السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أمن مصر القومى خط أحمر

تضامنًا مع الشعب الفلسطينى، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر «تحيا مصر وفلسطين- استجابة شعب» باستاد القاهرة الدولى، وفى بدايته طلب من الحضور الوقوف «دقيقة حداد» على أرواح الضحايا.



 

وأكد الرئيس أن الدولة المصرية لم تغلق معبر رفح أبدًا، متابعًا: مهم أوى النقطة دى.. بقولكم الكلمة دى علشان شوفت الكثير من المغالطات.. إننا مش عاوزين أو بنقفل المعبر.. المعبر مفتوح بشكل مستمر.. وكنا مستعدين.

 

وأضاف: قبل موضوع 7 أكتوبر كان بيدخل 500 شاحنة يوميًا.. ولما يبقى فيه أزمة كبيرة كده.. مش من صفاتنا أو سماتنا أننا نقفل المعبر.

 

وتابع: الدور الكبير الذى قامت به مصر متمثل فى «كل المصريين» «جمعيات - منظمات - حياة كريمة - تحيا مصر».. كل الناس اشتركت علشان تخفف عن أهالينا فى قطاع غزة.. رغم ظروفنا الصعبة لكن عاوز أقولكم إن حجم المساعدات مقارنة بالمساعدات التى تم إدخالها خلال الكام يوم اللى فاتوا دول إحنا 75 % حجم اللى جه من الدنيا كله، وده مش منّ ولا حاجة لكن أقصد أقول بيه إن احنا كنا على قدر المسئولية وحاسين قد إيه نتحرك كلنا ونخفف عن أهلنا فى القطاع بالمساعدات اللى اتجهزت فى أسرع وقت.

 

وشدد الرئيس على أن الدولة المصرية لم تغلق معبر رفح، متابعًا: «فيه بعض القنوات قامت بالإساءة لينا.. معبر رفح لم يغلق أبدًا.. كان فيه إجراءات أخرى من الجانب الآخر.. علشان دخول الحاجة «المساعدات».. مهم اوى تعرفوا النقطة دى».

 

وأضاف: «بنتكلم كدولة فى إطار قواعد القانون الدولى لدينا إجراءات تهدف إلى دخول المساعدات.. مش هنشعل الموضوع أكثر ما هو مشتعل.. بقول لكل المصريين ولكل الناس فى الدنيا معبر رفح لم يغلق أبدًا ولن يغلق أبدًا فى وجه مساعدات تدخل القطاع».

 

ووجه الرئيس الشكر لكل المشاركين فى إعداد المساعدات لأهل فلسطين قائلًا: عاوزين ندخل أكبر حجم من المساعدات فى الظروف دى.. داخل القطاع فيه 2.3 مليون إنسان تحت الحصار محتاجين كل حاجة.. مياه وقود وأغذية وكل حاجة.. مستمرون فى الدعم والمساندة.. الشعب المصرى بكل طوائفه وفئاته وكل منظمات المجتمع المدنى.. اللى فات كوم واللى جاى كوم تانى».

 

وفى كلمته قال الرئيس: إنه لمن دواعى السرور والفخر، أن أتواجد فى هذا الجمع الكريم من أبناء مصر، الذين اجتمعوا من أجل الوطن والقضية.. جمعتهم مصر والعروبة.. ومن يتمسك بهما، فلن يضل ولن يتفرق أبدًا وإن سعادتى تبلغ مداها، وأنا أرى الأمل فى جمعنا هذا، ونحن نصوغ للمستقبل عنوانًا ونمهد له طريقًا وكما تعاهدنا معًا، بأن تظل وحدة المصريين واصطفافهم، هى الضامن لبقاء مصر، والثابت الذى لا يقبل التغيير.

 

وتابع: تواجه المنطقة العربية أزمة جسيمة، تضاف إلى سوابق التحديات التى تعانيها على مدار عقود، كما تواجه القضية الفلسطينية منحنى شديد الخطورة والحساسية، فى ظل تصعيد غير محسوب، وغير إنسانى اتخذ منهج العقاب الجماعى وارتكاب المجازر، وسيلة لفرض واقع على الأرض يؤدى إلى تصفية القضية، وتهجير الشـعب، والاسـتيلاء على الأرض.. ولم تفرق الطلقات الطائشة بين طفل وامرأة وشيخ.. بل دارت آلة القتل بلا عقل يرشدها، ولا ضمير يؤنبها.. فأصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية كلها.

 

وأكمل: منذ اللحظة الأولى لانفجار شرارة هذه الحرب، أدارت الدولة المصرية الموقف، بمزيج من الحسم فى القرار، والمرونة فى التحرك والمتابعة الدقيقة لمجريات الأمور، وتحديث المعلومات بشكل موقوت، والتواصل المستمر مع كافة الأطراف الفاعلة.. وقد تشكلت خلية إدارة أزمة، من كافة مؤسسات الدولة المعنية، تابعت عملها بنفسى وعلى مدار الساعة.

