الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
«مينى روبوت» طبيب يتجوّل داخل الجسم

«مينى روبوت» طبيب يتجوّل داخل الجسم

قد لا تصدق ما توصّل إليه العلم والاختراع.



قد تظن أنك تتابع إحدى قصص الخيال العلمى، التى من المستحيل أن تحدث فى الواقع.

لكن ما يقدمه لنا هذا المخترع وهو طبيب وأستاذ فى جامعة بريطانية ورئيس فريق أبحاث وابتكار، يفوق أدب الخيال العلمى وشطحاته.

هل تتصور أن يتم اختراع روبوت مصغر «مينى» حجمه 2 ونصف ملليمتر، مهمته هى أن يتجول داخل جسم الإنسان ليبحث عن أى أعراض مرضية فى أى جزء أو عضو من أعضائه، ويبعث بصور لهذه الأعراض، للطبيب حتى يبادر إلى علاجها.. كما يمكنه تقديم الدواء ومعالجة بعض الأعراض والأمراض؟

القصة المثيرة بطلها البروفيسور «بيتروفالداسترى» مدير علوم الروبوت الطبى فى جامعة ليدز.. وصاحب 20 اختراعا لروبوتات على هيئة كبسولات مغناطيسية دقيقة الحجم، تقوم بالكشف والعلاج. 

يتوقف أمام أحدها الذى يشبه العنكبوت الصغير، ويعلق قائلا: شكله مخيف قليلا..أليس كذلك؟!

والفكرة هى أن هذا العنكبوت سوف يتم إرساله داخل الجسم إلى القولون فى مهمة للكشف عن مظاهر وأعراض سرطانية، وتقديم الدواء أو العلاج لو أمكن.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

كاميرات وترانزستور لنقل المعلومات

تصميم آخر يشبه الأسنان مهمته تصوير الأعراض وإرسال الصور إلى الطبيب.. وكل هذه الروبوتات الصغيرة تحتوى على كاميرات وأيضا ترانزستور دقيقًا لنقل ما يرصده من معلومات تفيد الطبيب الجراح.. بالإضافة إلى بطارية تمده بالطاقة اللازمة للحركة وأخيرا مكان للدواء الذى يستعمله داخل الجسم لمعالجة المناطق المصابة، لو لزم الأمر!

وهذه الروبوتات يتم بلعها بالفم ويجرى تحريكها داخل الجسم بالطاقة المغناطيسية بواسطة الطبيب.

وبعضها تم تجريبه بالفعل على بعض المتطوعين بينما مازال البعض الآخر مثل «العنكبوت» لم يغادر غرفة الأبحاث.

ويتمتع الروبوت بكاميرا تتحرك فى نطاق شامل 360 درجة، ما يعنى الإحاطة الكاملة بحالة القولون.

ومهمة أخرى يقوم بها «مينى روبوت» هى معالجة مشاكل الرئتين، حيث يتم ابتلاعه من الفم ليتجول فى أعماق الرئة ويقوم الطبيب بواسطة المغناطيس بتحريك الروبوت بسلاسة فى أنحاء الرئتين، وقد قام الباحثون فى جامعة ليدز البريطانية بتجربة الروبوت وتبين لهم أنه يستطيع الوصول إلى عمق حوالى 37 % من مساحة الرئتين أكثر من قدرة الأجهزة الحالية، وعلق الدكتور المخترع «فالداسترى» قائلا:  - هذا تطور مثير فعلا.

التحكم فى الروبوت بالمغناطيس

ويضيف: هذا الأسلوب الجديد يتمتع بميزة التناسق مع تشريح الجسم، كما أنه أكثر نعومة ويمكن التحكم تماما فى هيئته باستخدام المغاطيس. وهذه الميزات الأساسية تعنى ثورة فى مجال التجول داخل الجسم، فسرطان الرئة يعالج عموما بعمليات جراحية قد تتسبب فى تدمير وإصابة أجزاء صحيحة من الرئة، وهدفنا هو توفير العلاج مع أقل شعور بالألم لدى المريض.

كما أنه يمكن ضبط مواصفات وقدرات الروبوت بما يتناسب مع جسم كل مصاب.

وفى دراسة نشرها فريق البحث الذى يقوده الدكتور «فالداسترى» قام الفريق بتجربة استخدام اثنين من الروبوتات الدقيقة فى وقت واحد للقيام بجراحة فى المخ، على نموذج يمثل رأس إنسان وذلك بإدخالهما من الأنف.

هل أصبحت الروبوتات الدقيقة الحجم هى وسيلة المستقبل فى علاج الأمراض المستعصية؟.. يبدو هذا، فهناك نشاطات مماثلة فى اختراع وتصميم هذه الروبوتات فى دول أخرى كالولايات المتحدة.

روبوت لعلاج قلوب الأطفال

فى جامعة بريطانية أخرى فى لندن هى «امبريال كولديج» يقول الدكتور «محمدعبدالعزيز»: - نحن نعمل حاليا على تطوير جهاز خارجى لتحريك الروبوت داخل الجسم بما يتيح لنا الوصول إلى المناطق المصابة لدى المريض بسرعة، وخاصة لدى الأطفال المصابين بمتاعب فى القلب، ففى الوقت الحالى يتم استخدام أشعة إكس فى تحرى هذه الحالات، وهى عملية تعرضهم للإشعاعات التى تزيد من مخاطر إصابتهم بالسرطان، وقد نجحنا كفريق فى ابتكار روبوت وتمت التجربة على الحيوانات.