هل تتغلب الآلة على البشر؟!

هو واحد من النماذج المشرفة للمصريين فى الخارج. وهو أحد أهم خبراء الذكاء الاصطناعى وتطوير أنظمة التحكم فى الروبوتات على مستوى العالم.

نشأ فى أسرة متوسطة بمحافظة المنوفية ومنها شق طريقه حتى وصل لأن يكون مرجعا فى الذكاء الاصطناعى.

تفوق فى دراسته بقسم الإلكترونيات بكلية الهندسة الإلكترونية بجامعة المنوفية، ليتم تعيينه معيدًا بالكلية.

لكنه قرر أن يبدأ الرحلة من الخارج، فحصل على منحة للماجستير والدكتوراه من أحد المعاهد المتخصصة فى كوريا الجنوبية.

وخلال سنوات قدم لهندسة الروبوت العديد من الابتكارات والاختراعات المهمة التى نتعرف عليها فى سطور الحوار التالى..

• كيف جاءتك فرصة السفر والعمل فى كوريا؟

- بعد تعيينى معيدًا فى كلية الهندسة، كنت أفكر بشدة فى السفر، خاصة أن تخصصى الهندسى يركز بشكل كبير على الروبوتيكس، وهى مجالات متفوقة خارج مصر، وأنا بشكل شخصى كنت مهتمًا بمجال الروبوتيكس.

يكمل: من هنا بدأت أبحث عن فرصة سفر للدول المتقدمة فى هذه المجالات مثل أمريكا واليابان وكوريا وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبى، وبدأت أبحث عن منحة فى هندسة الروبوتات حتى وجدت الفرصة الذهبية فى هذا المعهد الذى أخذت منه درجتى الماجستير والدكتوراه بكوريا الجنوبية، وأبحاثى تهتم بتحسين أنظمة التفاعل بين البشر والروبوت بما يخدم الإنسان فى النهاية.

 •  لماذا اخترت الروبوتات الذكية؟

- لأن هندسة الروبوتات تتضمن أنظمة التفاعل والتحكم فى الروبوتات، وتشتمل على علوم هندسية كثيرة، جزء منها البرمجة والميكانيكا والكهرباء والميكاترونكس.. هذا التخصص يحتوى على أكثر من فرع من فروع الهندسة، وكان هذا دافعا كبيرا لأن الهندسة فروعها متشابكة، ويجب أن يكون لديك إلمام بعلوم الهندسة المختلفة حتى تستطيع أن تخرج بمنتج نهائى. 

أكمل: «ميزة علم الروبوتات أنه متكامل يجمع بين أكثر من علم فى وقت واحد، ومن بين أهم هذه الفروع أنظمة التحكم وهى عبارة عن تخصص أساسى لتشغيل أى روبوت والتحكم فيه». 

• ما هى ابتكاراتك فى مجال تخصصك؟ 

- فى رسالتى للماجستير قمت بتطوير جهاز تحكم لتوليد إشارات معينة فى الروبوت بالمفاعل النووى وقت الخطر، وسلمنا المشروع لوزارة الطاقة الكورية واستقبلونا فى زيارة عملية وقمنا بتركيب الجهاز ودربنا العمال عليه.

يضيف: «وفى رسالة الدكتوراه اشتغلت على أنظمة المحاكاة التى يقوم بها الروبوت للإنسان، ومحاكاة الجزء العلوى الخاص بالذراعين فى التشغيل، فضلا عن جهود أخرى فى مجال أنظمة التحكم فى الطيران وتصميم هيكل الطيران نفسه والبالون الطاير بالهيليوم، وتصميم روبوت تفاعلى مع الإنسان يستطيع أن يعرض محتويات ديجيتال فى أماكن مختلفة دون الحاجة لوجود شاشات.

وهذا المحتوى يستطيع الإنسان أن يتحكم فى مدى اتساعه، ويتحكم فى المدى المعروض نفسه، ويتفاعل مع المحتوى الداخلى للجزء المعروض.

