السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
وداعًا يا باندا.. حتوحشنا !!

وداعًا يا باندا.. حتوحشنا !!

عهد الباندا ودبلوماسيتها انتهى. هكذا قالت عناوين التقارير والتعليقات الصحفية الأمريكية فى الأسابيع الأخيرة مع إقامة حفلات وداع وباى باى لهذا الحيوان الجميل. فى بداية شهر ديسمبر القادم ستغادر ثلاثة من حيوانات الباندا واشنطن فى طريقها إلى الصين. وهذه بالمناسبة كانت من سكان العاصمة الأمريكية لسنوات طويلة والأصغر سنا منها ولد قبل ثلاث سنوات. ومقر إقامتها كان حديقة الحيوان الوطنية وهى تابعة لمؤسسة سميثسونيان الراعية للمتاحف التاريخية والفنية. وعددها 17 متحفًا فى واشنطن.



الحديث عن دبلوماسية الباندا ليس بالأمر الغريب لأن قدوم الباندا من موطنه الأصلى إلى أمريكا وتحديدا العاصمة الأمريكية ارتبط بالتقارب الذى حدث ما بين بكين وواشنطن فى بداية السبعينيات.

حديقة الحيوان الوطنية لديها باندا منذ عام 1972 إذ تم إهداء زوج من الباندا للرئيس الأمريكى آنذاك ريتشارد نيكسون من جانب الزعيم الصينى ماو تسى تونج, وذلك فى مقابل زوج من ثيران المسك القطبى الشمالى كهدية من نيكسون مع بدء العلاقات ما بين البلدين.

بعد وفاة زوج الباندا فى عام 1999 تعاقدت حديقة الحيوان الوطنية مع الجهة الصينية المعنية بالحفاظ على الحياة البرية والحيوانات وبمقتضى اتفاق مدته عشر سنوات تم إرسال ماى زيانج وتيان تيان إلى واشنطن فى العام التالى (2000). منذ ذلك الحين تم تجديد التعاقد ثلاث مرات. آخر عقد اتفاق كان لمدة ثلاث سنوات. وجدير بالذكر أن حديقة الحيوان الوطنية كانت تدفع للصين سنويا 500 ألف دولار مقابل إعارتها.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

وبمغادرة باندات واشنطن الثلاثة لا تبقى فى الولايات المتحدة إلا أربع باندات فى حديقة حيوان أتلانتا بولاية جورجيا. وعقد تواجدها هناك سوف ينتهى مع نهاية عام 2024. حيوانات باندا كانت متواجدة من قبل فى حديقة حيوان كل من سان دييجو (ولاية كاليفورنيا) وممفيس (ولاية تينيسى) وغادرتها إلى الصين.

الانفتاح على الصين فى بداية السبعينيات كان بدبلوماسية البنج بونج ـ تنس الطاولة.

ثم تم طرق أبواب أخرى وتمهيد طرق أخرى للتواصل مثل دبلوماسية الباندا. والتى كانت دبلوماسية شعبية لأنها أضافت البهجة كثيرا لأطفال أمريكا وبالطبع لأجيال عديدة شاهدت باندا فى حدائق حيوان أمريكية خلال الخمسين السنة الماضية.

ويجب أن أذكر هنا بالطبع أنى كنت محظوظا وسعيدا برؤيتى للباندا.. هذا الدبدوب الأبيض والأسود الحبوب ومتابعة حركته أو جلسته واهتمامه بالتهام نبات البامبو فى المرات العديدة التى زرت فيها حديقة الحيوان الوطنية فى واشنطن خلال السنوات الثلاثين الماضية. وأحيانا تابعت حياتها من خلال الإنترنت وتوجد كاميرا تتابع الحيوان فى مقر إقامته على مدار الساعة. مع نهاية العام الماضى تجاوز عدد المشاهدات للموقع الـ100 مليون مشاهدة. 

والحديث الدائر حول الباندا لم يتوقف. ويبدو أن الصين بعد أن اطمأنت على مستقبل الباندا.. ودوام تناسلها فضلت أن يظل هذا الحيوان الجميل فى موطنه الأصلى ولذا لم تجدد طلبات الإعارة.

وقد ذكر من قبل الكثير حول استخدام الباندا كأداة أو وسيلة للتواصل وعقد الصفقات مع دول العالم. وفى هذا الصدد أشارت دراسة أجريت عام 2013 عن علاقة ما بين إعارة باندا وإعطائه لمدة معينة وعقد صفقات يورانيوم مع كل من كندا وفرنسا.

ومن المعروف أن الباندا موطنه الأصلى جنوب وسط الصين. ومتوسط مدة حياته 30 سنة. ووزنه يتراوح ما بين 70 و100 كيلوجرام. ويأكل يوميا ما بين 9 إلى 18 كيلو من البامبو. بما أننا نتحدث عن الباندا باعتباره كان حيوانا نادرا أو كاد أن يختفى من حياتنا. فمن الطبيعى أن يتساءل المرء ما هو عدد حيوانات الباندا الموجودة الآن على وجه الأرض؟

وحسب WWF J المنظمة الدولية للحياة البرية فإن عددها يقدر بـ1864 (فى أبريل 2023). والأمر الذى يدعو للتفاؤل أن عددها أصبح فى تزايد وهناك جهود حثيثة تبذل من أجل حماية وجودها والحفاظ على البيئة الخاصة بها.

العودة إلى بيت الأهل

كشفت وكالة بلومبرج للأنباء أن نحو 23 مليون فرد أى 45 فى المائة من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 سنة يعيشون الآن مع أهاليهم. وهى تقريبا نفس النسبة التى كانت عليها إقامة الأبناء والبنات مع أهلهم فى الأربعينيات من القرن الماضى.

وتعددت الأسباب حسب استطلاع للرأى الذى أجرته بلومبرج. أبرزها مالية أو اقتصادية. إذ قال 41 فى المائة منهم توفير المال. فى حين شدد 30 فى المائة منهم على العناية بأفراد الأسرة الأكبر سنا. ثم جاءت الأسباب كالتالى: لا أستطيع دفع تكلفة الإقامة لوحدى، ثم أريد أن أساهم فى مصروفات الأسرة وأيضا بسبب هموم كوفيد.