السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
خريف القلق.. وعالمنا المتقلب

خريف القلق.. وعالمنا المتقلب

مع بداية شهر سبتمبر وقراءة المشهد العالمى من واشنطن لا يبدو أن الرياح سوف تأتى بما تشتهيه السفن أو ما يتمناه ركاب تلك السفن أينما كانوا هنا فى أمريكا أو هناك فى باقى دول العالم.



 

يافطة «مغلق للتحسينات» ما زالت معلقة على جميع مواقع صناعة القرار إلا أن لغات «إدارة الأزمات» أو لهجات «احتواء تبعات الأزمة» هى اللغة المهيمنة حولنا. ولا أحد يدعى بأن الأمور سيتم السيطرة عليها فى القريب العاجل أو الآجل. 

وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة دورتها الـ78 فى نيويورك بمقرها الرئيسى. تلك المؤسسة الدولية أو الأممية التى تضم حاليا 193 دولة. آخر الأعضاء كان جنوب السودان عام 2010. وكما هو متوقع كل الملفات مطروحة وكل القضايا سوف يتم الحديث عنها . والكل يغنى لليلاه أو الكل يغنى على ليلاه. وبالطبع لا أحد يسمع أو يريد أن ينصت لما يقال (ما يغنيه غيره) لأنه مشغول بأغنيته وهمومه وشكاواه. وكما وصف أحد المراقبين للمنظمة الدولية ولسنوات طويلة: أنها مكلمة دولية مع الأسف وبست لغات ومنها العربية بالطبع.

لم يكن بالأمر الغريب أن داج همرشولد الأمين العام الثانى للأمم المتحدة (ما بين عامى 1953 و1961) قال ذات يوم أن الأمم المتحدة لم يتم تأسيسها لكى يتم الذهاب بالبشرية إلى الجنة، بل لكى يتم إنقاذهم من الوقوع فى الجحيم ! والأمين العام التاسع والحالى للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش (74 سنة) أمامه تحديات لا تعد ولا توصف. وبلا شك الكل يتابع فى الوقت الحالى ماذا ستكون تبعات تفكيك العالم القديم وبوادر تشكيل العالم الجديد (كما يتمناه البعض).. هل سنرى شيئًا مختلفًا أو أفضل فى الدورة الجديدة للمنظمة الدولية؟!

وفى قراءة المشهد العالمى لا يبدو فى الأفق نهاية للحرب الأوكرانية الروسية. التأييد الأمريكى والغربى لأوكرانيا مستمر وقد يتزايد أكثر فأكثر فى الفترة المقبلة. كما أن المواجهة الأمريكية - الصينية تشتد حدة وشراسة خاصة فى الحرب التجارية والاقتصادية على جميع الجبهات. وهذه المواجهة وليست المصادمة (حتى الآن) أولوية أمريكية غير مرتبطة بالوقت الحالى أو إدارة بايدن. كما أن هناك مزايدات تجرى داخل الحزبين الجمهورى والديمقراطى أثناء النقاش حول من هو الأكثر شدة وحدة فى مواجهة الصين وهيمنتها المتزايدة فى عالم الاقتصاد العالمى!

 

 

 

ووسط الجدل المتزايد والمستمر حول الذكاء الاصطناعى وما له وما عليه جاءت مجلة «تايم» الأمريكية لتقدم ملفا كاملا لمن هم وهن وراء تشكيل مسار الذكاء الاصطناعى ومصيره. وتناولت المجلة قائمة الـ100 الأكثر نفوذا فى هذا العالم المهيمن والمسيطر على حاضرنا ومستقبلنا وعلى خوفنا وقلقنا. ومنها بالطبع القيادات المحركة لهذا التوجه التكنولوجى وأيضا من هم وهن لهن أدوار فى ابتكار الآليات وتشكيل المسارات وأيضا التفكير فى أمور الذكاء الاصطناعى ومنها وجوده وانتشاره وتأثيره وتبعاته على جميع أوجه الحياة التى نعيشها.. أو تلك الحياة التى اعتدنا أن نعيشها فى مراحل عمرنا المختلفة. والتعرف على هؤلاء العقول والنفوس ضرورة ليس فقط لمعرفة الأسماء والخلفيات وطرق الحياة والنجاح فيها. بل للتعرف أيضا من خلالهم ما سوف يأتى به المستقبل. وما سوف نواجهه حتما نحن كبشر ..كمستهلكين أو مستعملين لخيرات الذكاء الاصطناعى وشروره!

ما من شخص قابلته وجها لوجه أو تحدثت معه عبر الهاتف (سواء داخل أمريكا أو خارجها) فى بداية شهر سبتمبر 2023 وإلا وجدته يصف الحر الشديد والخانق أيضا ويشكو منه. خاصة أن هذا الحر صار ظاهرة عالمية تلتف الأنظار وسط أنباء تتوارد عن أعاصير وسيول وفيضانات وحرائق غابات. وهكذا أصبح الحديث عن الكوارث الطبيعية حديثًا يوميًا وهمًّا عالميًا وتحديًا حقيقيًا على قيادات الدول وسكان العالم أن يعملوا من أجل مواجهته وابطاء التدهور البيئى الذى تشهده الكرة الأرضية بيتنا الكبير كما نسميها أحيانا.

البيت فى حاجة إلى صيانة وإصلاح وحماية من مخاطر تبعات الإهمال العالمى للموارد الطبيعية. هذه القضية الحيوية ليست فقط توعية وفهم بل تتطلب تبنى سياسات تطبق معرفتنا بالخطر وتنفيذ خطوات للتصدى له.

ما سمعناه وما قرأناه فى السنوات الأخيرة من تعبيرات أو توصيفات للحالة الكارثية التى وصلت إليها الكرة الأرضية يجب أن يأخذنا إلى موقف أفضل مما نحن عليه. أن التلوث البيئى والتغير المناخى والاحتباس الحرارى والتدهور أو الانهيار البيئى كلها دقت ناقوس الخطر فهل من مجيب؟!