الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
النصب الإلكترونى.. زاد 6 أضعاف!

النصب الإلكترونى.. زاد 6 أضعاف!

حكايات توجع القلب يرويها ضحايا جرائم النصب الإلكترونى فى بريطانيا..



ويتوجهون إلى الحكومة والبوليس والبنوك وشركات السوشيال ميديا العملاقة، لمنع هذه الجرائم ومطاردة مرتكبيها والقبض عليهم وسجنهم واستعادة ما نهبوه من أموال.

 

بعضهم وقع تحت تأثير عمليات الاحتيال التى تتم عبر مواقع المواعدة أو «فايس بوك» أو«انستجرام» أو«واتساب».. وآخرون تلقوا مكالمات تليفونية أو رسائل إلكترونية «إيميلات» أو نصية «تكست».

ليس هذا فقط بل إن عصابات النصب المحترفة لجأت حديثًا لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعى فى عملياتها.. حيث تتم إعادة استخدام صوت شخص يعرفه أو أحد الأقارب لتسمعه يطلب منك مساعدته ماليًا للخروج من موقف حرج أو تسديد مبلغ من المال.

 كل ساعة وكل يوم

من الضحايا من فقد «تحويشة العمر»..وآخرون فقدوا آلاف الجنيهات نتيجة عمليات الخداع المتواصلة كل ساعة وكل يوم، وبلغ مجموعها فى السنة المنتهية فى مارس الماضى 3 ملايين ونصف مليون جريمة..  وحسب بيانات هيئة الإحصاء البريطانية فإن الجرائم الإلكترونية فاقت هذا العام مختلف أنواع الجرائم الأخرى وزاد عددها عن مجموع كل الجرائم الأخرى كالسرقة والقتل والنهب والاغتصاب والقتل العشوائى بالسكاكين!

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

وتشير البيانات إلى أن حجم عمليات النصب الإلكترونى تضاعف ستة أضعاف وأن سبعة من كل عشرة بالغين فى بريطانيا تعرضوا لعمليات نصب من هذا النوع ومجموع هؤلاء يساوى أكثر من ستة ملايين إنسان.

والحكايات لا تنتهى، وأساليب الاحتيال لا آخر لها، وأجرى أحد البنوك الكبرى دراسة استطلاعية على أكثر من ألفين من عملائه بإشراف إدارة مكافحة النصب التى أنشأها البنك حديثًا مع تفاقم الوضع.

يقول «ستيوارت سكينر» مدير مكافحة جرائم النصب فى بنك «نات وست» الذى أشرف على البحث:

- مع الزيادة الملحوظة فى أساليب النصب الإلكترونى التى يستخدمها محترفو هذه الجرائم، أصبحت مهمة ملاحقة جرائمهم أصعب وتزداد صعوبة بالنسبة إلى الضحايا.. فى كيفية رصد الجريمة وتفادى الوقوع فى شباك المجرم، وضبط جريمته.

 عشر طرق للنصب 

وتشير الدراسة إلى عشر طرق يستخدمها النصابون فى عملياتهم، أهمها استخدام عناوين إلكترونية مزورة ومواقع إنترنت لا وجود لها فى الواقع بهدف الحصول على البيانات البنكية للضحية، وبالتالى سحب مدخراتها.

ومن الخدع التى يلجأ إليها المجرمون، ادعاء أنهم يمثلون هيئات رسمية أو بنوك وحتى البوليس أو مصلحة الضرائب أو شركات الكهرباء وغيرها.

وهناك خدعة أخرى شائعة هى إبلاغ الضحية أن مبلغًا من المال مستحق لها ويطلب منها بيانات حسابها البنكى لتحويل المبلغ بسرعة قبل أن يفوت الوقت.

وهناك أساليب أخرى، ففى «فايس بوك» توجد سوق مفتوحة تعرض منتجات وخدمات عديدة بأسعار مغرية، لكنك فى كثير من الحالات تدفع ثمن ما رغبت فى شرائه، ثم تنتظر وتنتظر فلا يصلك ما طلبت، لماذا؟ لأن الشركة التى عرضت البضاعة كانت شركة وهمية هدفها الحصول على أموالك ثم الاختفاء. فإذا بحثت عنها على الموقع بعد فترة..لا تجدها.. تبخرت! 

شركات الميديا تشارك فى الجريمة

وأشهر أساليب النصب والخداع تتم عن طريق «فايس بوك» وذلك بدعوى الوقوع فى علاقة غرامية مع الضحية ثم مع امتداد العلاقة يتم الاحتيال والفوز بمبلغ محترم من مالها وربما كل ما ادخرته.

«ديفيد بوستينجز» رئيس مكتب «يوكايه فاينانس» المعنى بمكافحة جرائم المال يوجه الاتهام مباشرة إلى شركات الميديا العملاقة مالكة مواقع «فايس بوك» و«انستجرام» و«واتساب» بأنها مسئولة عن معظم عمليات النصب الإلكترونى التى تقع من خلال منصاتها ومواقعها، بل ويتهمها بأنها تشجع هذه العمليات حيث تحقق من ورائها أرباحًا بالمليارات.

يقول «إن شركات التكنولوجيا الرقمية هذه لا تقدم مليمًا واحدًا لتعويض ضحايا النصب الذى يتم عبر منصاتها، وعليها أن تحمى عملاءها من هذه الجرائم بالتحقق من هوياتهم، والتأكد من أن كل شىء يسير بطريقة قانونية..بلا نصب ولا خداع».