الإثنين 12 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

ستصل مصر فى وقت قريب إلى المكانة التى يصبو إليها ويستحقها شعبها العظيم

قادرون على صون الوطن

تحية لشهداء مصر الأبرار
تحية لشهداء مصر الأبرار

فى الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة، شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الندوة التثقيفية الـ38 للقوات المسلحة، احتفالًا بالذكرى الخالدة، وذلك بحضور قادة القوات المسلحة، وكبار رجال الدولة.. حيث انطلقت الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، بآيات من القرآن الكريم.



وشارك الرئيس السيسى فى تحية السلام لشهداء حرب 6 أكتوبر 1973، كما شهد جلسة نقاشية بين عدد من الشخصيات التى عاصرت الحرب ومن بينها أحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، واللواء محمود طلحة المدير الأسبق لكلية القادة والأركان.

وطالب الرئيس، الحضور بالوقوف تقديرًا واحترامًا لأبطال معركة رأس العش، كما حرص على مصافحة الأبطال الذين شاركوا فى المعركة وتبادل معهم أطراف الحديث.

وعلق الرئيس السيسى على دعوة الدكتورة مها شهبة أستاذ الإعلام وصانعة الأفلام الوثائقية بإنشاء منصة رقمية حديثة عن حرب أكتوبر، قائلًا: «أى حاجة ممكن تتعمل من أجل أن نوعى شبابنا ليكون ناضج وحى.. ومستعدين نعمل أى حاجة حقيقية».

وقال الرئيس خلال الندوة: كنا نتأثر بالبيئة الدولية الموجودة حيث كان هناك صراع بين قوتين عظميين «أمريكا والاتحاد السوفيتى»، والجيل الذى لم يشهد ذلك لا يستطيع أن يعرف تأثير هذا الأمر على مجريات الأحداث، وإلى حد كبير كان هذا يقرر مصائر دول نتيجة المباحثات بين الدولتين وهذا الوضع تغير فى سنة 1990 و1991 وحدثت تطورات كبيرة لكن فى هذا الوقت كان له تأثير كبير على استعادة قدراتنا وبنائها.

وأضاف: «نختلف مع كل من يتحدث عن هذا الموضوع، فلو عشت الحالة من67 إلى 73 هتعرف أن مصر مش انتصرت مصر قفزت».

وقدم الرئيس، الشكر والتقدير لكل المشاركين: قائلًا: خلينى أوجه لكم الشكر لمعالى الأمين العام وأستاذى اللواء طلحة اللى بنبجله ونحترمه لعلمه.. إحنا من الجيل اللى اتعلمنا منه.. وأنا هتكلم الأول الهزيمة إمتى؟.. حالة الهزيمة كانت حدثت فى الميدان العسكرى 67 لكن حالة التحدى القومى كانت فى 9 يونيو عندما خرج المصريون لرفض تنحى الرئيس عبدالناصر.

 

تكريم رئاسى لأسر الشهداء
تكريم رئاسى لأسر الشهداء

 

وأضاف: «ده كان أمر بالنسبة للواقعة الهائلة بتأثيراتها الضخمة جدًا على مصر والجيش والأمة العربية هائل، لكن بالرغم من كده المصريين خرجوا ومحدش شوه الفكرة.. فى ناس بتقول دى كانت مترتبة.. لا.. المصريين خرجوا علشان يقولوا مش قابلين الهزيمة والإسرائيليين موجودين فى سيناء كلها».

وأوضح: كل اللى مهتم بالقضية لازم يعرف إن القضية لم تبدأ فى 73، ولكن فى أعقاب الضربة ووسط الألم والهزيمة الجميع تحمل من 67 إلى 73.

وقال الرئيس، إنه رغم الدعم العربى لحرب أكتوبر 1973، تم تخصيص كل موارد مصر لصالح المجهود الحربى، متابعًا: «لكم أن تدركوا أن الشعب المصرى فى هذا الوقت كان بيخرج يجيب حاجته بالطابور، وقضية الوعى اللى أقصده أن غياب المشاهدة غياب الحضور، اللى بيتكلم غير اللى عاش، انت عايز تقول للى بيسمع إنت ما شفتش ده.. لازم حد يدوقهم الحكاية بعمقها».

 

تكريم اسرة الشهيد المرسى محمود المرسى
تكريم اسرة الشهيد المرسى محمود المرسى

 

وأضاف: «حجم الجهد والإصرار اللى وضعوه المصريون رفضًا للهزيمة كبير، والكلام ده يمكن أدهش الإسرائيليين نفسهم، وكانوا متوقعين أن الموضوع ده هيترتب عليه خروج رئيس مصر من المشهد فى مصر، وهقول للناس فى مصر أنا فى تقديرى كنت بعتبر أن أحد عناصر قوى الدولة الشاملة فى هذا الوقت هو شخص الرئيس».

وتابع الرئيس: «كان تحدٍ آخر فى سنة 1970 عندما توفى الرئيس جمال عبدالناصر، ودى كانت ضربة كبيرة جدًا جدًا وقاسية جدًا على وجدان الشعب المصرى».

