الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

مصــر قالــت كلمتهــا

مصر دائما وأبدا فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية
مصر دائما وأبدا فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية

بالتزامن مع الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى حفل تخرُّج دفعة جديدة من الأكاديمية العسكرية المصرية والكليات العسكرية «دفعة 2023».. بمقر الكلية الحربية أقدم صرح عسكرى علمى فى الشرق الأوسط وإفريقيا، وأحد مفاخر الوطن على امتداد واتساع تاريخه العريق، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1811.  



 

وبدأت الاحتفالية بعزف السلام الوطنى، ثم شهد الرئيس مراسم تقليد علم القوات المسلحة وسام الجمهورية بمناسبة مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر أثناء حفل تخريج الأكاديمية والكليات العسكرية.. وصدَّق الرئيس على منح علم القوات المسلحة وسام الجمهورية العسكرى.

كما شهد الرئيس عرضًا جويًا على شكل رقم خمسين، نسبة إلى مرور 50 عامًا على حرب أكتوبر المجيدة.. وحملت طائرات الهليكوبتر علمى مصر والقوات المسلحة.

 

 

 

وشاهد الرئيس فيلمًا تسجيليًا لتدريبات الأكاديمية والكليات العسكرية، وعرضًا عسكريًا لطائرات «إف 16» من مقاتلات الجيل الرابع، وعرضًا آخر لطائرة الإنذار المبكر وطائرتى «ميراج 2000»، وعرضًا للمقاتلات متعددة المهام.. وعرضًا عسكريًا آخر لطائرات «الرافال» من أحدث مقاتلات الجيل الرابع، وكذلك طائرات «ميج 29» متعددة المهام.

وقدم فريق الفروسية بالأكاديمية العسكرية عرضًا متميزًا شارك فيه فرسان وفارسات القوات المسلحة، وهم الفرسان الحاصلون على بطولة الجمهورية فى قفز الحواجز، كما تقدم مجموعة من الفرسان لتشكيل الأشكال الهندسية فى دقة متناهية، ومر خلال العرض نخبة من إناث الخيول العربية الأصيلة والتى تحافظ على الهوية المصرية.

وقدمت قوات الصاعقة المصرية عرضًا هائلاً، إضافة لعرض طائرات تؤمن قوات الصاعقة خلال تنفيذ مهامها، وتم استخدام محدثات صوت خلال العرض.

وبعدها شهد الرئيس تشكيلاً مكونًا من معدات الدلتا لرجال المظلات بمناسبة مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر، وأظهر رجال المظلات مهاراتهم وقدراتهم على تشكيل أصعب التشكيلات بمعداتهم المروحية، ولأول مرة فى سماء العرض شارك رجال القفز فى تشكيل الماسة والمكون من 50 قافزًا من دولة واحدة شاركوا فى تسجيل الرقم القياسى العالمى لتشابك 50 قافزًا من دولة واحدة، ورفع رجال المظلات صورة الرئيس السيسى فى سماء مصر.

 

 

 

وشاهد الرئيس عرضًا للألعاب الجوية، وقدم التحية لأعلام الدول العربية التى شاركت فى حرب أكتوبر، وشهد عرضًا لبعض المعدات التى شاركت فى النصر العظيم والتى سطَّرت ملاحم وأمجاد القوات المسلحة فى أكتوبر 1973.

وشاهد الرئيس عبدالفتاح السيسى عرضًا للموسيقى العسكرية، قدمت خلاله مهارات فنية باستخدام السلاح، كما شكلت الفرق العسكرية بأجسادهم صورة عبارة عن خريطة لشبه جزيرة سيناء، وكلمة «سيناء - أمل جيل».

وشهد الرئيس عرض فيلم تسجيلى عن رموز عسكرية مصرية مضيئة.. وفعاليات تسليم وتسلُّم القيادة لطلاب الكليات العسكرية، وأداء خريجى الكليات العسكرية من «دفعة 2023» يمين الولاء.

وكرم الرئيس أوائل خريجى الأكاديمية والكليات العسكرية «دفعة 2023»، وقلدهم أنواط الامتياز والواجب العسكرى من الطبقة الثانية.

وأهدى الفريق أشرف سالم مدير الأكاديمية العسكرية، الرئيس السيسى كتاب الله، كهدية تذكارية، كما قدم أوائل الكليات العسكرية  والشرطة  هدية للرئيس ودرع الأكاديمية العسكرية تعبيرًا عن الولاء، وقدم أوائل خريجى الجامعات المصرية درع الجامعات المصرية هدية للرئيس.

