السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
ماسك ومارك.. ومعارك السوشيال ميديا!

ماسك ومارك.. ومعارك السوشيال ميديا!

يبدو أن الأزمات والمعارك فى عالم السوشيال ميديا باتت أمرًا لا يمكن تفاديه أو تجاهله أو الإقلال من خطورته، خاصة أنها تزداد حدة ولها عواقب فى حياتنا نحن!



 

 

فى أجواء ما يحدث فى غزة تعالت الأصوات أن فيس بوك وصاحبه مارك زاكربرج بيغربلوا ( والبركة فى الخوارزميات ) كل ما يشير من قريب أو من بعيد الى معاناة غزة أو مساندة فلسطين أو إدانة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي. فى الجبهة المقابلة لم تتوقف الانتقادات الموجهة لـ«تيك توك» على أساس أنه تحول فى الأسابيع الماضية لمصدر قلق وإزعاج لبثه الأكاذيب والرسالة المعادية للسامية هكذا تقول الأطراف المؤيدة لإسرائيل وحربها ضد حماس!

 

ومن ثم تتواصل الطلبات وبالتالى تتنامى الاحتجاجات المطالبة بتلجيم «تيك توك» أو ربما منعه. وأى حديث عن «تيك توك» يعنى الحديث عن الأداة الصينية فى عالم السوشيال ميديا ومن ثم يرى البعض أنها تعمل من أجل إثارة القلاقل ونشر الفرقة بين فئات المجتمع. 

 

كما أن الملياردير إيلون ماسك صاحب إكس (تويتر سابقا) تم اتهامه بمعاداة السامية  وتوبيخه وانتقاده بشدة وشراسة لتبنيه أو نشره لخطاب معاد لليهود! هذا ما تم التلويح به علنا وبشكل مكثف. وبدأت شركات كبرى مثل آبل وديزنى وأى بى إم فى وقف إعلاناتها على إكس.

 

ومثلما صارت الطائرات المسيرة (درونز) تلعب دورا كبيرا فى قلب موازين القوى فى المعارك العسكرية فإن السوشيال ميديا أصبحت الأداة أو الوسيلة الأكثر انتشارا وتأثيرا فى معارك السرديات وكشف الأكاذيب وكسب الرأى العام خاصة لدى الأجيال الجديدة.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

 

يحدث كل هذا وساحات تصادم عديدة يشهدها حاليا الغرب الأمريكى حيث عمالقة تكنولوجيا المعلومات وأباطرة الانطلاقات والابتكارات التى شاهدناها وعشناها فى السنوات الأخيرة وصرنا ندمنها سواء من خلال السوشيال ميديا، أو من خلال المارد القادم «الذكاء الاصطناعى» بنسخه المتجددة.

 

وقد لاحظ المراقبون أن هؤلاء العمالقة فى معاركهم وصداماتهم يحركهم غالبا مصالحهم ومكاسبهم المادية وأيضا ذواتهم المتضخمة تلك التى لا تريد المنافسة ولا تقبل الهزيمة فى أى معركة أو مواجهة. خصوصا أننا نتحدث عن عشرات المليارات من الدولارات.

 

مساء يوم الجمعة 17 نوفمبر فقد سام ألتمان (39 عاما) أحد مؤسسى تشات جى بى تى ورئيس مجلس إدارة Open AI وظيفته، حيث تم الاستغناء عنه أو إزاحته أو الإطاحة به من جانب مجلس الإدارة.على أساس أنه لم يعد موضع ثقة لديهم. وقد تجاوزت قيمة الشركة مؤخرا الـ 80 مليار دولار .

 

نعم فقد ألتمان وظيفته أو منصبه ولكن لم يفقد مكانه ومكانته فى تاريخ الذكاء الاصطناعي. هكذا علق أحد الخبراء. 

 

القرار أثار العديد من التساؤلات حول أسباب التخلى عنه أو إبعاده خاصة أن ألتمان صار نجمًا فى ساحات الإعلام والسياسة على أساس أنه كان يعرف ويدرك ويملك مفاتيح عصر جديد دخلنا فيه جميعا. «عصر الذكاء الاصطناعى» بما له وبما عليه وبما يمكن أن يكون عليه.

 

ألتمان كان يتكلم ويصف الوضع الآن وأيضا ينبه ويحذر الكونجرس والإدارة من تداعيات هذا الابتكار وشراسته وقدرته على التوغل والتغول فى حياتنا، والأمر الأخطر الذى طرح نفسه مع تغلغل الذكاء الاصطناعى فى حياتنا هو كيف يمكننا أن نلجم هذا الابتكار الجامح؟ وهل من سبل لوضع قواعد وتشريعات تحد من تهوره، وتتحكم أو تحكم تطوراته وتحركاته المريبة والمخيفة. هذا الصراع حول الإسراع بالتواجد وبسط النفوذ بأدوات الذكاء الاصطناعى بالتأكيد له دور فى الصدام الذى حدث بين أعضاء مجلس الإدارة ورئيسه ألتمان.

 

الكل غاضب من السوشيال ميديا وانحيازها المزرى (كما يوصف) للطرف الآخر فى كل المواجهات التى تحدث فى دنيانا .. وإذا تساءلت ومن الطرف الآخر؟ يأتى الجواب سريعًا وحاسماــ يعنى مش احنا ـ  وذلك حسب ما يقوله ويردده كل طرف فى كل لغة .. صارخًا أين حرية الرأى والتعبير التى تدعونها ؟!

وبالتأكيد أنت تعرف وتدرك جيدا أن وسط الصخب الإنترنتى تتعالى الأصوات وتختلط الأوراق وتهيمن المزايدات ولو كانت هناك أصوات عاقلة فانها تتراجع أو تختفى إن عاجلاً أو آجلاً.