وأكمل «كان عندى 13 سنة وفاكر كل حاجة اتعملت.. رأس العش والمدمرة إيلات وأى بيان اتقال كنت موثقه.. وجايب جرايده والكتب اللى اتكلمت عن اللى حصل».

وتابع: «فيه مقالة واحدة من ضمن المقالات اللى اتكتبت ضمن خطة الخداع الاستراتيچى كتبها المفكر العظيم محمد حسنين هيكل.. كان بيتكلم فيها عن محاولات العبور والنتائج اللى ممكن تحصل.. كنت بقرأ كل المقالات اللى بتصدر عن الحرب والصراع وحرب الاستنزاف لو جبتهالكم وهى بقالها أكتر من 52 سنة وشوفتوها هتعرفوا قد إيه حجم القفزة.. والله لا أبالغ عشان أنا مصرى أو علشان أنا ظابط جيش.. ده مكنش ممكن حد تانى يعملها إلا الجيش المصرى فى الوقت ده».

 

مصر لا تنسى أبطالها
مصر لا تنسى أبطالها

 

وتحدث الرئيس عن تفاصيل حرب أكتوبر، قائلًا إنه بمفردات القوة الموجودة التى كانت لصالح إسرائيل، تمكن الجيش المصرى بالفكر والتخطيط والعزيمة أن يحقق النصر، وعندما نقول اليوم إنه كان هناك جسر جوى ضخم نحن لا نستدعى حالة بل نحكى كيف نفهم الحكاية.

وأضاف: «عندما يقول كيسنجر فى مذكراته أن القرار كان عدم السماح بهزيمة السلاح الغربى، أى أن القرار كان على مستوى القوتين العظميين».

وتابع الرئيس: «نحن كدولة علينا دور نعمله بموضوعية، لأننا نريد فى تعاملنا أن نكون دائما الحق، لأن الحق لا يمكن التغلب عليه وكذلك الصدق، وإذا أردت معرفة الحكاية فليس بعنوان تسمعه أو مقولة تتردد، بل تقرأ وتسمع كويس لأنها بلدك إذا كنت مهتم».

وتحدث الرئيس عن الفترة التى تلت هزيمة 67 وصولًا إلى نصر أكتوبر، قائلًا: « فى ذلك الوقت حصل تدمير كامل للقدرات العسكرية للجيوش العربية وخاصة قدرات الجيش المصرى.. الكلام اللى كان بيتقال من موشيه ديان ومنه إن مصر تحتاج لـ50 سنة لإعادة بناء جيشها الذى تم تدميره».

وأردف: «خلال تلك الظروف كان هناك هزيمة كاملة وإحباط كامل وفقد للثقة وغياب لقائد تعودوا عليه منذ 16 سنة، رغم أنه كان رقم كبير جدًا فى معادلة القوة المصرية والعربية.. ومع كل ذلك استطاع الجيش أن يكسر حاجز الخوف وعدم الثقة وفرق القوة الضخم للغاية بين ما لدينا وما لديهم، هذا لم يكن انتصارًا عاديًا، فالجسر الأمريكى كان بينزل دبابات إم 60 فى مطار العريش لتعويض خسائر إسرائيل خلال الحرب».

وشاهد الرئيس فيلمًا وثائقيًا بعنوان «رحلة أمة»، قدمه الفنان خالد النبوى حيث استعرض الانتصارات التاريخية التى حققتها مصر منذ الحضارة المصرية القديمة وحتى الآن، وكيف قادت الدولة المصرية المنطقة خلال حرب 6 أكتوبر.

كما شاهد الرئيس فقرة فنية شارك فيها الفنانون أنغام وأحمد سعد.. ومحمد حماقى ومحمد فؤاد.

وكرم الرئيس عددًا من الأسماء التى شاركت فى حرب أكتوبر المجيدة، وعلى رأسهم اسم المشير أحمد إسماعيل وزير الحربية خلال حرب أكتوبر، وتسلم درع التكريم نجله، والمشير محمد عبدالغنى الجمسى وتسلم الدرع نجله، والفريق سعد الدين الشاذلى رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة أثناء حرب أكتوبر، وتسلم درع التكريم حفيده، واللواء أركان حرب عاطف عبدالغفار محمد.

 

تكريم بطل من أبطال أكتوبر
تكريم بطل من أبطال أكتوبر

 

وأعرب الرئيس، عن سعادته البالغة بالاحتفال بانتصارات أكتوبر قائلًا: «يوم جميل جدًا النهاردة إن إحنا سعدنا واتشرفنا والتقينا بالقادة والأبطال اللى كان على إيديهم نصر عظيم لبلد عظيمة».

وحرص الرئيس على توجيه التحية لأرواح الشهداء الأبطال بحرب أكتوبر المجيدة، قائلا: «صحيح عملنا تحية الشهيد واسمحوا لى نحييهم مرة تانية، لكل الشهداء سواء لشهدائنا فى حرب أكتوبر أو حرب الاستنزاف أو كل الحروب اللى قبل كده».

