السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
رءوف توفيق.. الصدق والفن والحياة

رءوف توفيق.. الصدق والفن والحياة

رءوف توفيق من أبرز المثقفين الكبار الذين آمنوا بقدرة الفن على تغيير حياة الإنسان، فهو يصف فن السينما بأنه «كان يزوده بشحنة الحلم الجميل، حلم اكتشاف الحياة، والعالم، بل اكتشاف كيف يفكر الآخرون؟، وكيف يبدعون، وكيف يصنعون من الفن رسائل مختلفة؟ رسائل فى الحكمة والمعرفة الإنسانية، رسائل فى الحب والخير».



وكان يرى أن الإنسان هو المادة الحقيقية للفيلم السينمائى، وليس الجرى وراء جماليات شكلية أو اختراعات إلكترونية لإبهار المشاهدين.. تأثير السينما على الإنسان العادى كان الاهتمام الأول لرءوف توفيق يشمله برؤيته النقدية، وكتابته الصحفية والسينمائية، كانت صيحته الأثيرة هى عنوان مقاله الذى يكتبه على صفحات مجلة «صباح الخير»: «لا يصح إلا الصحيح»، فاهتم بمناقشة قضايا المواطن المصرى وحياته اليومية، كما رآه الركيزة الأولى للسينما التى تعيش قائلاً: «الإنسان العادى الذى قد تراه فى الطريق العام، الاقتراب منه، والتعرف عليه يفتح لنا أبواب المعرفة والفهم التآلف، وهو ما يجعل المتفرج مرتبطًا بفيلم ما مندمجًا مع شخصياته وأحداثه» باحثًا عن الفن الحقيقى والصدق ظل رءوف توفيق فارسًا فى مجالى السينما والصحافة، ومن آرائه المهمة أن «السينما العالمية ليست تكنولوجيا متقدمة، وإبهارًا فنيًا وممثلين مشهورين، لكن السينما تكون عالمية حينما تقول الحقيقة بشكل فنى جيد وصادق، وأن التمثيل هو فن التعبير لا فن الكلام، بل إن ردود الفعل التى يتضمنها الإصغاء أو الصمت تتضمن أكثر مما تسمع، بل تتضمن ما ترى، يمكنك أن تسمع التغير الصوتى، والمعنى، بل إنك تسمع الحرارة والبرودة، تسمع رائحة الشخص الآخر، وطريقته فى المشى وفى الجلوس، تسمع أفكارك أنت، وكل الأشياء التى نسمعها وتؤثر فينا».

وفى كتابه «أوراق فى عشق السينما» يمكنك أن تقرأ سيرته الذاتية مضفَّرة برؤاه عن تاريخ السينما المصرية والعالمية فمن سينما «جرجا»، حيث عاش طفولته فى «سوهاج» إلى سينما «بنى سويف»، كان يترقب موكب الدعاية لكل فيلم، وينصت لنداء جهورى يصطخب بالفرح لأن سينما المدينة ستعرض فيلمًا جديدًا، فيقول: «أعترف أننى وقعت فى هوى سحر السينما عاشقًا صبابة لهذا الفن الذى يحرك الخيال، ويفتح المسام لكى نتنفس هواء متجددًا ومنعشًا». ومن مهرجانات السينما المصرية إلى مهرجانات السينما العالمية، أسهم فى لجان التحكيم المصرية والدولية، كما أسهم فى التعريف بأبرز أفلام السينما العالمية فى مجلة «صباح الخير» التى رأس تحريرها، وتنوعت كتاباته بين النقد السينمائى والإبداعى فأثرى المكتبة العربية بمؤلفاته ومنها: «السينما عندما تقول لا»، و«سينما الحقيقة»، و«سينما الحب»، و«سينما المرأة». كما كتب قصة وسيناريو وحوار فيلم: «زوجة رجل مهم»، وسيناريو وحوار فيلم «مستر كاراتيه»، كما كتب بالمشاركة مع محمد خان فيلم «مشوار عمر»، وتمتعت هذه الأفلام بشهرة واسعة.

وداعًا رءوف توفيق كاتبًا ومبدعًا من أبرز الذين أثروا حياتنا الصحفية والثقافية معًا.