الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
الأستاذ رؤوف توفيق

الأستاذ رؤوف توفيق

تأمل العنوان.. الأستاذ أستاذى وأستاذ جيلى والجيل الذى سبقه وجيلين بعدنا على الأقل.  رؤوف فى عينيه شجن ورحمة وهدوء ونبل وحزم.



 

توفيق صرف الله له حبًا ونجاحًا وتوفيقًا فى كل عمل تصدى له واجتمع حوله الصادقون فى حب الوطن وصدق الكلمة.

لم يحصل أحد على لقب الأستاذ مثله، دخلنا عليه المجلة سهام ذهنى وأنا فى صيف 1976 بدون موعد ولا واسطة، تلميذتان بشعر منكوش وجينز وتيشرت وأحلام تملأ الدنيا وصوت مرتفع، قابلنا بنصف ابتسامة وصوت خفيض وسألنا عن أفكارنا وأعطانا أول درس أفكاركم إيه إحنا مش بنقدم أفكار لازم تكونوا جاهزين.

اقترحوا تحقيقًا عن الغناء السرى الذى لا يذاع فى الإذاعة واقترحنا الشيخ إمام وعدلى فخرى، وكنا نستمع إليهما فى الجامعة وأضاف الأستاذ رؤوف أحمد عدوية ونظر من خلف النظارة عدوية كمان لا تذاع له أغانٍ فى الإذاعة.

اختفينا أيامًا قضيناها فى لقاءات فى حوارى القاهرة والجيزة، وعدنا بالتحقيق قرأه ونحن أمامه وقال بعد طول انتظار:.. كويس.. ح تعملوا ايه تانى للأسبوع القادم، لم نفهم هل الشغل نال إعجابه أم لا.

وإذا بزميل لنا فى الجامعة يدخل علينا الكافتيريا بمجلة صباح الخير وتحقيقنا موضوع أول على عدة صفحات مع رسوم الفنان حجازى وهذا أمر لو تعلمون عظيم.

وبدأ المشوار واستمر عامين من العمل المتواصل، وجاء وقت التعيين وإذا بنا نفاجأ بتعيين اثنين من زملائنا الرجال، يومها أرسل لنا عم حسين لمقابلة فى مكتبه وكان بالمناسبة «مكتب حديد إيديال» وحوله كرسيان، قال لنا بنظرة حنون: ما تزعلوش.

كنا محتاجين اتنين رجالة عشان السكرتارية والسهر وقرار تعيينكم موقع وسيعلن بعد شهرين.

وحدثت تغييرات فى إدارة مؤسسة روزاليوسف وتأخر التعيين واستمررنا مع صباح الخير نتعلم من الأستاذ الذى عجزت عن إشعال سيجارة فى حضوره احترامًا وتأدبًا حتى كسر هو الحاجز بنفسه.

لم أفرح فى حياتى بتعيين رئيس تحرير كما فرحت بتولى الأستاذ، وكنت وقتها فى لندن فى إجازة عمل وذهبت إليه فى أول إجازة ودعانى للكتابة وأرسلت ثلاث مقالات وجاءتنى مكالمة تليفونية من مصر وصوت الأستاذ يختلط فيه الخجل والحزن: مش ح اقدر أنشر لك يا سلوى ح ينفتح على أبواب جهنم، وعشت أيامًا أبكى ومعى صوته الحزين المعتذر.

عدت فى عهد رئاسته لصباح الخير وعشنا سنوات من الحرية والاحترام، وكان يدخل غرفتنا بكل نبل وفرحة ويقول لنا: أنتم بتكتبوا كويس أنا فرحان إحنا بنعمل مجلة كويسة.

ووصف كويسة هذا المتواضع كان يعنى أفضل مجلة فى مصر بالموضوعات والأرقام.