الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

أحاديـث «مسـار إجبـارى»

«نص الحاجات»، و«آسف»، و«تقع وتقوم»، و«صاحب» و«كلمة».. وغيرها الكثير من الأعمال بطابع موسيقى الروك والجاز والبلوز، قدمتها فرقة «مسار إجبارى» بشكل عصرى مع حفظ التراث الغنائى المصرى مسيرة مختلفة بتجارب فنية ناجحة دمجت بين روح الفريق المغامر ومشوار جيل وجد نفسه معه خلال 20 عامًا.



الفرقة التى تحقق شعبية واسعة فى مصر وخارجها من بلدان العالم، تأسست على يد 5 فنانين موسيقيين؛ اتخذوا من السفر وسيلة للتفاعل مع الشعوب عَبر موسيقاهم المختلفة؛ هم: هانى الدقاق، المطرب الرئيسى، وأيمن مسعود عازف كيبورد، وأحمد حافظ عازف جيتار، وأيضًا محمود صيام جيتار، وتامر عطا الله يعزف درامز.

 

 

 

 

كواليس «نص الحاجات»

طرحت «مسار إجبارى»، أحدث أعمالها الغنائية التى تحمل اسم «آسف»، والتى تعد ختام ألبوم الفرقة الرابع الذى يحمل اسم «نص الحاجات». وكان طُرح 4 أغانى سينجل من الألبوم على فترات متباعدة؛ وهم «نص الحاجات»، و«شكرًا»، و«بقيت غريب»، و«بكلمة»، والأغنية الخامسة هى «آسف»؛ كلُّ منها يحمل معنى فلسفيا معمقا لوصف النفس البشرية وتناقضاتها وحالاتها. «آسف» من كلمات الشاعر محمد البحيرى، وألحان هانى الدقاق، وتوزيع الفرقة؛ إذ تعيد التعاون بين «البحيرى» و«مسار إجباري» بعد أغنيتى «حد تايه» و «نص الحاجات».

ومن وحى التجربة، يصف أيمن مسعود، لمجلة «صباح الخير»، تقديم الأغنية السينجل «بالصعبة».

ويقول: «لاحظنا مجهودها لكل أغنية عملية إعداد ومواصفات؛ أى كل ما يتعلق بمراحل تسجيلها مرورًا بالمكساج وصولاً بتحديد معاد طرحها فى السوق».

يضيف عازف كيبورد «مسار إجباري»: «على عكس طبيعة العمل على الألبوم والتى تُلزم تنفيذ كل هذه الخطوات مرة واحدة، أى خطة توزيع أغانى الألبوم كله مرة واحدة، بخلاف ما أجريناه وقت صدور السينجل والذى وضعنا له قرابة خمسة خطط للمفاضلة بينهم».

يتفق معه هانى الدقاق، وهو الصوت الرئيسى بالفرقة ويعزف الجيتار، موضحًا لـ«صباح الخير» أن تفضيل السينجل عن الألبوم توجه العصر كله؛ «عشان تاخد حقها فى السوق»، كما أن طرح الأغانى على منصات «يوتيوب» و«تيك توك» بات عنصرًا أساسيًا لتقديم الأغنية بلغة الفيديو.

يضيف «الدقاق» أن هذا يعطى الأغنية حقها سواء فى التوزيع أو لإعطاء مساحة لقدر تفاعل الجمهور معها، عكس قديمًا كان يتم إنتاج الألبوم مع تصوير أغنية واحدة منه على طريقة الفيديو كليب والتى تروج للألبوم كله فى نفس الوقت.

 

 

 

ويلفت الدقاق إلى أنهم يفكرون كفرقة فى طرح أغانى ألبومهم الجديد كله مرة واحدة أو بفارق بسيط بينهم فى عدد الأيام حوالى ثلاثة أو أربعة أيام، مؤكدًا نيتهم تجاه عدم الاستقرار على طريقة معينة خاصة أنه «لكل وقت متطلباته ولكل مجموعة أغانى طريقتها».

ومن هذه النقطة بالتحديد توجهنا بالسؤال حول ما إذا كان ضمن رؤيتهم طرح مينى ألبوم ذو «تيمة». وهنا يجيبنا هانى الدقاق «بكل تأكيد ومكملين به بطرق مختلفة»؛ موضحًا أن هذه الطريقة التى يفكرون بها بالفعل فى أعمالهم وذلك يشغلهم من وقت ألبوم «تقع وتقوم».

ويقول: «وقتها مكناش عارفين هنكمل ولا لأ، بننقل من الإسكندرية للقاهرة والدنيا صعبة، تغيرت نوعية الأغانى المقدمة ومرحلة الإنتاج بدرجة كبيرة نتيجة للأوضاع الاجتماعية للبلد وقتها، ولهذا السبب جاء اسم الأغنية معبرة عن نفس حالتنا فى هذا الوقت من كلماتها؛ ويا بحر حلفت إنى أعديك و يفوت العمر لو استنيت..هنكمل ولازم ننجح».

يضيف: «الاختلاف فى أفكارنا من سنين من أيام سماعنا لبينك فلويد، وتقديمهم مثلاً لألبوم «The wall» لما قدموا عن العقد فى حياته بشكل بصرى مبدع ولذلك تأثرنا بالتيمة والعمل بشكل عام فى هذا الإطار الفنى دون الالتزام بنوع موسيقى محدد؛ أى يمكنك سماع أغنية هادية أو شعبى أو إلكترونيك أو روك أو شرقى لمسار إجبارى».

