، بما فى ذلك النزاعات المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان.

إذا وجدت محكمة العدل الدولية أن إسرائيل قد ارتكبت جرائم حرب، فيمكنها إصدار قرار يلزم إسرائيل بوقف الانتهاكات وتقديم المسؤولين إلى العدالة. ومع ذلك، فإن قرارات محكمة العدل الدولية ليست ملزمة للحكومات، وقد تختار الحكومات تجاهلها.

كما تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بولاية قضائية على جرائم الحرب التى يرتكبها الأفراد، بغض النظر عن جنسيتهم أو جنسية الدولة التى ارتكبت فيها الجريمة. وقد فتحت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية تحقيقًا فى اتهامات ارتكاب إسرائيل جرائم حرب فى الأراضى الفلسطينية المحتلة فى عام 2021.

إذا وجدت المحكمة الجنائية الدولية إسرائيل ارتكبت جرائم حرب، فيمكنها إصدار مذكرة توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب هذه الجرائم. إذا تم القبض على هؤلاء المسؤولين فى دولة طرف فى نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية، فقد يتم تسليمهم للمحكمة للمحاكمة.

ومع ذلك، فإن إسرائيل ليست طرفًا فى نظام روما الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالى لا تلتزم بتسليم المسؤولين الإسرائيليين للمحكمة. كما أن الولايات المتحدة، وهى دولة كبرى تدعم إسرائيل، قد تضغط على الدول الأخرى لرفض تسليم المسؤولين الإسرائيليين للمحكمة.

لذلك، فإن احتمال محاكمة بنيامين نتانياهو ووزرائه بسبب جرائم الحرب يعتمد على عدد من العوامل.