الثلاثاء 10 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

فلســـطين فــى قلـب مصـــر "2"

ريشة: سامح سمير
ريشة: سامح سمير

احتلت القضية الفلسطينية قضية العرب الأولى منذ عام 1948 الاهتمام الأكبر من جميع الزعماء المصريين خاصة بعد الجلاء البريطانى عن مصر، إلا أن كل رئيس تعامل معها بطريقة مختلفة. 



وكان جمال عبدالناصر من أكثر الزعماء اهتماماً بها، حيث اعتبرها جزءاً من الأمن المصرى، وليست مجرد قضية فلسطينية، لذا كان ينظر إليها وكأنها جزء من مصر، وبعد توقيع الرئيس أنور السادات معاهدة كامب ديفيد، اهتمت مصر بتحقيق السلام، ولكن فى نفس الوقت ظلت مصر تطالب بحصول الشعب الفلسطينى على كامل حقوقه، وهو نفس المنهج الذى سار عليه الرئيس حسنى مبارك، والآن مصر تسعى بشتى الطرق الودية للتفاوض لتهدئة الأوضاع فى قطاع غزة والوصول إلى حلول شاملة وعادلة. 

 

 

 

 

حرصت مصر على رعاية الحوار الفلسطينى – الفلسطينى، وتمت استضافته فى القاهرة فى جولات متكررة منذ 11 نوفمبر 2002، بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق الوفاق الفلسطينى، وقد استهدفت مصر تحقيق الأهداف التالية خلال رعايتها هذه الحوارات:

ضرورة وضع برنامج سياسى موحد بين كل الفصائل ركيزته الأساسية تخويل السلطة الفلسطينية إجراء مفاوضات مع إسرائيل فى القضايا المصيرية، عدم قيام أى فصيل من الفصائل أو السلطة الفلسطينية بالخروج عن البرنامج السياسى الموحد أو الانفراد باتخاذ القرار، وتدعيم السلطة الفلسطينية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.

 

 

 

كما حرصت مصر على إبلاغ الفصائل الفلسطينية منذ بداية الحوار بأنها لا تشكل بديلاً عن السلطة الفلسطينية، وأن عليها جميعاً التفكير فى المصالح العليا للشعب الفلسطينى، وتوحيد رؤيتها مما يدفع الأطراف الدولية إلى معاودة الاهتمام بعملية السلام فى الشرق الأوسط بعد أن أصبحت هذه الأطراف على اقتناع بأن ما يجرى فى الأراضى الفلسطينية قد أضر بالقضية الفلسطينية.

ولقد دعمت مصر القضية الفلسطينية سواء كان بالدعم المباشر أو غير مباشر ولا تزال مصر تدعم فلسطين قضية وشعباً إلى أن تحصل فلسطين على استقلالها.

وفيما يلى بعض التصريحات التى تعكس التزام مصر بدعم القضية الفلسطينية:

ديسمبر 2007: قال وزير الخارجية أحمد أبوالغيط أن مصر قدمت على مدار الأعوام الستة الماضية 48 مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية بالإضافة إلى أكثر من 40 مليون دولار مساعدات إنسانية وبرامج تدريب.

 

 

22 يناير 2008:‏ أكدت مصر التزامها بمواصلة مساهمتها فى مد قطاع غزة بالكهرباء دون تأثر بالإجراءات الإسرائيلية، ومن جانبها قامت وزارة الكهرباء والطاقة بتركيب مكثفات للجهد على الخطوط الكهربائية الممتدة من رفح المصرية إلى رفح الفلسطينية لزيادة قدرة التيار الكهربائى بمدن وقرى قطاع غزة المعزولة عن الشبكة لتلبية احتياجات الأشقاء الفلسطينيين وتخفيف عبء الحصار المفروض عليهم من إسرائيل خاصة فى مجال الكهرباء والطاقة‏.‏

23 يناير 2008: أصدر الرئيس حسنى مبارك توجيهاته للحكومة بتقديم المعونات الغذائية بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات الأهلية والمعنية الراغبة فى تقديم المساعدة والسماح للفلسطينيين بالدخول إلى الجانب المصرى لشراء احتياجاتهم من المواد الغذائية نظرا لنقص الغذاء فى قطاع غزة.

