الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الغاضب والغاصب

ريشة: منه الصياد
ريشة: منه الصياد

يا غاضبٍ تمهل، وكن مستعدًا 



مقلاع النصر يناديك «أقبل» 

هيا صوّر كل يوم مشاهد حيةَ

تذكر؛ عند الوديان الأيائل بالقرب من رَيَّةٌ:

تقف فى؛ صفوف منظمة عظيمة ترتوى

من ظمأ الشمس الحارقة 

عند شطوط النهر تنتظرها    فكاك التماسيح

انظر قلوبها الرقيقة

قد علقتها على فروع الأشجار العالية 

و قد ظنت إنها فى مأمن من هجومها 

أ تعاند القدر؟!

القدر الذى استدار مع دوامات مياه النهر 

وبينما أجساده التاركة قلوبها  رّيَةُ

ترفرف مع زخات المطر 

حزينة القلوب، على أجسادها 

المنهارة بين هذه الفكاك الغادرة 

قُطِفت معها أغصان الشجر 

شددت من شرايينهاٍ أوتارًا 

نصبت قيثارتها أيقونة 

عزفت لحنًا حزينًا 

لحنًا جنائزيًا قديمًا 

قديمٌ منذ أنشده 

إله الموت أنوبيس 

غردّت لها العصافيْر 

تناجى الموج يجمع أشلاء الأيائل 

مثلما فعلت أيزو ريس 

دماؤها انتشرت فى النهرٍ

أينعت من الدم زنابق حمراء

  معلومة النبتة.…

تصارع هروب الزمن 

من بين غروب الشمس وشروقها 

بوادر الحب القادم من عبق التاريخِ

القديم الذى دُفنَ فى غياهب النسيانِ

فى صندوق عاجى لا يُفتحَ

أُغلِقت أقفاله بسلاسل من أعصاب الجميع

الذين وُزِعت رؤوسهم على مناجل الزرع

تبقى الحدود لا تنهار

مهما جار عليها الزمان 

سوف تبقى حية أو ميتة 

تسبح تموج ولا تكل 

جفونها.. عيونها.. أذانها.. ثغرها 

رسالةٌ سابحةٌ

منزوعة الخطوط والكلمات 

هيئّتها صورة كيانها أيقونة 

سوف تذوب مع مياه النهر الخالدة 

تخصب رحم الأمهات 

فتنجب من جديد أيائل 

لا تباد لا تحيد

ترسم لوحة الوطن 

داخل حدود خرائط الزمن 

فهل تخفى شمسًا من أجلها ؟

جاء البشر ؟

يا قوم الحب تعالوا نتفق 

هاتوا الفجر الجديد 

هاتوا كتابًا جديدًا 

افتحوا صفحة تجرى 

فيها المواعيد تكتب أناشيد

أناشيد الحياة من جديد،

حتى لا ينجح الغاصب فيما يريد