وفى كلمته للحفل قال الرئيس: تبلغ سعادتى مداها، ونحن نحتفل معًا، بتخريج جيل جديد من أبناء مصر الذين تعلموا فى مدرسة العسكرية المصرية، تعلموا مبادئ الوطنية والبطولة، وقيم الكرامة والعزة وعاهدوا الله واهبين أنفسهم للوطن، محافظيـن علـى أرضه ومقدَّرات شعبه، اختاروا أن يكونوا درع الوطن وسيفه، تسلحوا بالإيمان والعلم والوطنية فى هذه الأكاديمية العسكرية العريقة.

وتوجه الرئيس بتهنئة ممزوجة بكل الأمنيات القلبية الطيبة، بانضمامكم إلى صفوف القوات المسلحة المصرية لتنضموا إلى خير أجناد الأرض.

وأعرب الرئيس عن عظيم التهانى للأسر الكريمة الذين يحصدون اليوم، ثمار ما زرعوه فى نفوسكم ووجدانكم من قيم ومبادئ، وأقدم لهم التحية الواجبة.

تابع الرئيس: أود كذلك أن أغتنم هذه الفرصة مع هذا الجمع الكريم، لتوجيه تحية تقدير وإجلال لشهداء مصر الأبرار الذين قدموا أرواحهم؛ ليظل هذا الوطن باقيًا، وتظل كرامته مصونة، ورايته عالية خفاقة بين الأمم.

أضاف الرئيس: أوجه حديثى إليكم، وإلى كل شعوب الأرض بكلمات واضحة، وعبارات لا تحتمل تأويلًا.. إن حكم التاريخ وقواعد الجغرافيا قد صاغوا ميثاق الشرف العربى فى وجدان الضمير المصرى ما جعل مصر دائمًا وأبدًا فى صدارة الدفاع عن الأمة العربية مقدمة الدماء والتضحيات، باذلة كل ما تملك من أجـل الحــق العربى المشــروع حين كانت الحرب فكنا مقاتلين وكان السلام فكنا له مبادرين لم نخذل أمتنا العربية، ولن نخذلها أبدًا واليوم ونحن فى قلب تطورات شديدة الخطورة، وسعى دءوب من أطراف متعددة للحيد بالقضية الفلسطينية عن مسارها الساعى لإقرار السلام القائم على العدل وعلى مبادئ «أوسلو»، والمبادرة العربية للسـلام، ومقـررات الشـرعية الدوليـة.. إلى تصعيد ينحرف عن هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، صراعات تخل بمبادئ القانون الدولى والإنسانى، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق. وتابع الرئيس قائلاً: إدراكًا منى، ويقينًا بأن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه؛ فإننى أدعو جميع الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والالتزام بأقصى درجات ضبط النفس، وإخراج المدنيين والأطفال والنساء، من دائرة الانتقام الغاشم، والعودة فورًا للمسار التفاوضى، تجنبًا لحرائق ستشتعل فلـن تتـرك قاصـيًا أو دانيًا إلا وأحرقته مع استعداد مصر أن تسخِّر كل قدراتها وجهودها للوساطة، وبالتنسيق مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية الفاعلة دون قيد أو شرط.

 

 

 

وأضاف الرئيس: أؤكد بشكل واضح أن سعى مصر للسلام، واعتباره خيارها الاستراتيچى يحتم عليها ألا تترك الأشقاء فى فلسطين الغالية، وأن نحافظ على مقدرات الشعب الفلسطينى الشقيق، وتأمين حصوله على حقوقـه الشـرعية، فهذا هو موقفنا الثابت والراسخ، وليس بقرار نتخذه، بل هو عقيدة كامنة فى نفوسنا وضمائرنا آملين بأن تعلو أصوات السلام، لتكف صرخات الأطفال، وبكاء الأرامل ونحيب الأمهات، ولن يتأتى ذلك إلا بتوفير أقصى حماية للمدنيين من الجانبين فورًا، والعمل على منع تدهور الأحوال الإنسانية، وتجنب سياسات العقاب الجماعى، والحصار والتجويع والتهجير.

وأكد الرئيس ضرورة عدم تحمل الأبرياء تبعات الصراع العسكرى، وهو ما يستوجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لأبناء الشعب الفلسطينى، بشكل عاجل ويجب على المجتمع الدولى اليوم أن يتحمل مسئولياته فى هذا الصدد؛ فمن أجل السلام فليعمل العاملون.