 

 

 

موسيقى الدراما

قدمت «مسار إجبارى» 4 ألبومات والعديد من الأغانى المنفردة، بجانب تتر المسلسلات والموسيقى بالسينما «حاوى» و»ميكروفون»، والتلفزيون أحدثها أغنية «كلمة» تتر مسلسل «الهرشة السابعة» بمشاركة بستان مجدى، التى نالت عنها جائزة كأحسن تتر ضمن ماراثون دراما رمضان الماضى بالمسابقة الإبداعية.

«الإتقان» و«الاستمرارية» أكثر محفزين لخطة عمل فرقة «مسار إجباري»، بحسب وصف هانى الدقاق، موضحًا أنه «السوق ممتلئ بالأغانى الحلوة» لكن هدف الاستمرار يعد الأصعب وبالتالى لا يهتمون بالتواجد الدائم أو الغياب لفترة قد ما يشغلهم «جودة» المنتج المقدم فى النهاية.

وعن آلية العمل لموسيقى الأفلام والاختلاف بينها والمسلسلات، يوضح هانى الدقاق أنه لا فرق بينهم كطريقة عمل على الأغنية، لكن أكثر ما يشغلهم أن تصلح للاستماع داخل وخارج العرض نفسه؛ أى أنها تخدم العمل دراميًا لكن دون وصف الحدث نفسه ويمكن الاستماع لها أيضًا خارجه.

ويقول: «فى كواليس تحضير الهرشة السابعة، شوفنا أول حلقتين؛ لاحظت أن الكلمة لها معانى كثيرة، ربما يستقبلها المتلقى بطريقة سلبية على عكس رغبة المتحدث؛ ومن هنا جاءت فكرة الأغنية حول تأثير الكلمة، مناسبة لفكرة المسلسل وحدوته حالة نتعرض لها كلنا».

تميزت فرقة «مسار إجبارى» بجولاتها الغنائية فى مصر وحول العالم، آخرها مشاركتها بحفل ضخم ضمن فعاليات مهرجان العلمين الجديدة، كذلك المشاركة فى مهرجان الحمامات الموسيقى الدولى بتونس خلال يوليو الماضى.

وعن ربط حالة الترحال والسفر بالفرقة وأعمالها، يعلق هانى الدقاق أن هذا يعود سببه لأصولهم ونشأتهم ومرحلة البدايات، التى ربطتهم بطريقة ما بالبحر المتوسط.

يضيف لـ «صباح الخير»: «إحنا إسكندرانية وجمعنا شخص فرنساوى، ارتبطنا بالبحر المتوسط والشباب فى سان مارك ويتكلموا فرنساوى، كذلك كان يهتم أيمن مسعود بالاطلاع على مهرجانات العالم وما يناسبنا لزيارته مع اختلاف شروط التقديم والمشاركة، أحببنا الحالة للغاية».

يتابع متذكرًا: «غنينا فى تركيا سنة 2008 لعبنا موسيقى وغنينا بالعربى أمام 40 ألف بنى آدم؛ قررنا من وقتها عايزين نكمل حياتنا فى الشارع ونقابل الناس، إلى أن انتشرت هذه الأغانى وحققت شعبية بالبلاد المختلفة».

دويتوهات غنائية

من المفاجآت التى قدمتها «مسار إجبارى» للجمهور خلال الفترة الماضية؛ دويتوهات غنائية مع مطربى أشكال موسيقية مختلفة؛ منها «رغم المسافة» مع أسماء أبو اليزيد، و«حبة طبطبة» مع دياب مايو الماضى.

وبسؤاله عن مطربين آخرين يتمنون تقديم دويتوهات معهم؛ يقول هانى الدقاق إن هناك عدة فنانين متميزين من الوطن العربى مثل «أرقم» فنان من دبى؛ خاصة إن موسيقاهم تطورت بدرجة كبيرة خلال الفترة الأخيرة؛ منهم اللبنانيين والسوريين والسعوديين، واصفًا: «مزيكتهم تشكل بها تنوعًا مبدعًا مميزًا بلمسات فنية هندية».

 

 

 

 

أمًا مظلة «H.O.H» والتى شهدت آخر حفلاتها المجانية بالجامعة الأمريكية تفاعلاً كبيرًا بشهر يونيو الماضى؛ والتى جمعت فى برنامجها الفنى بين أغانى فرقتى «مسار إجبارى» و«وسط البلد» وأغانى تراثية من أشعار صلاح جاهين، يوضح «الدقاق» أنه هذه كانت فكرتها الرئيسية.

يقول: «هانى عادل وأوسو لطفى وأنا اتفقنا من وقت ما ظهرت؛ إننا نلعب مزيكا مع بعض أغانينا اللى بنحبها لأننا بننبسط بيهم مع بعض مع إحياء أغانى التراث بطريقتنا»،  لافتًا إلى أنه من الممكن أن يقدم الثلاثى «سينجل» جديد خلال الفترة المقبلة تحت اسم H.O.H.

وبسؤاله عن «مزيكا الأندرجراوند» ورؤيته تجاه شعبيتها ما بين الاستمرارية والتراجع فى ظل وجود الذكاء الاصطناعى وتقديم نوعيات جديدة من المزيكا وإيقاعها، يجيب «الدقاق» بأنها «أصبحت فى نطاق خاص بها موجودة فى الساحة وناس بتسمعها، لكن بعض مطربيها اختفوا ليس بسبب نوع الموسيقى نفسه لكن لأن هم أنفسهم لم يكملوا المسيرة».