فلســطين فــى القلـــب

متابعة: ياسمين خلف
فور اندلاع الأحداث الدامية بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، تركزت الاتصالات الدولية والإقليمية فى انتظار دور مصرى محورى لما لمصر وقيادتها من ثقل دولى وإقليمى ودور فاعل فى الشأن الفلسطينى، وتوالت الاتصالات من كل حدب وصوب بالرئيس عبدالفتاح السيسى لبحث التطورات المتصاعدة للأحداث.
وحتى مثول المجلة للطبع، ما زالت الاتصالات تتوالى بين المسئولين المصريين والفاعلين الدوليين والإقليميين.

وتلقى الرئيس السيسى اتصالا هاتفيا من أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة لمناقشة آخر التطورات ومحاولة التوصل لوقف العمليات العسكرية على مختلف الجبهات، وحماية المدنيين من خلال إجراءات فورية لمنع المزيد من التدهور فى الأوضاع الإنسانية، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لاحتواء الموقف واستعادة التهدئة، وإحياء عملية السلام.
كما أكد الرئيس ضرورة العمل الجدى لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية الصادرة بذات الشأن، مع مواصلة مصر جهودها لتوفير الدعم لأية خطوات مستقبلية فى هذا الصدد، إلى جانب الدور الهام للأمم المتحدة بالتنسيق مع الأطراف الفاعلة فى المجتمع الدولى للمساهمة فى هذا المسار الذى لا غنى عنه لتحقيق السلام والأمن المستدامين فى الشرق الأوسط.
وتلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، جرى خلاله التشاور بشأن جهود احتواء التصعيد بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فى ظل التطورات المتلاحقة على هذا الصعيد التى تنذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة، حيث توافق الرئيسان بشأن أهمية حث جميع الأطراف على الوقف الفورى للمواجهات والعنف، وتجنيب تعريض المدنيين للمزيد من المخاطر وإزهاق الأرواح، أخذًا فى الاعتبار ضرورة حماية المدنيين وتأمين الأوضاع الإنسانية الملائمة لمعيشتهم وحياتهم. كما أكد الرئيسان فى ذات السياق أن إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى بشكل نهائى يتأتى عن طريق إتاحة الأمل والأفق السياسى، وتطبيق حل الدولتين استنادًا إلى المرجعيات المعتمدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.
فى السياق ذاته، تلقى الرئيس اتصالًا هاتفيًا من الأمير محمد بن سلمان، ولى عهد المملكة العربية السعودية ورئيس مجلس الوزراء، حيث تم التباحث حول مستجدات التصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وما يشكله من خطورة كبيرة على حياة المدنيين، وتهديد لاستقرار المنطقة.. وقد تم التشديد خلال الاتصال على أهمية ضبط النفس فى هذه المرحلة الدقيقة وتغليب صوت العقل ومسار التهدئة، منعًا لتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية وخروجها عن السيطرة.
كما تم التوافق كذلك على مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر والسعودية خلال الفترة المقبلة لتأكيد الرؤية العربية بشأن القضية الفلسطينية، والتى تتمحور حول تحقيق التسوية الشاملة والعادلة على أساس حل الدولتين، وفق مرجعيات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذى يتطلب التهدئة الفورية ووقف المواجهات العسكرية فى جميع الاتجاهات.
وفى نفس الإطار تلقى الرئيس السيسى اتصالا من الشيخ تميم بن حمد آل ثانى أمير دولة قطر وآخر من السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان.
وفى اتصال آخر، تلقاه الرئيس من الرئيس القبرصى نيكوس خريستودوليدس، تم تناول الجهود الجارية لوقف التصعيد بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، حيث توافق الرئيسان فى هذا الصدد على أهمية تضافر جميع الجهود على المستويين الإقليمى والدولى لحث الأطراف على تغليب مسار ضبط النفس، والابتعاد عن دوامة العنف لتجنيب المدنيين تبعات هذا التصعيد.
وأكد الرئيس مواصلة مصر لاتصالاتها الحثيثة مع مختلف الأطراف من أجل تحقيق التهدئة ووقف التصعيد المتبادل، مع التشديد على أهمية التعامل مع القضية الفلسطينية من منظور شامل يعالج جذور الأزمة ويحقق الاستقرار المستدام فى المنطقة.

