الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصــر إذا تحدثــت

 تواصلت الجهود المصرية لاحتواء  التصعيد على الساحة الفلسطينية منذ اندلاع الأحداث، وبذلت مصر كل المساعى لتجنيب المدنيين ويلات الحرب ورفض سياسة العقاب الجماعى من حصار وتجويع،  مشددة على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.



 

وفى هذا الإطار، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى  الملك عبد الله الثانى بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية،  للتباحث  بشأن التصعيد العسكرى الحالى فى قطاع غزة، وما يصاحب ذلك من تدهور للأوضاع الأمنية والإنسانية للشعب الفلسطينى الشقيق فى غزة، وسقوط الآلاف من الشهداء والمصابين، حيث جدد الزعيمان الإدانة البالغة لقصف مستشفى الأهلى المعمدانى  ولجميع أعمال استهداف المدنيين، وأكدا ضرورة استمرارية إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح، على نحو مستدام، مع التشديد على رفض سياسات العقاب الجماعى من حصار أو تجويع، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر أو الأردن، ومحذرين من الخطورة البالغة لهذه الدعوات والسياسات على الأمن الإقليمى.

 

 

 

وجرى كذلك استعراض الجهود الحثيثة التى تبذلها مصر والأردن، للدفع نحو التهدئة وخفض التصعيد، وأكد الزعيمان الموقف الثابت للبلدين، بأن تحقيق الاستقرار الحقيقى والمستدام فى المنطقة، يرتكز على حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يتيح السلام والأمن والازدهار لجميع شعوب المنطقة.

 

ورحب الرئيس بالمستشار الفيدرالى لجمهورية ألمانيا الاتحادية، قائلا: أود أن أرحب بكم فى مصر، فى توقيت غاية فى الدقة والخطورة، فى ضوء التصعيد العسكرى الخطير، الذى يشهده قطاع غزة، والتحديات الإقليمية المرتبطة بهذا التصعيد.

وتابع: إن زيارتكم لمصر، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، والتزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية، فى مختلف المجالات كما تتيح هذه الزيارة، التنسيق والتشاور المستمر، من أجل تحقيق أهدافنا وغاياتنا المشتركة والتى يأتى فى مقدمتها؛ تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وبما ينعكس أيضا على أمن القارة الأوروبية.

وقال الرئيس: لقد تناولت مباحثاتنا، مع فخامة المستشار الألمانى بشكل تفصيلى، المواجهات   العسكرية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، والتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، الذى أودى بحياة آلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضا بمخاطر جسيمة على المدنيين وعلى شعوب المنطقة، كما أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة، آخذ فى التدهور بصورة مؤسفة.. وغير مسبوقة.

وأكمل: إن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية، يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، فى حالة عدم تضافر جهود جميع الأطراف الدولية والإقليمية، للوقف الفورى للتصعيد الحالى.

وأضاف الرئيس: لقد تناولت وفخامة المستشار «شولتس»، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة، من خلال اتصالاتنا المكثفة، مع طرفى الصراع وجميع الأطراف الدولية والإقليمية، على مدار الأيام الماضية.. واتفقنا فى الرؤى، حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة، وفتح آفاق جديدة للتسوية، من أجل تجنب انزلاق المنطقة، إلى حلقة مفرغة من العنف، وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر.

وأكد الرئيس كذلك، ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها «القدس الشرقية».

وقال الرئيس: اتفقنا فى الرؤى على أهمية العمل بشكل مكثف، على استئناف عملية السلام، عقب احتواء التصعيد الراهن، وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية.

وأعرب الرئيس عن قلق مصر البالغ، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة وشدد على ضرورة السماح، بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.

 

 

 

 

كما أكد الرئيس خلال كلمته فى المؤتمر الصحفى مع المستشار الألمانى،  استمرار مصر فى استقبال المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة، عن طريق معبر رفح البرى، لدى سماح الأوضاع بذلك أخذا فى الاعتبار، أن مصر لم تقم بإغلاقه منذ اندلاع الأزمة، إلا أن التطورات على الأرض، وتكرار القصف الإسرائيلى للجانب الفلسطينى من المعبر.. حال دون عمله.

وشدد الرئيس على رفض مصر، لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات، لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم، أو أن يأتى ذلك على حساب دول المنطقة. ومصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطينى المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطينى.

وحذر الرئيس، من خطورة تصفية القضية الفلسطينية، قائلا: «إن تصفية القضية الفلسطينية أمر فى غاية الخطورة.. لأننا نرى أن ما يحدث فى غزة الآن ليس فقط حرص إسرائيل على توجيه عمل عسكرى ضد حماس، إنما محاولة لدفع سكان المدنيين إلى اللجوء والهجرة إلى مصر».