 

 

 

 

أردف الرئيس: كان قرارى حاسمًا، وهو ذاته قرار مصر - دولةً وشعبًا - بأن نكون فى طليعة المساندين للأشقاء فى فلسطين، وفى ريادة العمل من أجلهم ذلك القرار الراسخ فى وجدان أمتنا وضميرها، فمصر قد كتب تاريخ كفاحها، مقرونًا بالتضحيات من أجل القضية الفلسطينية، وامتزج الدم المصرى بالدم الفلسطينى على مدار سبعة عقود وقد كان حكم التاريخ والجغرافيا، أن تظل مصر هى الأساس، فى دعم نضال الشعب الفلسطينى الشقيق.

 

وأضاف الرئيس قائلًا: لقد بذلت مصر جهودًا صادقة ومكثفة، للحيلولة دون التصعيد لهذه الحرب، وذلك على كافة المستويات:

 

سياسيًا - قمنا بعقد أول قمة دولية بالقاهرة، بمشاركة دولية وإقليمية واسعة، من أجل الحصول على إقرار دولى، بضرورة وقف هذا الصراع، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.. كما كانت مشاركة مصر فى القمة العربية الإسلامية، مشاركة فاعلة وحيوية، حيث اتسقت مخرجاتها مع الموقف المصرى بصفة عامة.. كما كثفت الدولة اتصالاتها الدولية، مع القادة والمسئولين الإقليميين والدوليين، حيث أكدنا للجميع، الموقف المصرى الرافض والحاسم، لمخططات تهجير أشقائنا الفلسطينيين قسريًا، سواء من قطاع غزة، أو الضفة الغربية إلى مصر والأردن، حفاظًا على عدم تصفية القضية، والإضرار بالأمن القومى لدولنا.

 

وأكد الرئيس أن تهجير الفلسطينيين بالنسبة لمصر خط أحمر ولن نسمح به، مشددًا على أن: «مصر بتقول التهجير بالنسبة لنا خط أحمر.. خط أحمر.. لن نقبل به ولن نسمح به».

 

وقال الرئيس: احنا المصريين كنا دايما لينا موقف متعاطف وإنساني، واستقبلنا خلال السنوات الماضية فى أعقاب الصراعات التى حدثت فى المنطقة ملايين من الأشقاء الذين تضرروا، ولم نتكلم أبدًا ولم نشتكِ أبدًا ولم نطلب من أحد أبدًا أى دعم فى هذا الأمر.

 

وجدد الرئيس التأكيد على أن مصر لم تغلق معبر رفح أبدًا.. مضيفًا: عندما التقيت بالمتطوعين من أبناء مصر وبناتها اللى بيقوموا بتسهيل وتقديم المساعدات إلى القطاع.. بقولكم يا مصريين لازم تعرفوا إن معبر رفح لم يغلق أبدًا.. وده خلال الفترة اللى فاتت بكررها تانى.. فيه ناس كتير سمعت كلام من هنا وهناك.. وانتوا عارفين كويس إننا صادقين معاكم وإن شاء الله لا نكذب أبدًا.

 

وأكمل: المعبر لم يغلق أبدًا ولكن تم قصف المعبر من جانب القوات الإسرائيلية 4 مرات من الجانب الفلسطينى.. كان مهم نحافظ على أرواح الناس اللى بتنقل المساعدات وننتبه إلى الإجراءات.. وفى النهاية عاوزين المساعدات تخش.

 

وأضاف: أكدنا على ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، والعودة لطاولة المفاوضات، للوصول إلى سلام عادل وشامل، وقائم على إقرار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الشقيق، وفى مقدمتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وعاصمتها «القدس الشرقية». 

 

وإنسانيًا - كان القرار باستمرار فتح معبر رفح البرى، لتدفق المساعدات الغذائية والطبية والوقود، وكذا استقبال الجرحى والمصابين، على الرغم من ضراوة وشدة القتال، إلا أننا حافظنا على استمرار فتح المعبر وقد بلغت المساعدات التى قامت الدولة المصرية بإدخالها إلى قطاع غزة، حوالى «12» ألف طن، نقلتها «1300» شاحنة، منها «8400» طن قدمتها الدولة المصرية، من خلال الهلال الأحمر المصرى، والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى وصندوق تحيا مصر.

 

وأوضح: خصصنا مطار العريش الدولى، لاستقبال طائرات المساعدات القادمة من الخارج، بإجمالى «158» رحلة جوية وقد تكللت الجهود المصرية، المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية والأشقاء القطريين، فى الوصول لاتفاق هدنة إنسانية لمدة «4» أيام.. قابلة للتمديد.

 

واختتم الرئيس كلمته قائلا: أؤكد لكم بعبارات واضحة، وكلمات صادقة، بأننا عاقدون العزم على المضى قدمًا، فى مواجهة هذه الأزمة، متمسكين بحقوق الشعب الفلسطينى التاريخية، وقابضين على أمننا القومى المقدس نبذل من أجل ذلك الجهد والدم متحلين بقـوة الحكمة، وحكمـة القـوة.. نبحث عن الإنسانية المفقودة بين أطلال صراعات صفرية، تشعلها أصوات متطرفة، تناست أن اسم الله العدل، يجمع البشر من كل لون ودين وجنس.. وأن السلام هو خيار الإنسانية، ولو ظن أعداؤها غير ذلك.. ولندعو الله أن يكلل جهودنا من أجل السلام بالنجاح، وتضحياتنا من أجل الإنسانية بالتوفيق.. مصطفين من أجل الوطن وأمنه، تجمعنا القضية وثوابتها.. وتحيا مصر.. تحيا فلسطين.