1 يوليو 2008: فتحت مصر معبر رفح البري‏ لعبور المواطنين الفلسطينيين فى الجانبين لمدة ثلاثة أيام‏‏ خاصة من المرضى والمصابين والحالات الإنسانية والطلاب المقيمين بمصر والدول العربية‏.‏

سبتمبر 2008: أعادت مصر تشغيل ميناء رفح البرى لإدخال المعتمرين والمرضى من قطاع غزة إلى مصر‏ ‏لمدة يومين.

يناير2009: استعرض الرئيس مبارك مع وزير الخارجية الإيطالية فرانكو فراتيني‏ إحياء عملية السلام والإسراع فى إعمار غزة‏ وتوفير ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة‏،‏ والجهد الإيطالى لرفع المعاناة عن الفلسطينيين فى قطاع غزة‏.‏

 

 

 

المساندة العسكرية

تحملت مصر منذ 1948 أعباء عسكرية كبيرة بسبب حرص مصر حكومة وشعب على حماية الشعب الفسطينى من الهجوم الإسرائيلى خلال العقود الست الماضية والثابت أن مصر لم تتقاعس عن ممارسة دورها تجاه القضية الفلسطينية فقد قدمت مصر أكثر من 100 ألف شهيد و200 ألف جريح خلال حروبها مع إسرائيل من أجل فلسطين، وفى السطور التالية نعرض بشكل موجز أبرز محطات مساندة مصر العسكرية للقضية الفلسطينية.

1948: تدخل الجيش المصرى فى مايو بعد إنهاء الانتداب البريطانى على فلسطين وإعلان قيام دولة إسرائيل واستمرت المعارك حتى تدخلت القوى الدولية وفرضت عليها الهدنة وتحمل الجيش المصرى العبء الأكبر فى الحرب ضد القوات الإسرائيلية وكانت خسائر مصر فى هذه الحرب الآفاً من الشهداء والجرحى. 1967: بسبب مواقف مصر إلى جانب قضية فلسطين كانت مصر هدفاً لعدوان إسرائيل فى 5 يونيو 1967 الذى غير الأوضاع فى الشرق الأوسط وأصبحت إسرائيل تحتل أرض فلسطين بأكملها بالإضافة إلى أجزاء كبيرة من مصر وسوريا.

6 أكتوبر 1973: خاضت مصر المواجهة العسكرية مع إسرائيل وفرضت مشكلة النزاع العربى الإسرائيلى على الساحة الدولية.

16 أكتوبر 1973: طالب الرئيس أنور السادات بضرورة عقد مؤتمر دولى للسلام لتسوية النزاع فى الشرق الأوسط مؤكداً على ضرورة مشاركة منظمة التحرير الفلسطينية.

22 أكتوبر 1973: فى ضوء المبادرة المصرية أصدر مجلس الأمن الدولى القرار رقم 338 الذى دعا إلى وقف إطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 242 وبدء المفاوضات بين الأطراف المعنية لإقامة السلام الشامل فى المنطقة، وركزت الدبلوماسية المصرية اهتمامها على تعزيز الحق الفلسطينى وتأمين قوة الدفع اللازمة لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى.

 

 

 

المجال العلمى والتكنولوجى

لقد أسهمت مصر بدرجة كبيرة من رفع مستوى العلمى والتكنولوجى بجانب المساعدات السياسية والعسكرية والمالية وغيرها، إلا أنها لم تغفل أهمية نقل التكنولوجيا لفلسطين حتى يكونوا على اتصال بالعالم الخارجى، ومن أهم تلك المساهمات:

الجامعات: أخذت مصر على عاتقها وتحملت المسئولية كاملة فى تعليم الشباب الفلسطينى فترى أبناء الشعب الفلسطينى يتعلمون فى جامعات مصر، ولم تكتف مصر بذلك فقط بل إنها لم تميز بين الطلاب المصريين والفلسطينيين أى أن مصر تعامل الفلسطينيين على أنهم مواطنون مصريون من الدرجة الأولى.

وقامت مصر بنقل التكنولوجيا إلى فلسطين فقد ساهمت بشكل كبير فى إنشاء البنية التحتية وإنشاء الطرق وتجهيز الجامعات والهيئات بالوسائل التكنولوجية الحديثة لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطينى. القنوات الفضائية: وكذلك أعطت مصر الفلسطينيين حق التعبير عن رأيهم وعرض قضاياهم وذلك بتخصيص قنوات فضائية فلسطينية على القمر الصناعى المصرى «نايل سات» حتى يتمكنوا بعرض قضاياهم على العالم العربى والعالمى أيضاً.

