الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لحظات ثقيلة

ريشة: هانى حجاج
ريشة: هانى حجاج

فتح رسائله، فوجدها قد أرسلت باقة ورد وتمنيات بصباح سعيد، رد هو الآخر بباقة ورد وكلمات بعذوبة الحب المباح، وتجاذبا أطراف الحديث ككل صباح، ولكنها فاجأته بطلب الفراق، نزلت كلماتها عليه كصاعقة من السماء، ساد الصمت لحظات، حتى تمالك نفسه واستعاد أنفاسه، وسألها لِمَ هذا القرار، فألصقت التهمة للظروف.



حاولت كثيرًا إثناءها عن القرار، ذكرتها بوعودها التى قطعتها على نفسها بالاستمرار، لكن دون جدوى، حتى كدت أن أنهار، ومرت ساعات الصباح ثقيلة، ومر اليوم وأنا فى انتظار لعلها تعود عن القرار، اقلب فى رسائلها، عليّ أجد مايطمئنى، ولكن فى كل مرة أعود أنا والخيبة سواء، توهت وتاهت نفسى، غير مصدق ما حدث وكأنه حلم وراح، وأتى المساء، وانتظرت البشرى ولكن مر الوقت بعناء، فقررت النوم حتى أتخلص من دوار الأفكار برأسى مما سبب لى الصداع، ولكن النوم أبى أن يمنحنى حتى فرصة الاسترخاء، فنهضت وأشعلت سيجارتى فأنا وهى سواء، كلانا يحترق، ومرت الساعات ثقيلة وأنا يحدونى الأمل والرجاء، لعلها يأخذها الشوق والحنين إليّ، فتعدل عن القرار، وتنجح مشاعرها وقلبها أن يتغلب على تفكيرها وعقلها الذى طالما أخبرتنى أنها تحتكم إليه فى الاختيار. ولكن على ما يبدو أن مشاعرها فشلت ونجح عقلها في  الصمود وعدم العدول عن القرار.

مر الوقت بطيئا حتى لاح الصباح، وأنا مازلت أنتظر نزول رحمة السماء، ومرت الساعات حتى جاء البشير برسالة منها  كما اعتادت كل صباح، وحاولت أن أفهم، قالت: لا تسأل، المهم عادت، وسنعود لحديث الحب المباح.