الجمعة 3 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

الأندية الشعبية فى أيامها الأخيرة؟!

برازيل مصر صارعوا الهبوط خلال موسمين متتاليين
برازيل مصر صارعوا الهبوط خلال موسمين متتاليين

باستثناء الأهلى والزمالك، تعيش الأندية الشعبية أزمات كبرى بعدما سيطرت المؤسسات والشركات والقطاع الخاص على جدول الدورى الممتاز وبات المصير البائس لفرق الأقاليم الشعبية هو الهبوط إلى الدرجات الأدنى.



 

وبعد هبوط  فريقى أسوان وغزل المحلة بنهاية الموسم الماضى للدورى الممتاز برزت أندية المؤسسات بقوة لا سيما أنها تضع ميزانيات كبيرة لشراء اللاعبين خاصة الأجانب، ما هدد الأندية الشعبية التى تعانى ماديا وتحتاج إلى أموال طائلة للإنفاق على كرة القدم بجانب بعض الألعاب الأخرى.

 

ودخل نادى «زد» فى الصورة لينضم إلى فريقى بيراميدز وفيوتشر عبر التعاقدات القوية للظهور بقوة فى تجربته الوليدة أما أندية المؤسسات والشركات مثل البنك الأهلى وفاركو وسيراميكا كيلوباترا, فتواصل هى الأخرى الاستعداد بطريقتها الخاصة عبر ضخ الأموال.

 

وتنتهح بعض الأندية سياسة عدم الإنفاق بكثرة مثل المقاولون العرب وإنبى مع الاعتماد على قطاع الناشئين والشباب للبحث عن المواهب وتصعيدهم وبيعهم بعد ذلك.

 

ويظل الإسماعيلى والمصرى والاتحاد السكندرى وهى من كبار الأندية الجماهيرية يقاومون تقدم أندية الشركات والمؤسسات بقوة حتى إن الدراويش صارع للموسم الثانى على التوالى الهبوط فى الأمتار الأخيرة من مسابقة الدورى..

 

كانت أغلب هذه الفرق تمتلك جماهيرية كبيرة فى محافظتها مثل الأوليمبى بالإسكندرية والمنصورة والقناة ومنتخب السويس والشرقية والمنيا وطنطا ودمنهور والترسانة والألومنيوم، ولكن كلها اختفت فى الدرجات الأدنى مع مرور الوقت.

 

المصرى البورسعيدى تاريخ تهدده الأزمات  المالية
المصرى البورسعيدى تاريخ تهدده الأزمات المالية

 

 

وبدأت ظاهرة أندية المؤسسات والشركات تظهر بكثرة فى السنوات الأخيرة حتى إن نحو 70 فى المائة من فرق مسابقة الدورى غير جماهيرية، ولا تتمتع بشعبية بين غالبية المصريين.

الدورى الإنجليزى

سيبدو غريبا أن يظهر مقعد شاغر فى أى مباراة بالدورى الإنجليزى مهما كان النادى كبيرا أو صغيرا ومن هنا تظهر قوة المنافسة، حيث يساهم الجمهور فى دعم فريقه سواء فى البريميرليج أو الشامبيونشب (الدرجة الأولى).

وعلى سبيل المثال إذا نشأ طفل فى مدينة بيرنلى وسكن ودرس فيها فبالتبعية يشجع فريق المدينة التى يعيش فيها، ومن هنا يأتى الانتماء وستكون تجربة إنفاق مبلغ من المال لمشاهدة المباريات داخل الملعب بمثابة فرصة لتقديم شىء يعين الإدارة على دفع الالتزامات، وبنسبة كبيرة لن يفكر فى تشجيع فريق آخر.

أما فى الشكل الحالى للدورى المصرى سيكون من الصعب على أندية الشركات أن تجد جمهورا يساندها فى المدرجات أو ينفق المال خلفهم لذا فإن توفير مصادر للدخل سيقع على عاتق الإدارة فقط أو رجل الأعمال الذى يرعى النادى وبما يحقق الدعاية اللازمة لشركته عبر بطولة الدورى.

كما أن فكرة الانتماء المزدوج تبدو ظاهرة حاضرة فى الدورى المصرى فجمهور دمنهور أو طنطا أو المحلة على سبيل المثال بالإضافة إلى تشجيع فريق مدينته فهو يميل إما للأهلى أو الزمالك فى أغلب الأحيان ولا يكرس تشجيعه لناد واحد.

من جهته أكد عمرو شاهين مدير التسويق السابق بالاتحاد الأفريقى لكرة القدم أنه من الصعب على الأندية الشعبية مواصلة الاستمرار فى نشاطها الكروى طالما أنه لا يوجد دخل واضح ينعش خزينتها، وإذا ما قرر أحد المستثمرين ضخ أموال فإنه سيصطدم بالكثير من المعوقات.

