الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

لا تصفية للقضية الفلسطينية

تعمل مصر على قدم وساق من أجل تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين فى قطاع غزة، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق أو إبطاء.



 

 

والمجلة ماثلة للطبع، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، الشيخ تميم بن حمد آل ثانى، أمير دولة قطر، حيث عقدا جلسة مباحثات تناولت التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة، وما يرتبط به من تحديات إقليمية، تدفع بالمنطقة فى اتجاهات خطيرة وغير محسوبة. 

 

وفى ذلك السياق، بحث الزعيمان أفضل السبل لحماية المدنيين الأبرياء فى غزة، ووقف نزيف الدم، حيث تم استعراض الجهود المكثفة الرامية لتحقيق وقف لإطلاق النار، واستدامة نفاذ المساعدات الإنسانية بالكميات التى تلبى احتياجات الشعب الفلسطينى فى غزة، كما تم تأكيد رفض أية محاولات لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطينى أو دول المنطقة، ورفض محاولات التهجير القسرى.

 

وأكد الجانبان استمرار التشاور من أجل وقف التصعيد الراهن للحد من معاناة المدنيين وحقناً لدماء الشعب الفلسطينى الشقيق، وصولاً إلى إقامة دولته المستقلة وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية وتحقيق السلام العادل فى المنطقة. 

 

وفى هذا الإطار تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى إطار التشاور المستمر بين الرئيسين بشأن الأوضاع فى قطاع غزة، حيث تم استعراض نتائج الاتصالات والتحركات الدبلوماسية الدولية والإقليمية لاحتواء الموقف، وأكد الرئيس ضرورة تكثيف الجهود لوقف إطلاق النار لحماية المدنيين، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق أو إبطاء.

 

 

 

وأعرب الرئيس الفرنسى عن تثمين بلاده للدور المصرى على المسارين السياسى والإنسانى، لا سيما على صعيد تقديم وتنسيق وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة، فضلًا عن استقبال المصابين الفلسطينيين وإجلاء الرعايا الأجانب، مستعرضًا الجهود الفرنسية الإغاثية ذات الصلة. 

 

واتفق الرئيسان على استمرار التنسيق والتشاور بشأن تطورات الوضع فى الشرق الأوسط، والعمل على حث الأطراف على إيجاد سبل لحل الأزمة، وصولًا لإحلال السلام وتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.

 

كما تلقى الرئيس اتصالًا هاتفيًا من «دينيس بيشيروفيتش» عضو مجلس رئاسة البوسنة والهرسك، الرئيس المقبل للمجلس.

 

وخلال الاتصال، تم تبادل وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، والتوافق حول ضرورة تكثيف الجهود الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتوفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية إلى أهالى قطاع غزة دون عوائق، فضلًا عن دفع مسار إحياء عملية السلام والتسوية العادلة والدائمة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.

 

 

إلى ذلك، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى، «وليام بيرنز»، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

 

وشهد اللقاء تأكيد قوة الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة، ودورها المحورى فى الحفاظ على الأمن والاستقرار بالشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأكيد الحرص المتبادل على تدعيم وتعزيز التعاون الراسخ بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصةً على الصعيدين الأمنى والاستخباراتى، بهدف دعم جهود استعادة الاستقرار فى المنطقة ومواجهة التحديات المتعددة فى هذا الصدد.

 

كما جرى التباحث حول عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة، حيث أكد الرئيس محددات الموقف المصرى فى هذا الشأن، خاصة ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار لحماية المدنيين، وتسهيل نفاذ المساعدات الإنسانية وعدم إعاقة تدفقها، فى حين أكد مدير المخابرات الأمريكية حرصه على مواصلة التنسيق المكثف مع الجانب المصرى بهدف حل الأزمة الحالية.

 

وتلقى الرئيس اتصالًا هاتفيًا من «جاستن ترودو» رئيس الوزراء الكندى، الذى حرص على تبادل الرؤى مع  الرئيس السيسى بشأن تطورات التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى قطاع غزة.

 

وأكد الرئيس ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وإنهاء المعاناة الإنسانية غير المسبوقة لأهالى غزة، مبرزًا الجهود المصرية لتقديم وتنسيق المعونات لأهالى القطاع والتواصل المكثف مع كافة الأطراف لتذليل العقبات أمام وصول تلك المساعدات دون إعاقة، وهو ما ثمنه رئيس الوزراء الكندى الذى أكد استعداد بلاده لتعزيز الإسهام فى جهود الإغاثة الإنسانية.

 

واتفق الجانبان على تأكيد أهمية نفاذ المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالى القطاع، مع ضرورة العمل بجدية على إعادة إطلاق المسار السياسى وصولًا إلى حل الدولتين.

 

كما تلقى الرئيس اتصالًا هاتفيا من «أورسولا فون ديرلاين» رئيسة المفوضية الأوروبية، لبحث تطورات التصعيد العسكرى الإسرائيلى فى غزة.

 

وتم استعراض الجهود الجارية لإدخال أكبر قدر من المساعدات الإنسانية لأهالى غزة فى ضوء الوضع الإنسانى المتدهور بالقطاع، وأعربت رئيسة المفوضية الأوروبية عن التقدير لمصر على دورها القيادى فى تقديم الدعم لأهالى غزة، خلال هذه الظروف الصعبة، وكذا تسهيل خروج أعداد من الرعايا الأجانب بالقطاع.

 

وأكد الرئيس السيسى أن الجهود المكثفة التى تقوم بها مصر لتنسيق الإغاثة الإنسانية الدولية ليست بديلًا عن ضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، مشددًا على المسئولية السياسية والأخلاقية للمجتمع الدولى عن التحرك الجاد والفاعل لحماية المدنيين الفلسطينيين ووقف سياسات العقاب الجماعى، ومؤكدًا فى هذا السياق رفض مصر القاطع لتصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل من خلال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، وضرورة العمل على التهدئة بما يتيح المجال أمام فتح المسار السياسى وصولًا إلى حل الدولتين، الذى يمثل الطريق الوحيد نحو السلام العادل والدائم فى المنطقة.