واختتم الرئيس كلمته قائلًا: إن مصر بجيشها وشعبها، يصيغون على مدار عقد كامل، صيغة للمستقبل منذ أن انحاز الجيش لإرادة المصريين، وواجهوا معًا قوى الشر والظلام التى أرادت أن تطفئ نور الوطن، وكانت إرادة الله أن يظل نور مصر باقيًا، ليفيض على العالم بالسلام والمحبة، واجهنا الإرهاب والترويع، استعدنا بناء المؤسسات، واجهنا التحديات بالتنمية والبناء وسنظل نواجه كل التحديات بإصرار وعزيمة، وباصطفافنا الوطنى عاقدين العزم أن تظل مصرنا العزيزة فى صدارة الأمم، وأن ينعم شعبها بحياة كريمة تليق به وبجيش مصر وشعبها وبالله من قبل ومن بعد ستحيا مصر.

وتحدث الرئيس للحضور عن جهود مصر لوقف التصعيد فى غزة، قائلاً: «كنا حريصين دائمًا ألا نتطلع أبدًا خارج حدودنا.. فمنذ مئات وآلالاف السنين، ولم يكن لمصر أبدًا تطلع لتجاوز هذه الحدود أو الطمع فى أرض أو قدرات الآخرين، كنا دائمًا راضين باللى ربنا أعطاه لنا ونعمل به».

وأضاف: «إن المرحلة الراهنة مرحلة صعبة للغاية ونبذل جهدًا كبيرًا للغاية لاحتواء التصعيد الموجود والاقتتال الموجود، ونحاول أن نصل إلى وقف الاقتتال وأيضًا التخفيف عن الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، واتصالاتنا لا تنتهى».

وأكد الرئيس: «إننا نحدث الجميع قادة ومسئولين والكل مهتم، ونحن حريصون على المساعدات سواء طبية أو إنسانية أن تصل إلى القطاع».

مشيرًا إلى أنه يتردد كلام كتير وشائعات وهناك مغرضون حبيت أكد إننا مش ساكتين وبنتحرك مع قادة الدول العربية وأصدقائنا وحلفائنا لإيجاد حل للموضوع، طبعا نحن متعاطفون، ولكن نريد أن نتعامل بعقولنا لنصل إلى السلام والأمان بشكل لا يكلفنا الكثير، هذا ليس معناه أننا لا نريد أن نتكلف ونحن مستعدون أن نتكلف فى إطار قدراتنا.

أوضح: نحن لم نسبب مشكلة لأحد، بالعكس نحن نتحدث ولدينا 9 ملايين من الضيوف جاءوا لمصر من أجل الأمن والأمان، وبالنسبة للقطاع فهناك خطورة كبيرة جدا لأن ده معناه تصفية القضية ومهم قوى إننا نبقى منتبهين لهذا، عندما كان الأمر يتعلق بمشاكل أمنية فى بلاد الضيوف، لكن الأمر فى غزة مختلف، فهذه القضية هى قضية القضايا، وقضية العرب كلها، ومهم أن يظل شعبها صامدًا ومتواجدًا على أرضه ونحن سنبذل أقصى جهد للتخفيف عنه.

وتحدث الرئيس عن أبرز التحديات التى تواجه مصر، قائلًا: «بالنسبة للمصريين أعرف التحديات جيدًا بقالنا من 2011 والظروف صعبة ومن أزمة لأزمة لكن عزاؤنا أن ربنا سبحانه وتعالى بيسلم البلد دى من كل شر وسوء».

 

 

 

وأضاف الرئيس: الأمر بالنسبة إلينا مرتبط بحياة وتكلفتها، ولكن هناك فارق كبير بين تكاليف حياة وبين إهدار حياة.. بين تكاليف حياة قد تكون غالية علينا وبين إهدار حياة وخراب دول، ومصر هتفضل بفضل الله سبحانه وتعالى صامدة وباقية وقادرة بيكم أنتم ومحدش يستطيع المساس بمصر إلا من خلالكم.. لكن قدرة مصر على تأمين نفسها وحماية نفسها بفضل الله كافية، وشعبها أيضًا مسئول معنا على حفظ مصر وأمنها. وتابع الرئيس موجهًا حديثه للمصريين: «اوعوا حد يزين لكم أو يفتنكم كفاية خراب الدول الأخرى»، ومبروك أبنائنا وبناتنا اللى اتخرجوا النهاردة وربنا يحفظكم وتكونوا دائما قدرة وقوة لمصر.