استدعاء محمود درويش

محمد حلمى السلاب
مازلت أبصر
وأتحسس بصيرتى
وأسمع ما لا يسمعه غيرى
ما زلت أبصر
وأتحسس ذائقتى
وأنفض عنى ضائقتي
تشابهت الأيام
ضاقت والتصقت
مازلت أسايرها
لأن فيها يوم
قد يعلو وأعلو معه
مازلت ألهث بالدعاء
ياااااااااااااااارب
متى يحين الفراق..
متى؟
فراق الفراق
وكل ما يصادق القلق
ويداعب التوتر
ويتماهى مع الألم
والأرض وماعليها..
ملل يعانى من الملل!
لم أعد أتحمل حتى ..
نفسى
تلك التى لا ترضى
تلك التى تتحمل
وتبحث عن ذلك الأمل
استدعيت فى يقظتى
محمود درويش
وأخبرته
أنا أيضا لا شيء يعجبنى !
يقول السائر..
ما لهم يسيرون مثلى !
ألا تكفى قدماى
عبثا.. ويتنفسون مثلى
لا شيء يعجبنى
سئمت صحف الصباح
أبحث فيها عن قصيدتى
عن نفسى..
أخاف إن بكيت
فيصيح كل من حولي
بصمت
أدر عيناك للخلف
وأطلق العنان لدموعك
لا شأن لنا بك
ولن نسألك .. ما بك ؟
لدينا ما هو أهم منك
أيادينا لن ترتب على كتفك !
لأنها مشغولة
يلطم بها بعضنا البعض
والسيدة التى تحتضر
سئم أقاربها السؤال عنها
ليس لديهم وقت
لا شيء يعجبني
أبى قد رحل
ولحقت به أمي
فمن بعدهما يسأل عنى ؟
لا أحد
والقطار يطلق صفيره
والسائق لا أدرى ..
لمن يهدى صراخه ؟
اختلطت كل المحطات
ولم أعد أدرى ..
عن محطة الوصول شيء !
والركاب كلما تهيأوا للنزول
عادوا مرة أخرى
ويرددون ..
لا شيء يعجبنا
نبحث عن محطتنا الأخيرة
وتتمنع
تعبنا من السفر
فى حر الشتاء
وقسوة مطر الصيف
لماذا لا تذوب الأرض
ونصير كائنات
معلقة فى الهواء
تحن إلى السماء
تحن إلى الأرض
ولا سماء ولا أرض !
لعلهم يرددون
هناك ما يعجبنا
شيء يعجبنا
كنا فيما مضى
لا شيء يعجبنا .