الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لم يعد الصمت خيارًا

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة إلى القمة الافتراضية لمجموعة العشرين G20، أعرب فى بدايتها عن فائق الامتنان لفخامة رئيس وزراء الهند على تنظيم القمة فى خضم تصاعد حدة التوترات الجيوسياسية العالمية، فضلاً عن استمرار تداعيات الأزمات الاقتصادية الدولية المتعاقبة وتراجع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتفاقم تحديات تغير المناخ، بالإضافة إلى حالة الاستقطاب والانتقائية التى تتفاقم فى النظام الدولى.



وقال الرئيس: لعل أسلوب تفاعل المجتمع الدولى مع الحرب الدائرة فى الأراضى الفلسطينية يعد تجسيدًا لهذه الانتقائية التى نتحدث عنها، فلا تزال آلة الحرب تحصد المزيد من الأرواح وتخلّف الدمار والتشريد، رغم التحذيرات الدولية المتصاعدة بضرورة حماية المدنيين واحترام القانون الدولى، بالإضافة إلى ضرورة حصول الشعب الفلسطينى على حقه المشروع فى إقامة دولته والعيش بسلام وأمن بجانب إسرائيل.

وتابع: إن ما نشهده اليوم من أزمات وإن كانت ذات وجه سياسى وعسكرى، إنما تتماس وتتقاطع مع الاختلالات الاقتصادية العميقة التى يشهدها العالم والتى تنعكس سلبًا بقوة على تلبية حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية خاصة فى الدول النامية.

وأضاف: لقد أصبحت الحاجة لتطوير وإصلاح النظام العالمى، بشكل شامل، أمرًا لا مفر منه ويأتى على رأس ذلك: إصلاح الهيكل الاقتصادى والمالى الدولى بما يشمله من استحداث آليات تمويل فعالة وتعظيم الاستفادة من الآليات القائمة، ويضاف إلى ذلك إصلاح سياسات وممارسات بنوك التنمية متعددة الأطراف لتعزيز قدرتها على التمويل وفقًا لأولويات الدول النامية، فضلاً عن ضرورة احتواء إشكالية تنامى الديون السيادية للدول النامية بما فيها الدول متوسطة الدخل.

واختتم الرئيس كلمته قائلاً: «لم يعد الصمت خيارًا إزاء ما اندلع من أزمات، ولم يعد الانتظار والترقب حلاً لمواجهة السيناريوهات العالمية المحتملة، جيوسياسيًا واقتصاديًا، ودعونى أقول لكم: «إننا لا نملك رفاهية تأجيل العمل والمواجهة فالتحديات تفرض نفسها وتمتد وتتسع وتتشابك ولا بديل عن وقفة صدق مع الذات نحكم فيها الضمير الإنسانى وقيم العدل والإنصاف والموضوعية والمصالح المشتركة وبما يتيح لنا التغلب على الأزمات الخطيرة الراهنة والانطلاق بجهود التنمية وتحقيق الأمن نحو مستقبل أفضل للإنسانية بأسرها».