الخميس 9 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

العبور الجديـد لسينـاء

يعد مشروع الاستصلاح الزراعى فى سيناء هو الأهم فى قاطرة مشاريع التنمية المستدامة بها، لأنه يخلق تجمعات سكانية جديدة فى سيناء بإجمالى مليون مواطن.



وتسير الدولة بخطوات ثابتة فى إعمار سيناء، حيث رصدت حتى الآن أكثر من 700 مليار جنيه لعمليات التنمية المستمرة، من أهمها بناء 5 أنفاق لإنهاء الفصل بين سيناء والوادى، جنبًا إلى جنب مع الجسور الثابتة والمتحركة، مع استصلاح أكثر من 500 ألف فدان وتمرير مليونى متر مكعب من المياه يوميًا تعبر لرى هذه الأرض المستصلحة».

 

 

 

وتهدف الدولة لإنشاء 11 تجمعًا زراعيا تنمويًا سكنيا متكاملًا ومدينة رفح الجديدة، وإنشاء 7 تجمعات زراعية تنموية سكنية متكاملة لزيادة الرقعة الزراعية وتحقيق التنمية الشاملة وتنفيذ البنية التحتية لـ600 قطعة أرض بمنطقة الرويسات.

مليون فدان 

وقال الدكتور السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، إننا نسعى لاستصلاح مليون فدان بسيناء ضمن مخطط التنمية الشاملة بسيناء، لافتًا إلى أن هناك مخططًا للاستفادة من مياه محطة مصرف بحر البقر، مشيرًا إلى أن الدولة تسعى لجعل سيناء سلة الغذاء فى مصر؛ وذلك من خلال زيادة رقعة الأراضى الزراعية وتحقيق التنمية كهدف استراتيجى، مشيرًا إلى أنه تم البدء بالمشروع القومى لتنمية سيناء عام 1994 وتوصيل مياه النيل إلى سيناء عبر ترعة السلام التى تضيف مساحة 400 ألف فدان إلى الرقعة الزراعية منها 125 ألف فدان بالمحافظات المجاورة و275 ألف فدان داخل شمال سيناء.

وشدد القصير على أن اهتمام القيادة السياسية، بملف التنمية الشاملة بوجه عام والتنمية الزراعية بشكل خاص فى سيناء، خطوة غاية فى الأهمية، نظرًا لما تتمتع به سيناء من مقومات سواء على مستوى التربة أو المياه، مضيفًا أن المشروع القومى لتنمية وسط وشمال سيناء، الذى يتعلق باستصلاح وزراعة الأراضى بالمياه المنصرفة من محطة بحر البقر، إضافة جديدة للرقعة الزراعية، لتحقيق الأمن الغذائى وتلبية احتياجات المواطنين من مختلف السلع والمنتجات الزراعية.

وأشار وزير الزراعة إلى نجاح الدولة فى توفير المياه اللازمة سواء للشرب أو الرى، وهو ما يبعث الحياة فى ملايين الأفدنة الصالحة للزراعة فى سيناء، مما يسهم بقوة فى تعزيز ودعم الإنتاج الزراعى وتوفير الآلاف من فرص العمل للشباب، ليس فقط من سيناء ولكن من جميع المحافظات، موضحًا أن الدولة بالفعل تمكنت من تحقيق نهضة زراعية حقيقية، من خلال التوسع الأفقى باستصلاح مساحات جديدة أو التوسع الرأسى من خلال تعظيم الاستفادة من وحدتى الزراعة والرى، وجار العمل على زيادة معدلات الإنتاج وتحقيق أقصى استفادة من الموارد المتاحة.

ويجسد المشروع القومى لتنمية وسط وشمال سيناء فكرة الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة سواء أراض أو مياه؛ من خلال استصلاح 456 ألف فدان بكامل مرافقها؛ من ترع وشبكات رى بأحدث طرق الرى وشبكات الكهرباء والطرق المتصلة مع أنفاق وكبارى قناة السويس، وما يتبعهم من إنشاء مجتمعات عمرانية متكاملة مكونة من قرى نموذجية على أحدث طراز وبأعلى درجات الجودة، من حيث البنية الأساسية والمرافق العامة وتوفير سبل العيش من كهرباء ومياه وصحة وتعليم وملاعب رياضية وأجهزة حكومية.

ويهدف المشروع إلى تقوية وتدعيم سياسة مصر الزراعية بزيادة الرقعة الزراعية والانتاج الزراعى، الاستفادة من مياه الصرف الزراعى التى كانت تضيع سدى فى البحر، إعادة توزيع وتوطين السكان بصحراء مصر وربط سيناء بمنطقة شرق الدلتا وجعلها امتدادًا طبيعيًا للوادى، وكذلك استغلال الطاقات البشرية للشباب فى أغراض التنمية الشاملة.

ويعتمد المشروع على استغلال مياه الصرف الزراعى بطاقة إنتاجية 7.6 مليون متر مكعب من المياه يوميًا؛ من مصرف بحر البقر، ومصرف قادوس غرب قناة السويس عبر سحارات ترعة السلام إلى مناطق المشروع وجار أيضًا عمل البنية التحتية للرى ونقل المياه واستصلاح الأراضى.

