ملاحم.. من بطولات النصر

معارك يتتبعها: مصطفى عرام
لم يكن انتصار السادس من أكتوبر 1973 وليد الصدفة؛ بل كان نموذجًا للتخطيط الدقيق فى كل مراحله، وشاهدًا على العبقرية المصرية، بدءًا من حرب الاستنزاف، وصولًا إلى يوم العبور إلى الشاطئ الشرقى لقناة السويس فى 6 ساعات.

الوصول إلى هذا النصر الغالى، تطلب المرور بمراحل عديدة، منها التخطيط والتدريب، ومنها أيضًا معارك شهدت بطولات من رجال القوات المسلحة المصرية البواسل، لا تزال تُدرَّس حتى الآن فى الأكاديميات العسكرية حول العالم، بعدما نجحوا فى القضاء على أسطورة زائفة روجها العدو المحتل عن نفسه بأنه «لا يُقهر»، لكن بسالة المصريين سحقته فى ملحمة تاريخية.
من بين تلك البطولات معركة «رأس العش»، وبحسب المشير محمد عبدالغنى «الجمسى»، كانت هذه المعركة هى الأولى فى مرحلة الصمود، التى أثبت فيها المقاتل المصرى رغم الهزيمة فى 67 أنه لم يفقد إرادة القتال.
كما كانت «المزرعة الصينية»، واحدة من المعارك التى انخدع فيها الإسرائيليون، لاعتقادهم بأنها ستكون مهمة سهلة؛ لكن خاب اعتقادهم نظرًا لسوء تقديرهم إلى درجة دفعت قادة الجيش الإسرائيلى فى مساء 16 أكتوبر 73، للتفكير جديًّا فى إلغاء العملية بأسرها.
أما «معركة شدوان»، فهى التطبيق الحى لشعار «الجيش والشعب إيد واحدة»، فى واحدة من أبرز المعارك التى سُجِّلت فى تاريخ البطولات المصريّة، بعد إعلان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مقولته الشهيرة «ما أُخِذ بالقوة، لا يُسترد بغير القوة».
بينما كان إفساد أنابيب ضخ المواد الملتهبة «النابالم» التى أقامها العدو على شاطئ القناة، واحدًا من الاختبارات التى واجهت العقل المصرى خلال التخطيط للحرب، وأثبت فيها براعة لا تُنسى.
ولا تنسى ذاكرة العالم ولا ذاكرة العسكرية حول العالم، كيف نجح المصريون فى تخطى مانعين خطيرين خلال العبور، هما مانع قناة السويس المائى، ومانع «خط بارليف»، ذلك الساتر الترابى الذى امتد من «بورسعيد» شمالًا إلى «السويس» جنوبًا.
وفى السطور التالية.. تفاصيل هذه الملاحم المصرية.. فى الطريق إلى تحقيق نصر 1973، احتفالًا بمرور 50 عامًا على نصر أكتوبر.
