السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
رؤوف توفيق .. قصة نجاح

رؤوف توفيق .. قصة نجاح

حقق رؤوف توفيق أكثر من قصة نجاح…



 فعندما كان رئيسًا لتحرير «صباح الخير» نجح فى البقاء فى المنصب لمدة أطول تقريبًا من أى رئيس تحرير سبقه.

وعندما دخل عالم كتابة السيناريو حقق نجاحًا ملحوظًا رغم ندرة النصوص التى كتبها.. وعندما تولى رئاسة مهرجان الإسكندرية الدولى لسينما البحر المتوسط نجح فى ترقية المهرجان ورفع مستواه ومكانته العربية والدولية.

وكرئيس تحرير نجح فى تحقيق أكبر رواج وانتشار وشهرة للمجلة، حيث ارتفعت أرقام التوزيع لتبلغ مستوى قياسيًا، حتى إن مدير المطابع وقتها أبلغه بأنها المرة الأولى التى تعمل فيها الماكينات بكامل طاقتها الإنتاجية لتلاحق الإقبال المتزايد على أعداد المجلة، عندما نشرنا حديث سعاد حسنى على حلقات لمدة تزيد على الثلاثة أشهر.

ولم يسبق أن حققت «صباح الخير» هذا القدر من الرواج والإقبال على مدى تاريخها الطويل.

وهذا هو أكبر نجاحات رؤوف توفيق فى اعتقادى، وهو الفكرة التى طرحها عليّ وأنا مهاجر فى لندن منذ سنوات وأكتب فى المجلة بانتظام تحت عنوان «3 حكايات من لندن».

 ففى أحد أحاديثنا على التليفون من مكتبه كرئيس تحرير «صباح الخير» فى مؤسسة روزاليوسف فى القاهرة، أخبرنى أن سعاد حسنى وصلت إلى لندن لتستكمل مراحل علاجها، قلت إننى علمت بوصولها وأسعى لمعرفة عنوانها.. أريد أن أقابلها. 

قال: لهذا اتصلت بك الآن، لكى تجرى معها حديثًا مطولًا ننشره على حلقات يكون طريقتنا فى ربطها مع جمهورها الكبير الذى يفتقدها.. مارأيك؟

قلت: يسعدنى ذلك فهى أكثر فنانة محبوبة عندنا، وأنا تعرّفت عليها منذ سنة 1970.

قال: هذا ما توقعته منك.. الحماس للفكرة، عمومًا سأعطيها رقم تليفونك وهى ستطلبك وهذا هو رقمها عندكم فى لندن.

عندما التقيتها بعد مكالمة تليفونية دامت أكثر من ساعة، وجدت أنها غير متحمسة للفكرة!

قالت لى:

 الأستاذ رؤوف رجل محترم وأنا أحبه، لكن لو تكلمت فى حديث طويل على حلقات، ربما يظن الناس أننى خلاص اعتزلت أو خرجت «معاش».. ولم يبق لى سوى الذكريات والكلام عن نفسى وعن الماضى والزمن الجميل اللى فات.

 

 

 

قاطعتها وقلت: أولًا من حق جمهورك أن يطمئن عليك ويتواصل معك، فأنت لست ملك نفسك، ومن قال إننا سنتكلم فقط عن الماضى والذكريات، نحن مجلة المستقبل وكلامنا كله للمستقبل، وأنت ستحدثينا عن مشروعاتك الفنية المقبلة.

سكتت لمدة طويلة، كانت - فيما يبدو لي- تتأمل الأمر، وطال انتظارى لما ستصل إليه.. فإذا بها تقول: أنا محتاجة شوية وقت أفكر فى الموضوع، ممكن؟!

وأطلقت ضحكة لطيفة وهى تكرر بطريقتها الشقية «احنا بتوع المستقبل».. 

استغرق الأمر ستة أشهر، قالت خلالها أنها تريد أن تقرأ لى فى وقت واحد موضوعات كتبتها فى المجلة لتتعرف على أسلوبى.. مؤكدة أنها طبعًا قرأت لى من قبل فهى مدمنة «صباح الخير».

خلال هذه الشهور توطدت علاقتنا وتعرّفت على زوجتى، وخرجنا فى فسح وزيارات لأماكن مختلفة.. وأنا صابر، ورئيس التحرير صاحب الفكرة يسألنى عن التطورات، وهى لم تستقر على قرار.

وعندما لاحت لى موافقتها على خطتى للحديث الطويل وبعد أن راجعتها معى وتدخلت فى ترتيب الموضوعات التى سنتناولها، قالت: اسمع يا منير: أنا باين عليّ ابتديت أحس إنك إنسان مريح وناوية أقول لك إنى وافقت على الفكرة.. لكن لى شرط واحد.. إحنا حنبتدى ونسجل وكل حاجة وزى ما بتقول إنك حتكتشف سعاد حسنى اللى محدش يعرفها، ولا حتى سعاد حسنى نفسها!..عجبنى الكلام ده، لكن خلينا نشتغل وسيب لى فرصة أقول لك إنى موافقة على النشر.

استمر عملى معها لمدة قاربت الخمس سنين..

وبعد ظهر يوم 12 يونيو 2001 كنت مع خمسة من الصحفيين العرب والإنجليز فى لقاء خاص مع عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية وقتها.. وعندما انتهى اللقاء وخرجت.. تلقيت مكالمة تخبرنى بما جرى لسعاد حسنى.

وبعد أن بكينا على التليفون رؤوف توفيق وأنا، قال لى إن أحسن تكريم لذكراها هو نشر الحديث.. والحقيقة أننى كنت فى حالة ذهول ومع ذلك واصلت السهر والاستماع للأشرطة والتحسر والبكاء والكتابة لمدة 18 أسبوعًا.