وقال الرئيس خلال كلمته بمناسبة الذكرى الـ«50» لنصر حرب أكتوبر المجيدة: أتقدم إليكم بخالص التهنئة.. فى الذكرى الخمسين.. لانتصار السادس من أكتوبر عام 1973.. عيـد القـوات المـسلحة.. يوم حولت مصر الجرح وآلامه.. إلى طاقة عمل عظيمة.. عبرت بها الحاجز الذى كان منيعًا.. بين الهزيمة والنصر.. وبين الانكسار والكبرياء.. وأزالت بعقول وسواعد أبنائها.. جميع أسوار الحصار واليأس.. لتنطلق.. حاملة مشاعل الأمل والنور.. للشعب المصرى.. والأمة العربية.

وأضاف: إن فى هذا النصر الفريد.. ما يستوجب الوقوف أمامه لسنوات، بل لعقود وعقود، للتعلم والتدبر.. قيم عندما حضرت.. حضر النجاح والتفوق: التخطيط العلمى.. المحكم الدقيق.. الذى لا يترك شيئًا، إلا وتحوط له بما يلزم.. التنسيق المنظم.. الذى يستغل جميع القدرات والإمكانات، فيصـل بأداء المنظومـة إلـى أعلــى درجاتـها.. والتنفيذ المنضبط..

الراقى فى أدائه.. والمبهر فى نظامه وترتيبه.. والروح الوطنية القتالية.. التى استعانت على التحدى الهائل، بالمخزون الحضارى العميق.. للأمة المصرية.. من القوة والبأس.. والثقة بالذات.. وقبل كل ذلك، وبعده، كان الإيمان بالله.. إيمان الواثقين العارفين.. بأن نصر الله قريب.. يكافئ به المخلصين المجتهدين.. أصحاب القضايا العادلة.

وتابع الرئيس: إن كل هذه القيم والمبادئ والصفات.. تجسدت فى الإنسان المصرى.. فى قواتكم المسلحة.. الباسلة.. البارة بوطنها.. جيل أكتوبر العظيم.. الذى ارتفعت قامته، فوق ارتفاع المحنة وأثبت مجددًا.. أن لمصر، رجالًا فى كل عصر.. يعرفون قدرها العظيم.. وقادرون دائما.. بإذن الله.. على صون الوطن.. ورفعته.

وأكمل: تحية احترام وتقدير.. من شعب مصر العظيم.. لقواته المسلحة الوفية.. لدورها الوطنى المقدر.. فى الحرب والسلم لإخلاصها الدائم.. واحترافيتها المتميزة.. واستعدادها.. لجميع التحديات التـى تواجـه الوطـن.

وأضاف الرئيس، وتحية من القلب للزعيم القائد.. محمد أنور السادات.. البطل.. الذى استُشهد فى نصب السلام.. بعد أن كلل جبينه.. بشرف الحرب من أجل الوطن.. تحية له.. ولشهداء مصر الأبرار.. فى حرب أكتوبر.

الذين ارتوت أرض هذا الوطن العزيز.. بدمائهم الغالية.. وسطروا أسماءهم.. خالدة.. فى دواوين الشرف والبطولة.

وقال الرئيس: إن سيناء، أمانة غالية فى أعناقنا جميعًا نحن المصريين.. استعدناها بثمن مرتفع.. وقدمنا من أجلها تضحيات جليلة.. وبات علينا.. واجب تعميرها وتنميتها.. بما يتناسب مع طموحنا العظيم لوطننا.. وهو ما بدأنا فيه بالفعل.. بحجم أعمال لم تشهده من قبل.. فتم إنفاق مئات المليارات من الجنيهات.. وهو إنفاق مهما زاد.. لا يعوضنا قطرة دم من دماء أبنائنا الطاهـرة.. التـى سالت فوق هذه الأرض الغالية.. سواء لاستردادها من الاحتلال.. أو تطهيرها من الإرهاب.. وهى الحرب الأخيرة.. التى امتدت أكثر من عشر سنوات كاملة.

أكمل: سيأتى اليوم.. الذى نقص فيه بالكامل.. روايتها.. ليعرف الجميع.. أن المصريين عازمون.. على الاحتفاظ بكل ذرة رمال.. فى بلادهم.. وتنمية مواردها وتطويرها والانطلاق بمصر.. من خلال بناء مقومات القوة الشاملة.. اقتصاديًا وتكنولوجيًا وتنمويًا.. لتصل مصر بإذن الله.. وفى وقت ليس بالبعيد.. إلى المكانة.. التى يصبو إليها شعبها العظيم.. وتتسق مع تاريخها المجيد..

واختتم الرئيس كلمته قائلًا: أتوجه إليكم بالتحية مجددًا.. كل عام وأنتم بخير، ومصر والأمة العربية، والإنسانية كلها، فى ســلام واســتقرار وازدهـــار. ودائمــا وأبـــدًا.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.. تحيـا مصـر.

 

الرئيس أمام النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة
الرئيس أمام النصب التذكارى لشهداء القوات المسلحة

فى ذكرى انتصارات أكتوبر قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول وزيارة قبرى الرئيسين الراحلين أنور السادات وجمال عبد الناصر، وترأس اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بمناسبة الذكرى الخمسين لانتصارات أكتوبر المجيدة.