 

 

 

وفيما يخص التبادل العلمى: فبجانب استقبال الطلبة الفلسطينيين قامت مصر بإرسال وفود من أعضاء هيئة التدريس المصرية وذلك لتعليم الطلاب الفلسطينيين غير القادرين للتعلم فى مصر، هذا بالإضافة إلى استضافة الجامعات المصرية أعضاء هيئة التدريس الفلسطينية وذلك للحصول على التدريبات والدورات اللازمة لرفع مستواهم التعليمى والتعرف على الوسائل العلمية الحديثة وتطبيقها فى فلسطين.

تهويد القدس

تحذر مصر دائما من مخطط إسرائيل فى التغيير الديموغرافى وتهويد القدس ويمكننا الاستدالال على ذلك من بيان مصر أمام القمة الإسلامية الطارئة لدعم فلسطين والقدس الشريف التى اختتمت أعمالها مارس 2016 باعتماد إعلان جاكرتا وقرار القمة الاستثنائية الخامسة لمنظمة التعاون الإسلامى لدعم فلسطين والقدس الشريف. حيث كرر البيان التحذيرات المصرية المستمرة حول الهجمة الشرسة على مدينة القدس المحتلة، ومخططات تغيير هوية ومعالم المدينة المقدسة وطمس الثقافة الإسلامية، فضلاً عن التلاعب بالوضع الديموغرافى لسكانها. كما أكد على ضرورة إيلاء أهمية خاصة لدعم أبناء القدس الذين يتعرضون لأسوأ أشكال التمييز باعتبارهم خط الدفاع الأول فى مواجهة عمليات التهويد المستمرة، فضلاً عن أهمية تخفيف حدة التدهور الذى يعانى منه قطاع غزة مع استمرار الحصار الإسرائيلى ويمكننا الاستدلال بعدد من المواقف السابقة لمصر فى هذا الشأن.

 

 

 

29 نوفمبر 1948: عارضت مصر قرار تقسيم فلسطين باعتبار أنه أنكر حق الشعب الفلسطينى فى الممارسة الكاملة لتقرير المصير على مجمل أرضه.

1950: عارضت مصر المخططات التى استهدفت الضفة الغربية، مؤكدة على أنها ملك الشعب الفلسطينى، وطالبت بضرورة الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى على أرضه فلسطين.

سبتمبر 1977: طلبت مصر من الجمعية العامة دراسة الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية فى الأراضى المحتلة والتى تستهدف تغيير الوضع القانونى والديموجرافى لهذه الأراضى مخالفة بذلك مبادئ الميثاق الدولى وقرارات الأمم المتحدة.

يوليو 1980: عارضت مصر القرار الذى اتخذته إسرائيل فى 15 مايو 1980 بضم القدس، مؤكدة عدم اعترافها بأى تعديلات جغرافية أو سياسية فى القدس، وأن السلام الدائم لن يتحقق فى المنطقة دون انسحاب إسرائيل الكامل من جميع الأراضى العربية المحتلة فى 1967 بما فيها القدس الشرقية.

أبريل 2005: أكدت مصر حرصها الشديد على سلامة المسجد الأقصى المبارك وقال سفير مصر لدى إسرائيل السفير محمد عاصم أنه يتابع بدقة تحركات المتطرفين اليهود بشأن المسجد الأقصى، كما أدان مجلس الشعب والحكومة المصرية العدوان على المسجد الأقصى.

فبراير 2007: أكد أحمد أبوالغيط أن مصر تعرب عن بالغ قلقها واستيائها إزاء ما تقوم به السلطات الإسرائيلية من عمليات حفر وهدم بالقرب من حائط البراق بجانب المسجد الأقصى، مطالباً السلطات الإسرائيلية بالتوقف الفورى عن القيام بأى نشاط أو إنشاءات فى هذه المنطقة أو القيام بأى عمل من شأنه استفزاز مشاعر المسلمين وإثارة غضبهم.

 

 

 

ديسمبر 2007: دعت مصر فى بيانها أمام الأمم المتحدة إلى التصويت على ضرورة الحفاظ على الوضعية الخاصة لمدينة القدس وعدم مشروعية جميع الإجراءات التى اتخذتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بهدف تغيير تلك الوضعية.