واستكمل: بالتأكيد المستثمر لا يرغب فى الاصطدام بالجميعة العمومية للنادى التى عادة ما تكون مطالبها الاهتمام بالنادى الاجتماعى، وليس كرة القدم فى المقام الأول وبالتالى يبتعد عن الاستثمار فى مثل هذه المشاريع، لذا يجب الفصل بين الأنشطة داخل الأندية الشعبية.

وأضاف أن المستثمر أصبح يفضل الأندية الخاصة لأنه سيدير أمواله بنفسه ولن ينزعج بطلبات أعضاء الجمعية العمومية وبالتالى سيبتعد عن الجماهير ويحاول بناء قاعدة جماهيرية خاصة به مع مرور الوقت ولكن الأمر سيستغرق سنوات طويلة.

وأكد على أن الدورى المصرى يحتاج إلى إعادة هيكلة بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة باعتبارها المصدر الرئيسى فى تقديم الدعم المادى لهم.

واختتم شاهين حديثه بالتأكيد أنه فى المجمل فإن الأندية الشعبية بما فيها الأهلى والزمالك لا تمتلك ملاعب خاصة بها وبالتالى سيشترى المستثمر الاسم فقط دون أن تظهر بنية تحتية قوية ضمن الأصول.

 

الانتماء المزدوج للأهلى والزمالك تواجه الأندية الشعبية
الانتماء المزدوج للأهلى والزمالك تواجه الأندية الشعبية

 

معاناة مادية

وتوقع علاء وحيد المتحدث السابق باسم النادى الإسماعيلى أنه فى حال استمرار الأوضاع على ما هى عليه، هبوط ناديه بالإضافة إلى الاتحاد السكندرى والمصرى البورسعيدى فى المواسم المقبلة بسبب صعوبة مواجهة أندية الشركات والمؤسسات وبعض رجال الأعمال لا سيما أن الدراويش يعانون ماديا.

وأشار إلى أن الأندية الثلاثة الجماهيرية هى الأقل فى الميزانية مقارنة بما تنفقه أندية رجال الأعمال والمؤسسات والشركات وبالتالى ستكون دائما مهددة بالهبوط.

وأوضح أن بعض الأندية الجماهيرية لا تمانع فى إنفاق 15 مليون جنيه للحصول على لاعب فى حين لا تملك الأندية الجماهيرية الاستمرار فى المنافسة للحصول على النجوم والمواهب، وأحيانًا كثيرة تعانى من عدم قدرتها على الانتظام فى دفع الرواتب.

وتناول وحيد الموقف الدقيق الذى عاشه الإسماعيلى فى الفترة الماضية بسبب القضايا التى يواجهها النادى فى الفيفا والتى احتاجت إلى نحو 60 مليون جنيه لتجنب إيقاف القيد أو الهبوط إلى الدرجة الأدنى.

وشدد على أنه حتى فى حال وجود مستثمر يمكنه ضخ نحو 200 مليون جنيه لإنفاقها على فريق الكرة فإنه يعانى بسبب بعض البيروقراطية واللوائح لأن قانون الرياضة لا يسمح إلا بالاستثمار بنسبة 49 % من أسهم شركة الكرة وبالتالى لا يحقه له الإدارة.

بينما أكد خالد الطيب عضو مجلس إدارة النادى الإسماعيلى أن الدورى المصرى لا يمكن أن يستمر بدون الأندية الشعبية مشيرا إلى أن السبب الرئيسى فى الانهيار يرجع إلى السماسرة الذين رفعوا أسعار اللاعبين بشكل غير مبرر.

وأضاف أن إدارات الأندية يقع على عاتقها جزء كبير من المسئولية لأنها تستجيب إلى طلبات السماسرة وبالتالى تستنزف قدراتها المالية مع مرور الوقت حيث يجب التفكير فى طريق آخر عبر ضم لاعبين مميزين بأسعار معقولة يمتلكون الموهبة ولديهم الشغف لتحقيق النجاح.

ولفت فايز عريبى رئيس نادى طنطا إلى أن معظم الأندية الجماهيرية تراجع دورها فى التوقيت الحالى بعكس السنوات الماضية، فى ظل سيطرة رأس المال على كرة القدم، وبالتالى أصبح من الصعب عليها المنافسة فى ضوء هذه المستجدات.

وأشار أن الجمهور فى الأقاليم عادة تحضر المباريات وتسافر خلف الفرق ولكن قدرات الأندية المالية لا تمكنها من المنافسة، وهو ما وضع صعوبة كبيرة فى تسيير نشاطها.

وطالب عريبى بتنظيم دورى مستقل للمؤسسات والشركات منفصل تماما عن الدورى العام الذى يجب أن يضمن تواجد الأندية الجماهيرية باعتبار أن ذلك سيساهم فى تحسين الأداء المالى لها وبدعم المنافسة وتبدأ الجماهير فى العودة بقوة إلى المدرجات.