برنامج إصلاح يناسب الحالة المصرية

قال الدكتور محمد على إبراهيم، أستاذ اقتصاد النقل واللوجيستيات، والعميد الأسبق والمؤسس لكلية النقل الدولى واللوجيستيات، خلال مشاركته فى جلسة «ارتفاع الأسعار وسبل مواجهته لتقليل العبء على المواطنين» لمناقشة أسباب التضخم وتأثيره على العناصر الأخرى: إن التضخم هو ارتفاع مستمر فى مستويات الأسعار، نتيجة أن كمية النقود أكبر من المنتجات، والتضخم فى مصر هيكلى، أى أن سببه أن البنيان الاقتصادى يعانى قصورا فى الإنتاج عن تلبية احتياجات الاستهلاك. 

وأضاف «إبراهيم» لصباح الخير: توجد ضغوط تضخمية متعددة فى مصر، بعضها ناجم من ارتفاع تكلفة الإنتاج وبعضها من زيادة الطلب، والغريب أن السياسات الاقتصادية لمكافحة التضخم تمارس ضغوطا تضخمية، منها سياسة رفع سعر الفائدة التى تستهدف خفض الطلب، لكنها ترفع تكلفة الإنتاج وتقلل المعروض من السلع والخدمات، أما سياسة التمويل بالعجز، فتؤدى إلى زيادة الإصدار النقدى، التى تزيد الطلب الكلى من جهة وزيادة الاقتراض من البنوك والقطاع العائلى، وبالتالى تقلل التمويل المتاح لقطاع الإنتاج. 

وتابع: إن السياسات التجارية تمارس ضغوطا تضخمية بسبب زيادة سعر الدولار والقيود المتعلقة بتدبير العملة والاعتمادات المستندية، ناهيك عن التضخم المستورد. 

وأكمل أستاذ اقتصاديات النقل واللوجيستيات: أن برنامج صندوق النقد الدولى يمارس ضغوطا تضخمية من خلال تخفيض قيمة الجنيه ورفع الدعم، أى أن وسائل معالجة التضخم فى مصر تلهب الأسعار ولا تطفئ لهيبها.

وأردف أن التضخم يمارس آثارًا اقتصادية واجتماعية غير مرغوبة، فهو يشجع على زيادة الاستهلاك فى ظل توقع ارتفاع الاسعار والاكتناز والدولرة. كما أنه يقلل من تنافسية الصادرات المصرية، ما يؤدى إلى زيادة عجز ميزان المدفوعات، ويزيد عجز الموازنة العامة، ويعيد توزيع الدخول فى غير صالح أصحاب الدخول الثابتة.

وأوضح «إبراهيم»: أن العلاج يكمن فى زيادة الانتاج بإطلاق حوافز للاستثمار وإزالة معوقاته، وتحسين مناخ الاستثمار، وأعتقد أنه من المناسب أن نبدأ فورا بمعاونة الشركات المتعثرة والمتوقفة على العودة إلى الإنتاج من خلال إسقاط بعض ديونها وجدولة الباقى.

ولفت إلى تحقيق التكامل بين أدوات السياسة الاقتصادية، وإعادة النظر فى تطبيق برامج الاصلاح الاقتصادى التى يدعمها صندوق النقد الدولى، كونها لم تحقق ناجحا فى مصر أو فى الدول التى طبقتها ووضع برنامج إصلاح يناسب الحالة المصرية.