السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان

التحليل النفسى لشخصية «سفاح الجيزة»

«سفاح الجيزة» تريند لأكثر من أسبوع. هل السبب أحداث «الدراما» التى قدمت سيناريو مستوحى  من القصة الحقيقية؟! أم أن السبب هو شخصية السفاح وطبيعة حياته وشكل جرائمه؟!



 هل «التريند» سببه «شخصية السفاح» شديدة الغرابة شديدة التعقيد؟!

أسئلة كثيرة وعلامات استفهام تتزامن مع تداول التريند رغم انتهاء حلقات المسلسل الذى شغل مختلف الأعمار.

 لماذا فرقع «سفاح الجيزة» وسط الجمهور، ما مواصفات شخصية «قذافى فراج عبدالعاطى»، الذى ارتكب جرائم بشعة باحترافية، وذكاء شديد، لدرجة انتحاله لشخصية أحد ضحاياه «صديق عمره».

هل صحيح أن شخصية «قذافى» مركبة غير عادية تحتاج إلى تحليل نفسى عميق؟! 

ما طبيعة  مرض «قذافى»، وهل هو مختل التكوين أم أنه مجرد مجرم فوق العادة؟!

 الدكتور جمال فرويز، استشارى الصحة النفسية: قال إن سفاح الجيزة ليس مجرمًا عاديًا إنما يٍُِعانى من اضطراب يٍُِسمى «هايليسايكوباسيك»، أى الشخصية السيكوباتية المتصاعدة، وتعنى الشخصية المضادة للمجتمع، وفيها لا مٍُُبالاة، وعدم اهتمام بتوابع تصرفاته، ليس لديه مشاعر أو أحاسيس، فالمهم لديه إرضاء الذات فقط.

وأضاف  أن من الممكن ارتكابه لأى جريمة تحقق له مُِراده، دون النظر للضرر الواقع على الآخرين، فيشعر بأن ذلك حق له، وهى شخصية ترتكب كل أنواع الأخطاء. 

وأوضح أن الشخصية السيكوباتية تنقسم لنوعين:  الشخصية السيكوباتية العاجزة: وصاحبها مٍٍُتسرع فى ارتكابه للجرائم، ويريد أن يحصل على ما يريد فورًا، فيسرق، وينهب، يقتل، ويفضح نفسه بسهولة.

 أما النوع الثانى فهى الشخصية السيكوباتية المتصاعدة الذى يخطط باحترافية لإظهار نفسه لمن حوله بأنه شخص مثالى وتقى، وتلك الشخصية متواجدة فى كل مكان، وضرورى  الحذر منها.

 

 

 

الهروب 

من جانبه قال الدكتور عمرو يوسف إخصائى علم النفس: إنه يوافق على أن سفاح الجيزة شخصية سيكوباتية، لكنها أيضا تتعامل مع الواقع باضطراب حيث تخيل  لنفسها واقعًا آخر غير الواقع الحقيقي، مشيرًا إلى أن الصدمة التى أصابته فى طفولته من خلال مشاهد العنف التى لاقاها، خلقت لديه رغبة فى الهروب من الواقع، بالإضافة لغياب الأب .

 أضاف: كلها عوامل أثرت عليه من   الصغر، وأشار إلى أن بداية السيكوباتية عند سفاح الجيزة بدأت مع أول جريمة قتل ارتكبها، وأن الجنس الآخر بالنسبة  له صنع مناطق اضطراب فى تفكيره فالخلاص بالنسبة له هو القتل.

 وأوضح أن سفاح الجيزة يعانى من نوعين من الاضطرابات الأول: نرجسية، أى ترى نفسها على حق دائمًا، والأخرى: لا تريد أن ترى الواقع الحقيقى .

 واسترسل فى حديثه قائلاً: أن سفاح الجيزة يريد  أن يُِشبع رغباته، واحتياجاته، للوصول للارتياح، ويتحقق ذلك بهروبه من الواقع، وزعم  أنه عند انتحاله لشخصية  صديق عمره،  كان الغرض هو الهروب من واقع قتله.

 من جانبها قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذ علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث  الجنائية والاجتماعية: إن الشخصية السيكوباتية مهيأة للتلذذ بالقتل والدم، وليس لديها مشاعر بالذنب.

 وأضافت أن تنشئة سفاح الجيزة فى الصغر خلقت بداخله الشر والحقد. 

 فتربيته من الصغر كان بها تطرف وعنف،  ونقص التوجيه، وليس هناك قيم تحميه وتحصنه، فبالتالى أطلق العنان للشر فى شبابه.

وأضافت أن «مجتمعنا يُعانى من أزمة قيم، وضرورى  مزيد من  الدعم الأسرى للقيم وإحياء الضمير».  انفصامى أم سيكوباتى 

 فى وجهة نظر أخرى فى تحليل الشخصية قال الدكتور وليد هندي، استشارى الصحة النفسية هناك 3 أنواع ممن يطلق عليهم «السفاحين»: الأول هو السفاح  النوابى، والثانى هو السفاح السيكوباتى، والنوع الثالث هو الانفصامى . 

 ويرى  هندى أن سفاح الجيزة هو خليط بين أول نوعين. فهو «نوابي» تنتابه حالات معينة من الرغبة الجامحة فى العنف والجنس معًا، ورغم ذلك يتظاهر بسلوكيات طبيعية ولا يثير أى شُبهات، إضافة إلى أنه معاد للمجتمع، دائم الاعتداء على حقوق الآخرين.

 ولديه يقين بأنه لا شيء اسمه قيم، ولو كان هناك قيم لدى الآخرين فهو يرى أنه لابد من الاعتداء عليها وهدمها لذلك فهو لا يعبأ  بالألم أو الإيذاء النفسى لغيره ولذلك أيضًا هو يقتل بدم بارد . 

 وأضاف: هناك حويصلة فى المخ للسفاح، تسمى بالأميجدالا، فهى مسئولة عن التحكم فى الأعصاب والعنف، والاندفاع، والجنس وبها خلل وظيفى، يؤدى لزيادة العنف فى القتلة المتسلسلين.

 لكن هل هناك أى فرص لعلاج مثل هذه الشخصيات من البداية وقبل تورطهم فى سلسلة الجرائم؟! يقول الدكتور عماد وديع، استشارى الطب النفسى: «كان من الممكن أن يتم العلاج ولكن فى الصِغر، بنشأته وسط بيئة مساعدة، لكن واضح أن  تربيته لم تساعده بأن يعلم أن لديه اضطرابًا فى الأساس، والآن لا يوجد علاج  له.

 

 

 

 وأضاف أن الاضطرابات الشخصية عمومًا عبارة عن سمات معينة فى الشخصية، وهى سمات شديدة، وظاهرة، وواضحة، وأكًّد على أن كل شخص لديه شيء من الاضطرابات النفسية  ولكن بنسب متفاوتة، ولكن عند زيادة الاضطراب، يبدأ يتصادم بشدة مع المجتمع وأفراده.