إضافة إلى ذلك تلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من كارل نيهامر مستشار النمسا، للتباحث حول جهود احتواء الموقف ووضع حد للعنف الدائر وما يتسبب فيه من إزهاق لأرواح المدنيين، لاسيما فى ضوء ما يفرضه الوضع الحالى من تهديد لأمن واستقرار المنطقة، حيث أكد الرئيس ضرورة دفع مسار التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وهو الأمر الذى يتطلب وقف التصعيد ومنع تدهور الموقف وحث جميع الأطراف على ضبط النفس.
وفى الإطار تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تناول الاتصال تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، والجهود الجارية لوقف التصعيد العسكرى الجارى. وفى هذا الإطار توافق الرئيسان على أهمية تكثيف التنسيق والتشاور ودفع الجهود الدبلوماسية الرامية لخفض التصعيد والعنف، لحماية المدنيين وحقن الدماء، والشروع فى مسار تحقيق السلام الشامل والعادل والمستدام، لضمان الأمن والاستقرار فى المنطقة.
كما تلقى الرئيس اتصالًا من المستشار الألمانى أولاف شولتز، وتوافقًا على أهمية العمل المكثف نحو وقف التصعيد العسكرى، للحيلولة دون انجراف الوضع إلى دوائر مفرغة من العنف والمعاناة الإنسانية، أخذًا فى الاعتبار التداعيات الجسيمة المحتملة على الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد الرئيس كذلك ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للصراع من خلال دعم مسار التهدئة ودفع جهود تسوية القضية الفلسطينية على نحو عادل وشامل ومستدام على أساس حل الدولتين وفقًا للمرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
الرئيس الفلسطينى
فضلا عن ذلك تلقى الرئيس السيسى اتصالًا هاتفيًا من الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، حيث بحث الرئيسان حالة التصعيد الأمنى والعسكرى على الصعيد الفلسطينى الإسرائيلى، وأشارا إلى خطورة غياب الأفق السياسى وتفاقم الأوضاع الراهنة على النحو الذى يهدد حياة المدنيين وأمن واستقرار المنطقة.
كما أعرب الرئيسان عن القلق البالغ من استمرار التصعيد الحالى، وما يصاحب ذلك من تدهور شديد للأوضاع الأمنية والإنسانية، مؤكدين أن تحقيق الاستقرار المستدام بالمنطقة يتطلب التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وفقًا لمرجعيات الشرعية الدولية.
واستكمالا للاتصالات الهاتفية، تلقى الرئيس اتصالًا هاتفيًا من شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبى، وأكد الرئيس أهمية وقف التصعيد الجارى وممارسة ضبط النفس من جميع الأطراف، لما ينطوى عليه الأمر من مخاطر جسيمة على حياة المدنيين وأمن واستقرار المنطقة، مستعرضًا التحركات المصرية الجارية مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية فى هذا الصدد، بهدف توحيد الجهود واتساقها، وتجنيب المنطقة المزيد من عوامل الاضطراب وعدم الاستقرار، وصولًا لدفع جهود السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وفقًا للقانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وخلال استقباله «كيم جين بيو» رئيس الجمعية الوطنية بكوريا الجنوبية، ناقش الرئيس السيسى مستجدات القضايا الإقليمية والدولية، وفى مقدمتها تطورات الأزمة الراهنة على الصعيد الفلسطينى الإسرائيلى، حيث تم التوافق على أهمية العمل لمنع التصعيد لما له من تداعيات خطيرة على الأوضاع الإنسانية وأمن واستقرار المنطقة بالكامل، وأكد الرئيس ضرورة استناد مسار التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية على حل الدولتين بما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.