وقامت الدولة بإنشاء محطة المعالجة ثلاثيًا لمياه مصرف بحر البقر تبلغ طاقتها الإنتاجية 5.6 مليون متر مكعب يوميًا، بتكلفة 18 مليار جنيه، بهدف الاستفادة من مياه الصرف الزراعى، بدلًا من إلقائها فى بحيرة المنزلة وتسبب مزيدًا من التلوث، وسيتم التخلص منها فى محطة المعالجة الثلاثية فى شرق القناة عبر سحارة «السلام»؛ لتصبح قيمة مضافة للاقتصاد المصرى وللأجيال القادمة، بعد ما كانت تعد مصدرًا من مصادر تلوث بحيرة المنزلة والبحر المتوسط وعبئًا اقتصاديًا وبيئيًا وإهدارًا للثروة السمكية.

المحطة تقع على مساحة 155 فدانًا بإجمالى 650 ألف متر مربع إلى الجنوب من مدينة بورسعيد بحوالى 27 كيلو مترًا.

وسيتم تحويل المياه من الجهة الغربية من (محطة السلام) إلى الضفة الشرقية من خلال عبور المياه داخل 2 سحارة قائمة أسفل قناة السويس، حيث تم تنفيذ 4 خطوط قطر 3800 مم (2 خط لكل سحارة) لنقل المياه من السحارة إلى القناة المكشوفة الموجودة خارج حدود محطة المعالجة التى يقدر طولها بـ 750 مترًا تقريبًا ومنها إلى قناة الدخول الموجودة داخل المشروع التى تقدر بطول 586 مترًا.

 

 

 

والمحطة تعمل من خلال أربع وحدات لمعالجة المياه، حيث تقدر الطاقة الاستيعابية لكل وحدة معالجة بـ 1.4 مليون متر3/يوم، وذلك إلى جانب بلوغ الطاقة الإنتاجية لمحطة معالجة مصرف المحسمة مليون م3/يوم لزراعة ما يقرب من 60 ألف فدان.

الدلتا الثالثة 

وتخطط الدولة لاستصلاح ومد البنية التحتية لعدد 271 ألف فدان كمرحلة أولى يتم زراعة المستهدف على عدة مراحل، وزراعة 275 ألف فدان على مياه ترعة السلام، بحيث تصبح شمال سيناء هى الدلتا الثالثة من خلال الزراعة على مياه الآبار ومحطة معالجة بحر البقر وترعة السلام ومن المستهدف أن يتم التوسع فى زراعة القمح والشعير وغيرها.

وتم إجراء دراسات حصر وتصنيف الأراضى فى المشروع اعتمادًا على الاستفادة من مياه محطة معالجة الصرف الزراعى بالمحسمة وأيضًا محطة معالجة الصرف الزراعى بمصرف بحر البقر التى تعتبر من أكبر محطات معالجة المياه فى العالم.

ومحطات الرفع عليها العامل الرئيسى لرفع المياه للمشروع من خلال طلمبات وتوصيلها للمعالجة الثلاثية. ويجرى حاليًا إنشاء 18 محطة لنقل المياه من محطة معالجة مياه بحر البقر إلى الأراضى المخطط زراعتها بشمال ووسط سيناء لخدمة المشروع بتكلفة إجمالية 3.799 مليار جنيه. 

بينما يعتبر مشروع ترعة السلام، من أهم مشروعات التنمية العملاقة حيث يُساهم فى إضافة نحو 620 ألف فدان للرقعة الزراعية تروى بمياه النيل بعد خلطها بمياه الصرف الزراعى بنسبة 1:1 وتمتد ترعة السلام وفروعها بطول 262 كم.

 

 

 

وينقسم المشروع إلى مرحلتين، أولاهما مرحلة غرب قناة السويس، وتمتد الترعة بطول 78 كم - من مأخذها على النيل فرع دمياط وحتى قناة السويس وتخدم زمامًا قدره نحو 220 ألف فدان وتخترق الترعة فى مسارها 5 محافظات (دمياط - الدقهلية - الشرقية - الإسماعيلية - بورسعيد)، وتم الانتهاء من أعمال البنية الأساسية لهذه المرحلة بتكلفة إجمالية بلغت 300 مليون جنيه، والمرحلة الثانية «شرق قناة السويس وفى سيناء»، وشملت هذه المرحلة إنشاء سحارة ترعة السلام أسفل قناة السويس لنقل مياه النيل إلى أرض سيناء، وتم تنفيذها بالكامل بتكلفة إجمالية 881 مليون جنيه ويـبــلغ أقصى تصــرف للسحارة 160 م3 / ث، وتعتمد المنطقة فى ريها على ترعة الشيخ جابر وفروعها، وتمتد بطول 571 كم على أرض سيناء وتخدم زمامًا قدره 400 ألف فدان ويبلغ طول الترعة الرئيسية 5،68 كم، بما فى ذلك إنشاء الجسر الواقى من ترعة الشيخ جابر الصباح بطول 5،12 كم، والانتهاء من الأعمال الترابية والصناعية والحماية للترعة بطول 5،42 كم، وتنفيذ باقى الأعمال لطول الترعة حتى الكيلو 5،68 بنسبة 59 %، الانتهاء من إقامة كوبرى وعدد 3 قناطر رئيسية وإقامة ثلاثة كبارى وقنطرة، وكذلك الانتهاء من محطتى الرفع الرئيسية على الترعة رقم (5، 6.)، وإنشاء مصرف الفرما وبالوظة وفروعها، ونسبة 57 % من محطة صرف الفرما، إلى جانب الانتهاء من تنفيذ ترعة جنوب القنطرة شرق .