وأضاف الرئيس: هتكلم بمنتهى الصراحة.. لكل من يهمه السلام فى المنطقة منقبلش كلنا، مش بس فى مصر.. نحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارا استراتيجيا نحرص عليه وننميه، ونسعى أيضا على أن يكون هذا المسار داعمًا لدول أخرى للانضمام إليه.

وأضاف: عاوز أقول إن القطاع الآن تحت سيطرة إسرائيل، وخلال السنوات الماضية مش هقول لم تنجح إسرائيل فى السيطرة على بناء قدرات عسكرية للجماعات والفصائل الفلسطينية.. لكن عاوز أقول إيه اللى خلى الموضوع يصل لكده؟ هل فيه أفق ودولة فلسطينية كانت خلال العشرين تلاتين سنة اللى فاتت؟..هل نجحنا إنها تخرج إلى النور رغم المبادرات المختلفة والقوانين المختلفة التى صدرت من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، والمبادرات العربية اللى اتقدمت فى هذا الشأن على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح.. وطرحنا ده وتكون فيه قوات أممية والناتو والدول العربية تضمن أمن واستقرار فلسطين وإسرائيل.

وتابع الرئيس: «طيب ده ماحصلش.. إحنا لو جينا النهاردة واجتزأنا ما يحدث الآن فى فلسطين دون معرفة أسباب ده.. مش بنبرر.. لا نبرر أبدا أى عمل يستهدف أى مدنى.. لكن بنتكلم ونتناول القضية دى اللى بنعتبرها قضية القضايا، وقضية منطقتنا بالكامل، ولها تأثير كبير جدا على الأمن والاستقرار، وفيه رأى عام عربى وإسلامى داعم جدا لهذا الأمر ويتابع بشدة كل ما يحدث فيها».

وعن دفع الفلسطينيين والنزوح القسرى، قال الرئيس: فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر معناه ببساطة إنه هيحدث أمر مماثل هو تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن، وبالتالى فكرة الدولة الفلسطينية اللى بنتكلم عليها غير قابلة للتنفيذ لأن الأرض موجودة لكن الشعب مش موجود، وبالتالى بحذر من خطورة هذا الأمر.. وبالمناسبة وأنا شرحت هذا الأمر للمستشار الألمانى. الفكرة إن نقل الفلسطينيين من القطاع إلى سيناء ببساطة خالص عبارة عن إن احنا بننقل فكرة المقاومة والقتال من غزة إلى سيناء، وبالتالى تصبح سيناء قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل.. وفى الحالة دى هيبقى من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها تقوم فى إطار رد فعلها تتعامل مع مصر وتقوم بتوجيه ضربات إلى الأراضى المصرية ومصر دولة كبيرة حرصت على السلام بإخلاص، وبالتالى محتاجين إن كلنا نساهم أن الاستثمار الكبير اللى عملناه فى هذا السلام لا يتم تبديده بفكرة غير قابلة للتنفيذ.

وأكمل الرئيس ساخرا: «إذا كان هناك فكرة للتهجير.. توجد صحراء النقب فى إسرائيل ممكن قوى يتم نقل الفلسطينيين حتى تنتهى إسرائيل من مهمتها المعلنة فى تصفية المقاومة والجماعات المسلحة حماس والجهاد الإسلامى فى القطاع ثم ترجعهم إذا شاءت!.. لكن نقلهم إلى سيناء سيؤدى إلى أن العملية العسكرية ممكن تستمر سنوات وهى عملية فضفافة.. لسه منتهناش من المهمة وتتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل ونتحمل فى مصر مسئولية ذلك..والسلام اللى عملناه كله يتلاشى من أيدينا فى إطار فكرة لتصفية القضية الفلسطينية».

 

 

 

واختتم الرئيس: الرأى العام المصرى والعربى يتأثر بعضه ببعض وإذا استدعى الأمر أن أطلب من الشعب المصرى الخروج بالتعبير عن رفض هذه الفكرة فسترون ملايين من المصريين يخرجون للتعبير عن رفض الفكرة ودعم الموقف المصرى فى هذا الأمر بقول الكلام ده لأننا شايفين أن الحصار المطبق على القطاع وعملية منع المياه والوقود والكهرباء ودخول المساعدات إلى القطاع هدفه نقل المواطنين الفلسطينيين من القطاع إلى مصر وهذا أمر ترفضه تصفية القضية الفلسطينية والتهجير إلى سيناء.

وأكد الرئيس أنه من المهم الوصول لوقف التصعيد الجارى، حقنا لدماء المدنيين، وللتعامل مع الوضع الإنسانى الآخذ فى التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام.