الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
علامات استفهام فى نهاية العام..

علامات استفهام فى نهاية العام..

مع اقتراب العام من نهايته ما يلفت الانتباه ـ لمن يعنيه الأمر ـ أن أغلب الأسئلة التى طرحت من قبل لم يتم إيجاد إجابة أو إجابات لها حتى وقتنا هذا.



والأمر الأهم أو الأخطر أن كمًّا ضخمًا من أسئلة أخرى طرحت أو تم طرحها من جانب كل مهتم أو مهموم بشئون البشر والعالم.

 

فعلامات الاستفهام التى هبت على منطقة الشرق الأوسط مع «طوفان الأقصى» أربكت أغلب السيناريوهات المطروحة سلفا لدول وشعوب المنطقة سواء كانت إقليمية أو عالمية. كما وجدت أمريكا نفسها وباقى قوى العالم فى موقف لا تحسد عليه. ترى كيف ستتعامل سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا واقتصاديا مع ما يحدث أو سوف يحدث فى الأسابيع والشهور المقبلة؟

ولا شك أن من يتابع أو يراقب المشهد فى العاصمة الأمريكية يعرف ويدرك أن الأسئلة التى فرضت نفسها فى الأسابيع الأخيرة مختلفة إلى حد ما عما كان مطروحا من قبل. خاصة أن إهمال العديد من الملفات الحيوية مثل قضايا الدولة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى والسلام فى المنطقة تسبب فى تدهور الأمور وتعقيد التحديات الأساسية التى يواجهها شعوب المنطقة. ومن ثم هناك أيضا الحاجة الماسة والملحة للتحرك وإنقاذ ما يمكن إنقاذه ـ قبل فوات الأوان.

نرى ونتابع فى المشهد الواشنطنى ارتباك أصحاب القرار الأمريكى حول مدى انخراط أمريكا من جديد فى الشرق الأوسط بعد أن انسحبت من أفغانستان؟ وبعد أن دخلت فى حرب أو مواجهة عسكرية واقتصادية ضد روسيا فى أوكرانيا؟ حربان فى وقت واحد؟ وماذا عن احتمالات حرب ثالثة تبدو فى الأفق ـ فى تايوان؟ وهذه الأسئلة والبحث عن إجابات لا تخص أصحاب القرار فقط.. بل يشاركهم فى الطرح والنقاش أصحاب الرأى والخبرة.

وخلال الأسابيع الأخيرة بات أمراً لافتًا للأنظار ومثيرا للجدل والنقاش  كيفية التعامل السياسى والإعلامى مع شئون المنطقة وباقى دول العالم؟ والأمر الأخطر فى هذا الشأن أن وسائل السوشيال ميديا صارت هى المصدر الرئيسى وربما الوحيد للتعرف على ما يحدث أو ما يقال.. وأيضا العنصر الأساسى فى تشكيل الرأى العام وأحيانا صناعة القرار. وهل من جديد فى هذا الأمر؟! إنه الاستسلام لها تماما والشكوى منها دائما.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

 

وهذه العبارات الأخيرة يمكن وضع علامات استفهام وتعجب فى نهايتها. الكل يغنى لليلاه. والكل يغنى على ليلاه. والكل يغنى ليلاه. ووسط هذا الطوفان الرقمى يغرق المرء فى دوامات الشك أو التشكيك أو الحيرة أو الارتباك. نعم، قد تختلف التسميات إلا أن النتيجة واحدة! وتريند يجيب الناس وتريند يتوههم!

ووسط هذه الأجواء المربكة أثير بالطبع من هو الأكثر موضوعيا أو متقبلا للرأى الآخر هل هو ماسك أم زوكربرك؟ هل هى إكس (تويتر سابقا) أم فيسبوك؟ خاصة أن عامًا مر على استحواذ الملياردير إيلون ماسك على تويتر ـ بنحو 44 مليار دولار. وكلنا نعرف جيدا أن طموحاته كبيرة سواء فى السوشيال ميديا أو فى عالم السيارات الكهربائية أو فى عالم الفضاء والوصول إلى المريخ. ومثلما كان له دور فى توفير الاتصالات فى أوكرانيا عبر ستارلينك وأقماره الصناعية.. تم اللجوء إليه مؤخرا فى مأساة غزة !

وفى كل الأحوال، لا يجب أن ننسى الدور الذى يلعبه الذكاء الاصطناعى فى اللعب بمشاعرنا آرائنا ومواقفنا ونحن أسرى ومدمنو السوشيا ميديا !!

وتظل الأسئلة الخاصة بالذكاء الاصطناعى هى الهم الشاغل لأطراف عدة تتعامل مع هذا العملاق المتغول فى حياتنا.. وفى تفاصيلها الصغيرة والكبيرة. كل يوم هناك جديد عن تغول المارد أكثر فأكثر. وهناك محاولة جديدة لتلجيمه أو الحد من مخاطره. بالمناسبة «دى مشكلتهم مش مشكلتنا» القول إياه انتهت مدة صلاحيته منذ فترة. ونحن فى عام 2023 ومع الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعى والسوشيا ميديا صرنا فى الهم والغم واحد!

ولا شك أن الابتكارات أو الاكتشافات الطبية والعلمية المتتالية مازالت تدهشنا وتبهرنا ــ حتى لو لم نتابعها بشكل جاد مثلما نتابع المآسى الإنسانية والكوارث الطبيعية. فالتوصل إلى ما وصف بأنه خريطة تفصيلية للمخ البشرى يحتاج إلى انتباه وتأمل وفهم أشمل وأفضل لما سوف يأتى بعد ذلك. هذا الخبر العلمى الإنسانى عن أكبر اكتشاف لأعقد عضو لدى الإنسان ـ المخ ـ بالتأكيد سوف يأخذنا إلى عوالم كانت مجهولة لنا من قبل.