السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

دولة فلسطينية مستقلة

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، فى القمة الاستثنائية لمجموعة «البريكس»، التى انعقدت لمناقشة التطورات الإقليمية فى الشرق الأوسط، خاصة الأوضاع فى قطاع غزة. وألقى الرئيس كلمة خلال القمة ثمّن فيها قرار قمة «البريكس» بجوهانسبرج بدعوة مصر للانضمام إلى التجمع وهى الدعوة التى أؤكد ترحيب بلادى بها، معرباً عن ثقته فى أن ذلك سيتيح لنا تعزيز التعاون والتنسيق المشترك على أساس مبادئ التضامن، والاحترام المتبادل، واحترام القانون الدولى. 



 

وقال الرئيس: إن قمتنا هذه تأتى فى توقيت حرج يشهد فيه الفلسطينيون تصعيداً مُستمراً، فى قطاع غزة والضفة الغربية أودى بحياة آلاف المدنيين، ثُلثاهم من النساء والأطفال كما تعرض القطاع بأكمله إلى عقاب جماعى وحصار وتجويع وضغوط من أجل التهجير القسرى وأتت هذه المشاهد الإنسانية القاسية لتكشف عجز المجتمع الدولى وجمود الضمير الإنسانى.

 

وتابع: لقد رحّبت مصر بالجهود الدولية الرامية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين فى قطاع غزة وفى مُقدمتها قرار مجلس الأمن 2712 الذى دعا إلى التوصل العاجل إلى هدن وإنشاء ممرات إنسانية مُمتدة فى جميع أنحاء القطاع وتدعو مصر فى هذا الإطار المجتمع الدولى للضغط على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال من أجل الامتثال لتنفيذ هذا القرار.

 

وشدد الرئيس على أن مصر عارضت وأدانت قتل المدنيين من جميع الأطراف، وتدين فى ذات الوقت وبأشد العبارات استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وخاصةً المستشفيات، مؤكداً أن المجتمع الدولى يتحمل مسئولية إنسانية وسياسية لإنقاذ المدنيين فى غزة، مؤكدا وقف هذه الممارسات اللاإنسانية التى تجعل الحياة والمعيشة فى غزة مستحيلة، مما يُجبر الناس على ترك بيوتهم وأراضيهم.

 

أكد الرئيس أن مصر تبذل جميع الجهود من أجل تخفيف مُعاناة الفلسطينيين فى غزة، حيث قامت بفتح معبر رفح الحدودى منذ اللحظة الأولى لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع، وخصّصت مطار العريش لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم ولكن تتسبب الآليات الموضوعة من السلطات الإسرائيلية فى تعطيل وصول المساعدات لمُستحقيها، ومن ثَمّ فإن ما يدخل غزة من المساعدات أقل بكثير من احتياجات أهلها وهو ما يتطلب وقفة من المجتمع الدولى.. لضمان نفاذ المساعدات بالكميات المطلوبة لإعاشة أهالى غزة.

 

وجدد الرئيس تأكيده أن مصر كانت ولا تزال تُعارض الضغط على الفلسطينيين فى قطاع غزة وتقف ضد محاولات إرغامهم على ترك أرضهم وبيوتهم، سواء بشكل فردى أو جماعى، كما تقف مصر ضد أى محاولات لتهجير الفلسطينيين بشكل قسرى داخل أو خارج غزة، خاصةً أن ترك الفلسطينيين لأرضهم مخالفة جسيمة للقانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى كما أن أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لا تزيد الموقف إلا تأزيماً وتعقيداً.

 

وأضاف أن المجتمع الدولى يقف صامتاً كذلك أمام عُنف غير مُبرر من قبل المستوطنين إزاء الفلسطينيين فى الضفة الغربية وأمام ما تشهده الضفة من اقتحامات عسكرية يومياً من قبل الجيش الإسرائيلى وهى كلها سياسات مرفوضة تسهم فى إشعال المنطقة وزيادة مناطق التوتر بها.

 

واختتم الرئيس كلمته بالقول: إن الأولويات المصرية فى المرحلة الحالية تتمثل فى وقف نزيف الدماء من خلال الوقف الفورى لإطلاق النار والنفاذ الآمن والمُستدام للمُساعدات الإنسانية وتجنُب استهداف المدنيين والمُنشآت المدنية فى قطاع غزة، مشدداً على ضرورة تسوية جذور الصراع والتعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.