ومؤخرا قمت بتطوير آلة تعلم للروبوت ومن خلالها يمكن إدخال معلومات ثنائية وثلاثية الأبعاد فى محيط الروبوت، وهذه التقنية كانت جديدة من نوعها. وهناك نظام جديد للتعليم اقترحته فى الورقة البحثية الأخيرة فى الدكتوراه، فمن خلاله أستطيع أن أقوم بإدخال معلومات للروبوت بنفس طريقة التعامل مع طفل صغير، حيث يستقبلها الروبوت ويبنى معلوماته الرقمية عليها».

• حدثنا عن طبيعة الحياة فى كوريا وما طبيعة العقبات التى تواجهك؟

- الثقافة الكورية مختلفة جدا، وخاصة الأكل الكورى كما أنه ليس من السهل أن تكتسب ثقة الناس، فليس هناك ود وعشم مثل مصر، والقرب من شخص يأخذ وقتا طويلا جدا، لكننى مع الوقت استطعت أن أتأقلم مع هذه الثقافة. 

 

 

• ما أبزر الجوائز التى حصلت عليها؟ 

- حصلت على منحة الحكومة الكورية مرتين لدراسة الماجستيروالدكتوراه وهى منح تنافسية، كما حصلت على أحسن أداء أكاديمى للطلاب سنة 2018 من بين كل الطلبة فى جميع أنحاء العالم والكوريين فى القسم، وفى النهاية حصلت على منحة من مشروع دعم المواهب فى التكنولوجيا المدمجة ومجال الذكاء الاصطناعى. 

• هناك قلق عالمى من أن يحل الروبوت محل الإنسان فى الكثير من الوظائف.. ما مدى واقعية هذه المخاوف؟

- الروبوتات عادة تقوم بالمهام والوظائف التى فيها تكرار بمنتهى المثالية، وبالتالى العقل البشرى يستطيع أن يوظف هذه المهارات فى وظائف غير تكرارية، لكن وجود الروبوت سيخلق وظائف أخرى، فمثلا قد يقوم الروبوت بتأدية بعض المهام فى أحد دور الرعاية محل الإنسان، لكننا فى نفس الوقت سنحتاج للبشر للقيام بوظائف جديدة فى هذا المكان مثل الفنيين والمهندسين الذين سيتولون أمر الصيانة والاتصال والإشراف على الروبوتات العاملة سواء من ناحية الشبكات أو التشغيل فلو لغيت مهنة واحدة فأنا بذلك أكون خلقت أربع وظائف أخرى.

ثم إن وهذا ما حدث فى الثورات الصناعية، حيث أعتقد الناس فى أوروبا أن الآلات ستلغى دور العمال، لكن مع الوقت وجدوا أن الآلات ساهمت فى تطوير الأداء وخلقت وظائف أخرى.

• ما هى الوظائف المستحيلة التى سيقوم بها الروبوتات بديلا عن الإنسان؟

- لا يمكن أن يتم الاستغناء عن ذكاء الإنسان وقدراته مهما كان، رغم أن هناك وظائف صعبة سيؤديها الروبوت فى المستقبل مثل التدخل فى أوقات الأزمات والزلازل والانفجارات النووية، فالروبوت يستطيع أن يتعامل مع تلك الكوارث، لكن يجب ألا نفقد سيطرتنا على الذكاء الاصطناعى، لأن مجال التطور فيه مخيف بشكل يومى، فكل مخاوف الباحثين فى هذا المجال تتمثل فى أن الأنظمة الذكية يمكن أن تخرج عن السيطرة، ولنفترض أن الآلة ستعلم نفسها بنفسها وبالتالى فمن الممكن أن تكتسب أوامر معينة من تلقاء نفسها، وهذا ما يحدث فى أفلام الخيال العلمى.