مشاعر إنسان

محمد حلمى السلاب
فيما مضى
كنت أملأ فمى..
بالكلمات
أنتقيها بعناية فائقة
عناية من يخشى
أن تصيبه اللكمات
من كلمات فقدت حياءها
فتصيبنى بالإعياء
أو أن أقع فريسة لكلمات..
غير طازجة..
تقضى على الأصحاء
وحذرنا منها الأطباء
صارت فريسة للعطب
وتصيب من يتناولها
بالحسرات
وتحاصره الحشرات
حشرات آدمية
تدمى المشاعر والإحساس
لا أعيش يومى كما ينبغى..
ولا أستسيغ الكثير..
من اللحظات
إنما أنجو منه وفقط..
هذه أمنية الأمنيات
الكلمات المنتهية صلاحيتها
تباع فى الأسواق
ولا نتعلم..
نقتنيها ولا حياء
كم خدعت نفسى
بأننى أقاوم بشراسة
ولكننى فى الواقع..
أنطفئ وأنا واقع
وأتساءل أهذا واقع
أم بضع من خيال
أريد أن أعيد صياغة..
نفسى بنفسى
لم أعد ذلك المثقف
القادر على فهم..
كل هذه التحولات
وأبحث عن طبيب
يصارحنى بما أصاب..
ذائقتى الشعرية
فقدت شهيتى
حتى أصابنى الهزال
الصمت يرمقنى من بعيد
حيرنى أمره
الصمت ما هو إلا..
باب أغلق بإحكام
حذرونا من أن نطرق بابه..
ولا نتركه يستمر بسلام
الصمت باب..
تتوارى خلفه كل الأحزان
تركناها تنام.. فلنمضى
على أطراف أصابعنا
ولا نوقظها
حتى نعيش بسلام
إن الله إذا أحب عبدًا
كشف له حقيقة الكلمات
تلك التى تسير من حوله
على قدمين
ولم تعد تبالى..
بمشاعر إنسان.