الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
وليد طوغان
مطلوب «وزارة للرجل»!

فى بريطانيا:

مطلوب «وزارة للرجل»!

فى التشكيل الوزارى الحالى فى بريطانيا هناك وزارة ووزيرة للمرأة..



 والحقيقة هى أن المرأة فى كل دولة فى العالم فى حاجة لوزارة تهتم بحماية حقوقها وتحسين أحوالها وتمكينها ورفع الغبن عنها. 

فالمرأة علـى مدى التاريخ وفى كل المجتمعات تقريبًا، تساء معاملتها وينظر إليها كما لو كانت مواطنًا من الدرجة الثانية وتتعرض للأذى والتحرش والاستخفاف وحتى الاغتصاب.

 

وصحيح أنه فى العقود الأخيرة من القرن الماضى بدأت ملامح تطور فى نظرة المجتمعات وخاصة المتقدمة للمرأة، فأصبحنا لا نفاجأ بتولى النساء مراكز مرموقة كرئاسة الحكومة فى الهند وباكستان وبريطانيا وألمانيا ورئاسة الدولة فى بنجلاديش.

وأصبحت هناك وزيرات ورئيسات جامعات وعميدات كليات وقاضيات وكاتبات بارزات ونائبات برلمانيات. لكن ما زال هناك طريق طويل نحو تحقيق الحضور الاجتماعى اللائق بالمرأة فى المجتمع، وحماية حقوقها والدفاع عن مصالحها وهو ما دعا إلى استحداث وزارة للمرأة فى حكومة بريطانيا.

فماذا عن الرجل؟!

أليس الرجل أيضًا يعانى من مشاكل ومصاعب، ألا يستحق أن تكون له أيضًا وزارة ترعى شئونه وتحسن أحواله؟!

المجتمع خذل الرجال!

هذا السؤال ليس من عندى، إنه سؤال طرحه نائب فى مجلس العموم البريطانى (البرلمان) ضمن دعوته المطالبة باستحداث وزارة للرجل فى التشكيل الحكومى، وهو يرى أن الرجال خذلهم المجتمع ولهذا يحتاجون لوجود وزير فى الحكومة يتفرغ لمهمة رعاية وحماية الرجل والدفاع عن قضاياه واحتياجاته!.

هكذا تكلم «نيك فليتشر» عضو البرلمان عن حزب المحافظين الحاكم فى بريطانيا، وأضاف أن دور الوزير فى وزارة الرجل هو التعامل مع أمور محددة كالمشاكل الصحية التى يواجهها الرجال ومحاولة تحسين ظروف حياته.

 

ريشة: أحمد جعيصة
ريشة: أحمد جعيصة

 

وهو يرى أن «وزير الرجل» فى الحكومة سيعكس بالتالى الوجود الحالى لـ«وزيرة المرأة» ويكمل الهدف المشترك، وهو تحسين أحوال عنصرى المجتمع، ومن الأولويات الأخرى لوزارة الرجل - كما يرى صاحب الاقتراح - تشجيع الشبان على التطلع لمهن أفضل وأن تعمل الوزارة على تشغيل عدد أكبر من المعلمين الذكور فى المدارس الابتدائية حتى يكونوا المثل الأعلى الذى تحتذيه الأجيال الجديدة.

وهناك فقط معلم واحد مقابل ست معلمات فى مدارسنا الابتدائية. وثلث المدارس لا يوجد بها معلم رجل. وعندما سألته مذيعة «بى بى سى» خلال حديثه معها فى البرنامج الإذاعى الشهير «ساعة المرأة»: ولماذا تعتقد أن وجود وزارة للرجل أمر مهم؟

أجاب: إذا كان الرجال سيعيشون حياة أفضل وأكثر سعادة وأفضل صحة، فهذا يفيد المرأة أيضًا، وأفضل للمجتمع بصفة عامة. 

وتحدث النائب المحافظ عن أحوال الرجل فى المجتمع البريطانى مستخدمًا الأرقام والإحصائيات الرسمية فذكر أن 75 ٪ ممن يقدمون على الانتحار هنا هم من الرجال، وأن متوسط العمر الافتراضى للرجل يقل 3.7 ٪ عن متوسط عمر المرأة، وأن 63 ٪ من المشردين فى الشوارع هم من الرجال، و96 ٪ من المساجين هم من الرجال، ولابد أن نفعل شيئًا تجاه هذه الأحوال، نحن نخذل شبابنا.. ورجالنا، نخذل المجتمع كله البنات والستات.

يكفى أن نلاحظ أن هناك استراتيجية صحية للمرأة ومستشفيات متخصصة فى أمراض النساء، بينما لا يوجد أى اهتمام رسمى بصحة الرجل مع أن هناك 88 رجلًا يموتون كل يوم بأمراض القلب.

ماذا تقول المرأة عن «وزارة الرجل»؟

والآن ماذا تقول المرأة عن هذا المطلب الرجالى غير المسبوق؟

بعد عدة أيام وفى صفحة الرأى فى جريدة مرموقة هى «التلغراف» قرأت مقالًا كتبته «جمايما لويس» تحت عنوان: الرجل البريطانى فى أزمة.. وحان الوقت للاعتراف بذلك، بدأته بالتساؤل: هل يحتاج الرجال فعلًا إلى الشفقة؟!

إنهم ما زالوا يحكمون البلد (66 ٪ من أعضاء البرلمان رجال).. ويحتلون أفضل الوظائف (كل المراكز العليا فى أكبر 100 شركة فى بريطانيا يحتلها رجال وهناك فقط 8 نساء بينهم).

لكنها تنتقل سريعًا إلى دعوة النائب البرلمانى «نيك فليتشر» لإحداث وزارة للرجل، فتقول: الغريب فى الأمر أن معه حق!..

فتجاهل حقائق أشار إليها بالأرقام، والأعراض والأمراض.. خطر. 

لكن هل وجود وزير للرجل يحل أى مشكلة؟.. أشك فى ذلك، ومع ذلك سيكون وجود وزارة للرجل نوعًا من الاعتراف بالأزمة..

فرجال بريطانيا فى حاجة للمساعدة، على الأقل من أجل خاطر النساء!